حرص الوفد القيادي الاستقلالي الذي ترأسه الأمين العام للحزب الأخ حميد شباط أثناء وجوده بمدينة مكناس على القيام بزيارة تضامنية مع الأسر وأصحاب المحلات التجارية والخدماتية ضحايا إنهيار جزء كبير من عمارة برنار بمكناس، واستمعت قيادة الحزب بإمعان كبير للتفسيرات التي عرضها السكان والتي استعرضت معاناتهم حيث كانوا مستقرين في مساكنهم يمارسون حياة عادية جدا، إلى أن تفاجأوا يوما بأشغال الحفر في الطابق الأرضي للعمارة، دون أن يكون ذلك مرفوقا بأية لوحة تتضمن رقم الرخصة وطبيعة الأشغال، وسارعوا إلى إبلاغ السلطات المعنية، وبعد التحري ثبت لهم أن إحدى الشركات الكبرى التي تشتغل في الأسواق التجارية الكبرى هي التي تقوم بهذه الأشغال دون احترام للمسطرة القانونية، وفي أحد الأيام سقط جزء مهم من سقف الطابق الأول، مما أحدث شقوقا كبيرة في المنازل الموجودة في الطابق الأول، وبدأت المعاناة ، حيث أجبر السكان على مغادرة منازلهم، وأجبر أصحاب المحلات على إفراغ محلاتهم، وبقيت الأغراض والتجهيزات داخل المنازل والمحلات، وأصبح جميع السكان عرضة لتشرد حقيقي، أغلبهم انتقل للإقامة كضيف ثقيل عند الأقارب، وبعد مرور حوالي عشرين يوما يقول السكان فإن الملف لم يبرح مكانه تماما، حيث لاحظوا إصرارا على التباطؤ في إنجاز مسطرة التحقيق، وإصرارا كذلك على عدم الاكثرات بأوضاعهم، وأخبروا بأن سيدة من الضحايا أجهضت بسبب المعاناة، وشخصاً آخر توفي رحمه الله وأولاده مشردون. وأكد مصطفى العلوي رئيس جمعية سكان عمارة »برنار« المهددة بالإنهيار، أن شركة أسيما تتحمل مسؤولية كاملة في التصدع الذي عرفته العمارة، لأنها باشرت عملية الإصلاح من أجل إقامة مشروعها التجاري اعتمادا على آليات ضخمة دون الاهتمام بقدرة البناء على تحمل هذه الأشغال، مضيفا أنه بالرغم من الاحتجاجات المستمرة للسكان، فإن أصحاب الشركة المعنية كانوا يرددون أنهم يتوفرون على تراخيص من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمصالح البلدية، وأن أشغالهم تعتمد على خبرة تقنية في الموضوع، وهو نفس المعطى الذي أكده السيد والي جهة مكناس تافيلالت والسيد ناظر الأوقاف. وذكر رئيس الجمعية أن انهيار بهو العمارة خلف لحد الآن وفاة شخص واحد، بالإضافة إلى عشرات الأفراد الذين يعانون من موجات الهستيرية المرضية، بسبب أجواء الرعب والهلع التي أحدثها دوي الانهيار، مبرزا أن السكان ينتظرون من الحكومة أن تسارع إلى توفير السكن لهم، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة للذين يعانون من صدمات نفسية بسبب هذه الفاجعة الاجتماعية. وتجدر الإشارة إلى أن الحادث وقع زوال يوم السبت الماضي، ويتعلق الأمر بانهيار سقف بهو عمارة سكنية بحمرية بمكناس، وهي عمارة معروفة باسم مالكها المعمر »برنار« المكونة من أربعة طوابق وتشمل 43 شقة آهلة بالسكان، بالإضافة الى بعض المكاتب الإدارية والدكاكين الأرضية تدخل في ملكية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي اقتنتها سنة 1974 من أحد المعمرين الذي بناها سنة 1929، والتي سبق وأن تصدع جزء منها بالطابق الأول، منذ ما يزيد عن أربع سنوات حسب تصريحات بعض السكان القدامى. وكان السكان يتحدثون إلى قيادة الحزب بألم وحسرة شديدين، والدموع تنهمر من عيون النساء كما الرجال، ولم يخفوا قلقهم وتخوفهم من أن يكون ما حدث مجرد مؤامرة دنيئة لهدم العمارة ووضع اليد على الأرض، بسبب أنها توجد في موقع استراتيجي ، في وسط مكناس. قيادة حزب الاستقلال أكدت للضحايا وقوفها إلى جانهم والدفاع عنهم، والتضامن معهم، وأنها ستستخدم إمكانياتها الإعلامية والبرلمانية والنقابية في سبيل ذلك. وعبر السكان من الضحايا عن امتنانهم الكبير للتفاتة قيادة حزب الاستقلال الذي كان الحزب الوحيد الذي أقدم على هذه المبادرة بعد أن تبنى قضيتهم في اجتماع سابق للجنته التنفيذية. والجدير بالذكر أن مدينة مكناس عرفت منذ أكثر من ثلاث سنوات مضت وقوع كارثة انهيار صومعة جامع باب بردعاين التي حدثت يوم 19 فبراير 2010، والتي خلفت 41 قتيلا و 75 جريحا، كما أن المدينة تعاني من ظاهرة البنايات المتقادمة المهددة بالانهيار في أي لحظة، حيث تشير المعطيات الى وجود حوالي ثلاثة آلاف وستمائة وواحد وسبعون بناية آيلة للسقوط بالمدينة العتيقة، وهو الأمر الذي يستوجب من السلطات الحكومية اتخاذ إجراءات استعجالية لمعالجة هذه الوضعية وتجنب حصول أي فاجعة خاصة مع التهاطلات المطرية.