بث التليفزيون المصري لقطات للمشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، وهو يرتدي الزي المدني، خلال وجوده في مطار ألماظة العسكري، قبيل توجهه صحبة وزير خارجية بلاده نبيل فهمي، أول الأربعاء إلى روسيا، وأظهر لقطات للسيسي وفهمي داخل الطائرة الخاصة قبل إقلاعها. وكان العقيد أحمد محمد علي، المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية ،يوم أول أمس الأربعاء، قال إن المشير عبد الفتاح السيسي، ونبيل فهمي، غادرا القاهرة في زيارة رسمية إلى روسيا الاتحادية. وأضاف المتحدث العسكري في بيان، أن المسؤولين، يجريان خلال هذه الزيارة مباحثات منفصلة مع نظيريهما الروسيين، لبحث مجمل العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين، ورداً على الزيارة التاريخية لوزيري الدفاع والخارجية الروسيين للقاهرة 14 نوفمبر. في هذا السياق، اعتبر الكاتب والمفكر المصري طارق حجي، أن زيارة المشير عبد الفتاح السيسي، لروسيا بداية للخروج من التبعية الأمريكية، متمنيا زيارة الصين ودول أخرى. وأوضح حجي، خلال لقائه أول أمس الأربعاء 12 فبراير، أن مصر على وشك أن تخرج من تبعية أمريكا منذ توقيع اتفاقية "كامب ديفيد"، لافتا إلى أن الرئيس الروسي "بوتين" شريك استراتيجي جيد لخبرته في مكافحة إرهاب من يرتدون عباءة الدين. وأشار قائلا "لو كان المشير عبد الفتاح السيسي لم ينحاز إلى إرادة الشعب المصرى في 30 يونيو لكانت مصر دخلت في حرب أهلية مدمرة، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان شكل من أشكال الإجرام والإرهاب ولن ينتهي من حياتنا. مهام رئيسية أمام السيسي قبل إعلان ترشحه من جهة أخرى، حدد خبراء عسكريون 5 مهام رئيسية أمام السيسي، قبل إعلانه ترشحه في الانتخابات الرئاسية التي لم يحدد موعدها حتى الآن. وهي تطوير القوات المسلحة (الجيش) وإعادة ترتيب أوراقها، وتنويع مصادر السلاح، والحفاظ على الأمن القومي خاصة في سيناء، وحل أزمة سد النهضة الإثيوبي، ثم الفراغ من البرنامج الانتخابي الذي ستكون المهام السابقه نقاط إيجابية فيه. ويرى زكريا حسين، المدير السابق لأكاديمية ناصر العسكرية في مصر، أن "أولويات المشير السيسي التي تجعله يتأخر في تقديم استقالته من مهامه العسكرية وإعلان ترشحه للرئاسة، هو رغبته في الانتظار حتى يطمئن على المؤسسة العسكرية وتطويرها". زيارة لتعزيز نفوذ السيسي من جهتها، أكدت وكالة "الأسوشيتد بريس" أن زيارة السيسي إلى روسيا تندرج في تعزيز نفوذه دوليا في زيارة تعد الأولى دوليا، عقب عزل الرئيس محمد مرسي في يوليوز 2013. وأشارت الوكالة لإحاطة الزيارة بالعديد من النقط حول إبرام صفقة أسلحة بين البلدين بقيمة ملياري دولار، من شأنها أن تعزز النفوذ العسكري الروسي بالشرق الأوسط. وأوضحت ذات الوكالة، أن الزيارة تأتي في وقت توترت فيه العلاقات بين مصر وأمريكا، وأنه بالرغم من تأكيد المتحدث باسم الخارجية المصري بدر عبد العاطي، على أن الزيارة ليست في صالح طرف ضد آخر. إلا أنها تبدو في جانب منها مرسِلة لرسالة إلى أمريكا لتأكيد وجود خيارات متعددة أمام القاهرة بديلا عنها. وأشارت الوكالة إلى الصورة التي تداولتها وسائل الإعلام للمشير السيسي في زيه المدني، مرتديا بدلة، مؤكدة أنها من اللقطات النادرة التي يظهر فيها خارج زيه العسكري، موضحة أن الدولتين كانتا حلفاء لعقدين من الزمان بداية من الخمسينات من القرن العشرين، والتي تحول فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نحو التحالف مع الاتحاد السوفيتي فيما عكس السادات الدفة موجها إياها لأمريكا من جديد. ولفتت إلى تصريحات رئيس الأركان المصري "صدقي صبحي" الأسبوع الماضي خلال زيارته بالإمارات إلى أن مصر تحرص على استمرار فتح علاقاتها عسكريا مع كل القوى العظمي وأنها تريد تنويع مصادر حصولها على السلاح، مؤكدا أن العلاقات بين مصر وأي دولة ليست بديلا عن دولة أخرى.