اعتبر وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي المباحثات، التي يجريها وفد روسي رفيع المستوى في القاهرة، إشارة على بداية لحقبة جديدة من التعاون العسكري بين البلدين، بحسب ما أوردته وسائل إعلام رسمية. وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية في مصر بأن السيسي أبلغ نظيره الروسي سيرغي شويغو بأن زيارة الوفد "تطلق إشارة التواصل الممتد للعلاقات الاستراتيجية التاريخية من خلال بدء مرحلة جديدة من العمل المشترك والتعاون البناء المثمر على الصعيد العسكري". وعلمت "بي بي سي" من مصدر مصري أن المباحثات التي جرت الخميس تناولت "صفقة سلاح"، لكن لم يتوصل الطرفان بعد إلى اتفاق محدد. وتشير تقارير إلى أن قيمة الصفقة قد تصل إلى ملياري دولار. ووصف مسؤولون بارزون في مصر المحادثات مع المسؤولين الروس - بينهم وزير الخارجية سيرغي لافروف – بأنها "محادثات مهمة". وتأتي زيارة المسؤولين الروس بعد توتر في العلاقات بين القاهرة وواشنطن عقب قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتعليق مساعدات عسكرية عقب إطاحة الجيش المصري بالرئيس المعزول محمد مرسي. كما وصف وزير الخارجية المصري أحمد فهمي الشهر الماضي العلاقات المصرية الأمريكية بأنها "مضطربة". لكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وصف خلال زيارته القاهرة أوائل الشهر الحالي مصر بأنها "شريك مهم" للولايات المتحدة. "صفقة سلاح" وتقول مراسلة بي بي سي في القاهرة أورلا غورين إن زيارة الوفد الروسي قد تؤشر على تحوّل مهم في السياسة الخارجية المصرية. وقال وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري ان "الوزير شويغو ونظيره عبد الفتاح السيسي بحثا في التعاون العسكري بين البلدين" دون أن يكشف مضمون المحادثات. ويزور طراد روسي مدينة الإسكندرية لمدة ستة أيام، في أول زيارة لسفينة حربية روسية لمصر منذ عام 1992. وكان فهمي قد صرح لقناة "روسيا اليوم" الحكومية الروسية بأنه يجري دراسة تسليم صفقات أسلحة لمصر. وأوضح فهمي قائلا "قضية شراء أسلحة روسية جديدة ينبغي أن تدرس بعناية". لكن وزير الخارجية المصري أصر على أن القاهرة لا تتطلع إلى إحلال حليف محل حليف آخر، في إشارة إلى الولاياتالمتحدة. وتقول مراسلتنا أن العلاقات بين القاهرة وموسكو اتسمت بالفتور على مدار عقود، لكنها بدأت تكتسب زخما مؤخرا. وقال لافروف لصحيفة "الأهرام" المصرية إن روسيا عبرت عن دعمها للتحولات الديمقراطية في مصر منذ أكثر من سنتين. ومضى لافروف قائلا " نحن واثقون تماما أن مصر ستتغلب على أزماتها الحالية وتأخذ في الاعتبار مصالح الكتل السياسية والإثنية والدينية في المجتمع (المصري).