واصلت فرق الإنقاذ صباح اليوم السبت عمليات انتشال الجثث من تحت الأنقاض، وتقديم الإسعافات لمن كتبت له الحياة في حادث انهيار صومعة مسجد "باب البردعاين" بالمدينة العتيقة بمكناس الذي وقع أمس خلال صلاة الجمعة، مخلفا 41 قتيلا و75 جريحا من بينهم 17 مازالوا بالمستشفيات وفق حصيلة مؤقتة أعلنها مصدر رسمي اليوم السبت. فقد اهتزت مدينة مكناس أمس على وقع هذا الحادث المأساوي الذي وقع في حي آهل بالسكان والذي تعبأت له كل فرق الإنقاذ من المديرية الإقليمية للوقاية المدنية والأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة والجيش والهلال الأحمر المغربي ، إلى جانب السلطات المحلية التي شكلت خلية تتبع. كما تجندت لعمليات الإنقاذ سواعد أبناء المنطقة من كل الفئات العمرية وعدد من الناجين من هذا الحادث المأساوي إذ شارك الجميع وبشكل تلقائي في جمع ركام الأتربة التي غمرت وسط المسجد والتي بلغ طولها - حسب مصدر من الوقاية المدنية- أزيد من مترين، على أمل إيجاد مزيد من الناجين من جيرانهم وأقربائهم وأصدقائهم. وكلما انتشل أحد الضحايا من تحت الأنقاض يحمل على الأكتاف وتتعالى أصوات التكبير من قبل المتجمهرين الذين غصت بهم جنبات زقاق "البردعاين" وآخرين كانوا يترقبون عمليات الإنقاذ من أسطح المنازل المحيطة بالمسجد. كما شاركت النساء في هذا المجهود الإنساني حيث انخرطن فيه رغم صعوبة التحرك بسبب هطول الأمطار الغزيرة، وذلك عبر إمداد الناجين وكذا المشتغلين ، بالماء الشروب رغم صعوبة التنقل بسبب ضيق المكان واستعمال الرافعات لحمل الأتربة. أما دوي صفارات سيارات الإسعاف التي تنقل المصابين والقتلى، فلم يتوقف في كل شوارع المدينة المؤدية إلى مستشفى محمد الخامس والمستشفى العسكري مولاي إسماعيل. وقد حول الحادث فضاء المسجد إلى كومة من الحجر والأتربة بفعل قوة الانهيار الذي خلفه سقوط الصومعة التي تعد ضمن الأطول بين مساجد مكناس. وفي محاولة لمعرفة الأخبار عن مصير الأقرباء، تجمع الاهالي الذين كانوا متواجدين بالمسجد بالعشرات سواء في مكان وقوع الحادث أو أمام المستشفيين المدني والعسكري منهم من وصله الخبر اليقين ومنهم من ينتظر بفارغ الصبر .