سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منصة تعوض مسجد باب بردعاين في مكناس تتعرض للإنهيار في «غفلة» من السلطات أشغال بناء بطيئة لإعادة الحياة إلى المسجد الذي أدى انهيار صومعته إلى كارثة إنسانية
في صمت مطبق، ومنذ حوالي أسبوع، انهارت منصة عبارة عن خيمة وضعتها السلطات رهن إشارة المصلين في المدينة العتيقة في مكناس، كبديل مؤقت لمسجد «باب بردعاين»، الذي انهارت صومعته وأجزاء أخرى منه، قبيل صلاة الجمعة في شهر فبراير الماضي، مخلفة حوالي 41 ضحية و75 مصابا. ولم يخلف انهيار «الخيمة،» بعد صلاة الفجر، بسبب التساقطات المطرية لم يخلف أي خسائر في الأرواح، لكنه خلف استياء كبيرا في صفوف سكان هذه المدينة العتيقة والذين يتساءلون عن الأسباب الكامنة وراء تجاهل السلطات الإدارية والمنتخبة ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هذا الحادث، الذي أعاد إلى أذهانهم الفاجعة التي عاشوها قبيل صلاة الجمعة، يوم 19 فبراير الماضي. وكانت السلطات، وفي انتظار إصلاحات بطيئة انطلقت منذ حوالي شهر فقط لإعادة بناء الأجزاء المنهارة من هذا المسجد العتيق وترميم ما تبقى منه، قد عمدت، في منتصف شهر رمضان الماضي، وبعد شكايات متواصلة من سكان، إلى بناء خيمة يشبه شكلها شكل منصة بالقرب من هذا المسجد، كلفت حوالي 40 مليون سنتيم، وفتحت في وجه المصلين. لكن التساقطات الأخيرة التي شهدتها المنطقة والتي «غزت» عددا من البيوت في مكناس العتيقة قد تسربت إلى داخل هذه المنصة وألحقت أضرارا كبيرة بمحتوياتها، وخصوصا منها الزرابي التي يصلي عليها الناس، ما أدى إلى تعفنها، في غياب أي إجراء لصاينتها وإيقاف الأمطار المتسربة إلى داخل المنصة التي انهارت، بدورها، في صمت، دون أن يبالي أي من المسؤولين بزيارة المسجد وتفقد أحوال المصلين، بالرغم من أن أعوان السلطة قد رفعوا تقاريرهم حول الموضوع، وبالرغم من أن المصلين كثيرا ما بلغوا تظلمهم إلى المسؤولين، دون جدوى. وقد أعلن وزير العدل، مباشرة بعد حادث الانهيار، أن تحقيقا قضائيا قد فتح في الملف وأن الشرطة القضائية في مكناس تباشر التحقيقات فيه، إلا أنه، وبعد أن دفنت المدينة العتيقة ضحاياها، لم يعرف بعد أي شيء عن مآل هذه التحقيقات التي من شأنها أن تحدد المسؤوليات في الحادث. هذا في الوقت الذي كان والي جهة مكناس –تافيلالت، محمد فوزي، قد أكد، يومين بعد الحادث، أن التحقيق في حادث انهيار الصومعة يجري في أفضل الظروف.. وقال إنه تم تخصيص مكتب بالمحكمة لاستقبال ممثلين عن الأسر المتضررة وإحداث خلية خاصة بالولاية، لتلقي كل الشكايات التي تندرج في هذا الإطار لمعالجتها. كما أعلن عن إحداث لجنة متخصصة لمعالجة ملف الدور الآيلة للسقوط، لكن السكان يشيرون إلى أن هذه التصريحات كانت موجهة فقط ل«تلميع الواجهة» و«امتصاص غضب المواطنين». وقد أعطى الملك تعليماته لإعادة بناء وترميم المسجد. كما أعطى تعليماته لوزارة الداخلية من أجل إجراء عمليات إحصاء للمساجد العتيقة المهددة بالانهيار واتخاذ ما يلزم من إجراءات لإصلاحها، تجنبا لوقوع كوارث إنسانية، من قبيل ما وقع في مسجد «باب بردعاين»، الذي يعتبر من المعالم التاريخية في العاصمة الإسماعيلية.