بعد المقابلة الساخنة التي أجراها السيد "حسن نصر الله" الأمين العام ل"حزب الله" مساء الثلاثاء ضمن برنامج "بلا حصانة" مع الإعلامي "جان عزيز" الذي يعرض على شاشة قناة ال"أو تي في" إهتمت الصحف اللبنانية الصادرة أمس الأربعاء بما قاله "نصر الله". فقد قالت صحيفة "السفير" أن "نصر الله" يواجه السعودية ب"مضبطة اتهام" شاملة تتمثل في تفجير "السفارة الإيرانية" ودعم الإرهابيين في "سوريا" و"العراق". وأضافت الصحيفة أن "نصر الله" قدم شرحاً شاملاً لإستراتيجية الحزب في الداخل اللبناني والجوار السوري، وعرض الأسباب الموجبة للتدخل العسكري في "سوريا"، وأكد أنه "سيأتي يوم يشكرنا فيه مَن يهاجمنا اليوم بسبب هذا التدخل". ولفتت الصحيفة أن "أكثر ما لفت الإنتباه هو قرار "نصر الله" بالمضي في المواجهة مع "السعودية" وجهاً لوجه، وعلى قاعدة تسمية الأشياء بأسمائها، من دون أي قفازات، وصولاً إلى اتهام المخابرات السعودية بالوقوف خلف التفجيرين الإنتحاريين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية من خلال علاقتها مع "كتائب عبد الله عزام" التي تبنت الهجوم، مشيراً إلى أن الإعتداء يتصل بالغضب السعودي من "إيران" بسبب فشل مشاريع "الرياض" في المنطقة، كما حمّل "السعودية" المسؤولية عن تعطيل تشكيل الحكومة على قاعدة 9-9-6، عبر طلبها من فريق "14 آذار" رفض هذه الصيغة برغم أن أغلبه يوافق عليها". ومن جانبها ذكرت صحيفة "اللواء" أن اتهامات "نصر الله" تأتي لوقوف "الرياض" وراء تفجير السفارة الإيرانية، وجاء هذا عبر اتهامها بأنها ترعى "كتائب عبد الله عزام" التي تبنّت العملية، في وقت تعثرت فيه الإتصالات لترتيب موعد لوزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" لزيارة "السعودية"، مضيفاً إلى اتهاماته أن المملكة تعيق التوصل إلى تسوية سياسية في "سوريا" وتدعم جماعات المعارضة بالمال والسلاح للحسم العسكري، في الوقت الذي وصل فيه رئيس الإستخبارات السعودية الأمير "بندر بن سلطان" إلى "موسكو" وعقد اجتماعاً مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، في إطار متابعة البحث مع الرئيس الروسي حول الملفات المتعلقة ب"سوريا" والخليج وسائر الأوضاع في المنطقة. فيما قالت صحيفة "الأخبار" أن "نصر الله" أكد على أن "الإتفاق النووي الإيراني له آثار وتداعيات كبيرة جدا، الرابح الأول منه هو شعوب منطقتنا"، موضحاً أن الإتفاق "دفع خيار الحرب على إيران إلى مدى بعيد"، مستبعداً إقدام "إسرائيل" على قصف المنشآت النووية في "إيران" من دون ضوء أخضر أمريكي. وأضافت الصحيفة اللبنانية أن "نصر الله" كشف عن استقبال موفدا قطريًا منذ أيام، موضحا أن "قطر" في الآونة الأخيرة ربما تعيد النظر بموقفها في المنطقة وإستراتيجيتها، وهي قامت بمبادرة طيبة حول مخطوفي أعزاز"، مشيرًا إلى "أنه يدعوا دائما لحل سياسي في "سوريا"، وبقي خط بينه وبين "قطر" دائما، لكن بالسياسة كنا مختلفين. وشدد على أن الخيار العسكري في "سوريا" ليس مجدياً، داعيا كل الدول التي لها علاقة بما يجري في "سوريا" إلى "العمل لحل سياسي". وفي نفس السياق إعتبرت صحيفة "السفير" اللبنانية أن الرئيس الروسي لم يتح للأمير السعودي "بندر بن سلطان" عرض صفقته عليه بعد فشله في "سوريا" وتشير الصحيفة إلى أن "الولاياتالمتحدة" لا تملك أي سياسة تتعارض مع "بندر" والخطوط الحمراء التي وضعها. وقالت الصحيفة أن "بندر بن سلطان للمرة الثانية بعد أربعة أشهر في كرملين فلاديمير بوتين"، ورأت الصحيفة أن "اللقاء كان رسمياً وقصيراً، لم يتح للضيف التحدث عن صفقة يعرضها على الرئيس الروسي". وتابعت الصحيفة أن "الأمريكيون ذهبوا بعيداً في التفاهم مع الإيرانيين حول الملف النووي، والتباعد مع حليفهم في الرياض، كما فقد بندر ورقة القوة العسكرية التي يشعل بها الجبهات السورية، وفشل بتعديل ميزان القوى ميدانيا، قبل تحديد موعد «جنيف 2»". ونقلت الصحيفة اللبنانية عن معارض سوري بارز قوله أن الروس والأمريكيين "يشاغبون" على التسوية في "جنيف"، كما نقلت الصحيفة عن معارض آخر قوله إن "الأمريكيين لا يملكون أي سياسة يمكنها أن تتعارض مع رغبات رئيس الإستخبارات السعودية "بندر بن سلطان"، معتبرة أنه "لا يبدو أن الأمريكيين يملكون قرار تشكيل الوفد الذي يتظلل بمرجعية الإستخبارات السعودية والخطوط الحمراء التي وضعها رئيسها بندر".