تواصلت صباح يوم السبت 20 فبراير 2010 عملية انتشال الجثث من تحت أنقاض مسجد "باب البردعيين" في المدينة العتيقة بمكناس الذي انهارت صومعته يوم الجمعة 19 فبراير 2010 مخلفا 41 قتيلا و75 جريحا من بينهم 17 مازالوا بالمستشفيات. وقد تجندت لعمليات الإنقاذ أبناء "حي تيزيمي" من كل الفئات العمرية حيث شارك الجميع في جمع ركام الأتربة التي غمرت وسط المسجد، على أمل إيجاد مزيد من الناجين من جيرانهم وأقربائهم وأصدقائهم رغم صعوبة التحرك بسبب هطول الأمطار الغزيرة,وضيق المكان.وقد حول الحادث فضاء المسجد إلى كومة من الحجر والأتربة بفعل قوة الانهيار الذي خلفه سقوط الصومعة. وقال شهود عيان إن عشرات المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الواقع في المدينة القديمة بمكناس، حوصروا تحت الركام في حين تواصل السلطات المحلية إسعاف المتضررين؛ وأوضح الشهود أن المسجد كان يضم نحو ثلاثمائة مصل وأن الانهيار وقع بينما كان الإمام يوشك على بدء خطبة الجمعة. واعترف قائد الدفاع المدني في مكناس ببطء عمليات الإنقاذ مرجعا ذلك إلى ضيق الشوارع في المنطقة وبالتالي الاكتفاء باستخدام القوة البشرية دون معدات، فضلا عن التحرك بحرص بالغ بسبب هشاشة جدران المباني المجاورة للمسجد نتيجة للأمطار الغزيرة التي هطلت خلال الأيام الماضية. وتجدر الإشارة إلى أن المسجد يقع بحي تيزيمي الذي يضم الكثير من البيوت القديمة التي يتجاوز عمرها ثلاثة قرون، ومعظمها متداعية وتعاني سوء الصيانة بدرجات متفاوتة. كما يضم حي تيزيمي أيضا «باب البردعيين» الذي يعتبر أحد أجمل الأبواب التي تزين السور التاريخي لمدينة مكناس العتيقة. ويعود بناء «باب البردعيين» إلى عام 1695 خلال عهد السلطان العلوي المولى إسماعيل، جد الملك محمد السادس.