قتل 41 شخصاً على الأقل وأصيب 76 آخرون إثر انهيار مئذنة مسجد “باب البردعاين” التاريخي في مكناس وسط المغرب أثناء صلاة الجمعة، بسبب أمطار غزيرة على الأرجح، على ما أفادت حصيلة جديدة لمسؤول محلي السبت 20-2-2010. ووقع حادث الانهيار الذي يعد أكبر كارثة من هذا القبيل يشهدها المغرب، أثناء صلاة الجمعة الماضية في مسجد “باب البردعاين” في مدينة مكناس العتيقة قرابة الساعة 12:45 بالتوقيتين المحلي والعالمي. وواصل رجال الإنقاذ صباح السبت نبش الأنقاض مستخدمين الأيدي في أغلب الأحيان بسبب صعوبة دخول المعدات إلى المنطقة الضيقة. وقال أحد السكان إن تدفق الأهالي ووجود المسجد في فضاء مغلق تحيط به أسوار مدينة مكناس العتيقة، أعاقا خصوصاً عمليات الإغاثة في بدايتها. ولم تتضح بعد رسمياً أسباب انهيار المئذنة، في حين عزاه عديدون إلى غزارة الأمطار التي هطلت على المنطقة في الأيام الأخيرة. وأوضحت قناة التلفزيون المغربي “الأولى” العامة في نشرتها الإخبارية مساء الجمعة أن “الصومعة انهارت بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت خلال الأيام الأخيرة على كامل المنطقة”. وأكد بعض سكان مكناس أن “أمطاراً غزيرة” هطلت على المدينة ومنطقتها خلال الأيام الأخيرة وأن المئذنة وقسماً من سقف المسجد انهارا على المصلين عندما كانوا يؤدون صلاة الجمعة. ونقل المصابون بجروح طفيفة إلى مستشفيات مكناس، بينما نقل المصابون بجروح خطرة إلى المراكز الاستشفائية في فاس التي تبعد ستين كلم عن مكناس بحسب السلطات المحلية. من جهة أخرى، أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس “تعليماته للشروع، في أقرب الآجال، في إعادة بناء مسجد باب البردعاين، مع الحرص على الحفاظ على هندسته المعمارية الأصيلة”، كما أفادت وكالة الأنباء الرسمية. وبحسب الإدارة المحلية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فإن قسماً كبيراً من المسجد مبني بالآجر. وتعد مئذنته الأعلى في مكناس. وبني مسجد “باب البردعاين” في القرن الثامن عشر باقتراح من المتصوفة والفقيهة والأديبة خناتة بنت بكار (توفيت 1730م) التي كانت أول امرأة تتولى وزارة في المغرب، إثر وفاة السلطان العلوي مولاي إسماعيل. ويشهد المغرب منذ أسابيع عدة أحوالاً جوية سيئة. وقضى العديد من الأشخاص في فيضانات أدت أيضا إلى قطع طرق وإتلاف محاصيل في شمال المغرب وجنوبه بحسب الصحف المغربية.