عم الغضب الشارع المغربي بعد الكارثة المروعة في مسجد “باب البردعاين” بمكناس أثناء صلاة الجمعة، خاصة أن معلومات أفادت بأن السلطات تجاهلت تحذيرات الأهالي من شقوق وتصدعات في جدران المسجد و”ميلان” في مئذنته .وارتفعت حصيلة قتلى انهيار المئذنة وجزء من المسجد إلى 41 قتيلاً و86 جريحاً . وقال مصدر قريب من السلطات المحلية إنه “علاوة على صلاة الجمعة كان المصلون يتأهبون لإقامة صلاة الميت على روح شخص توفي كان جثمانه مسجياً داخل المسجد” ما فاقم من عدد الضحايا . وأفاد مسؤولون بأن عمال الإنقاذ أخرجوا آخر جثة من بين قتلى .وقال النائب البرلماني عبدالله بوانو، إن السلطات أكملت عملية الإنقاذ وقامت برفع الأنقاض . وأضاف أن آخر جثة أخرجت في وقت مبكر من صباح أمس . واتهم السكان الغاضبون السلطات بتجاهل تحذيرات سابقة بشأن الحالة المتردية للمسجد كما شكوا من بطء عملية الإنقاذ . وتم إرسال جنود في نهاية الأمر لتقديم يد المساعدة . وقال بوانو إنه أمكن سماع صوت شاب يطلب المساعدة، الليلة قبل الماضية، لكن تم إخراجه من تحت الأنقاض جثة هامدة، أمس . وقال قائد الدفاع المدني المحلي علوي إسماعيلي إن عملية الإنقاذ كانت بطيئة بسبب الطرق الضيقة في المدينة القديمة التي حالت دون إحضار معدات ثقيلة . وبدأ سكان المنطقة دفن قتلى الانهيار، وقال مغربي لم يذكر من اسمه سوى محمد “يشعر الناس بالغضب الشديد لهذا الأمر” .وأضاف “قلنا لهم (السلطات) مرارا قبل ذلك ان هناك شقوقا آخذة في الاتساع بالجدران وأن مئذنة المسجد بدأت تميل لكنهم تجاهلوا التحذير” .وذكر محمد وسكان آخرون أنهم يعتقدون أنه كانت هناك إمكانية لتفادي الكارثة لو استجابت السلطات للتحذير . وقال ساكن يدعى زهير “نحن نؤمن بالله وما يجلبه لنا القدر لكن هذه المرة كان بالإمكان إنقاذ حياة الأشخاص لو كانت السلطات لم تظهر أنها لا تهتم بما يقوله الناس” . وقال بوانو إن غضب السكان له ما يبرره لأنه كانت توجد تقارير لخبراء حكوميين تؤيد ضرورة إغلاق المسجد .وذكرت وسائل إعلام رسمية مغربية أن السبب في الحادث هو الأمطار الغزيرة . لكن مسؤولاً كبيراً في الأرصاد الجوية رفض هذا التفسير . وقال “لم يكن الطقس في مكناس سيئاً على نحو خاص . سيكون من المنصف البحث عن عامل آخر غير الطقس” . في الأثناء، أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس تعليماته للشروع، في أسرع وقت، بإعادة بناء المسجد، “مع الحرص على الحفاظ على هندسته المعمارية الأصيلة”، حيث بني في القرن الثامن عشر باقتراح من المتصوفة والفقيهة والأديبة خناتة بنت بكار (توفيت 1730م) التي كانت أول امرأة تتولى وزارة في المغرب، اثر وفاة السلطان العلوي مولاي إسماعيل .وقدم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني تعازيه إلى نظيره المغربي، كما أعلن الديوان الملكي الأردني في بيان .