أثار انهيار جزء علوي لصومعة «مسجد النور»، وسط مدينة مكناس، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء -صباح الخميس الأخيرَين، الرّعبَ في أوساط ساكنة منطقة «سيدي سعيد»، قرب «رحبة الزرع»، المعروفة في العاصمة الإسماعيلية. ورغم أن الحادث، وفقا لمصادر متطابقة، لم يُخلّف ضحايا، خلافا لانهيار سابق لمسجد «باب بردعاين» في المدينة العتيقة سنة 2010، فإن المواطنين احتجّوا بغضب على عدم الحزم في مراقبة بيوت الله، التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. واتفق عدد من المتحدثين حول الموضوع على التأكيد أن الغش في البناء يُعتبَر العاملَ الرئيسيَّ في هذا الانهيار. وكشفت الأجزاء المنهارة بوضوح عن نقص في مواد البناء التي استُعمِلت في تشييد صومعة «مسجد النور»، الذي يُعدّ من أكبر المساجد حديثة البناء في مدينة مكناس. وذكرت المصادر أن تاريخ تشييد المسجد يعود فقط إلى حوالي 6 سنوات. وقلّلت مصادر مسؤولة، في المقابل، من أهمية الحادث وأوردت أنه لم يُخلّف خسائرَ في الأرواح، كما أنه لم يخلف أي مصاب. لكن المواطنين قالوا إن الألطاف الربانية جنّبت المدينة كارثة إنسانية أخرى، لأن الانهيار لم يحدث في النهار، حيث يقصد الأطفال الصغار هذا المسجد لحفظ القرآن وكذا عدد كبير من المواطنين لأداء الصلوات الخمس. وسبق للمدينة أن عاشت، في 19 فبراير من سنة 2010، على وقع حدث انهيّار رهيب لصومعة مسجد «باب بردعاين» في المدينة العتيقة، أثناء تأدية صلاة الجمعة، ما أدى إلى وفاة أكثر من 40 مصليا وإصابة عدد كبير من المصَلّين. وتحدثت المصادر حينها عن وجود إهمالٍ في مراقبة المساجد العتيقة المهددة بالانهيار. وشنّت السلطات في مختلف مناطق المغرب حينها حملة بخصوص البنايات المُهدَّدة بالانهيار، وجرى إغلاق عدد من المساجد وفتح تحقيق قضائيّ في الموضوع، وتم الاستماع إلى عدد من المسؤولين المحليين المُشْرفين على المساجد وعلى المدينة العتيقة. لكنّ مصير الملف لم يعرف من ذلك التاريخ. وينتقد المواطنون في العاصمة الإسماعيلية تراخيّ السلطات المحلية، ومعها مسؤولو وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مراقبة أشغال بناء وترميم المساجد والتساهل مع عمليات الغش في البناء، والذي لم تسلم منه حتى «بيوت الله»، حسب ما قال أحد مواطني مكناس، ساخرا من الوضع في مدينته.