15 مليون مصاب بالسيدا في العالم أزيد من 30 ألف منهم في المغرب، ونسبة 74 بالمائة من هؤلاء لا يعرفون حقيقة إصابتهم ، أزيد من 60 في المائة من شباب المغرب يمارسون الجنس دون وقاية . وفي الوقت الذي تشهد فيه نسب الإصابة بفيروس فقدان المناعة في مختلف دول العالم ، حتى تلك الأقل تقدما من المغرب ، انخفاضا ملموسا لمعدلات الإصابة، سجلت بلادنا ارتفاع لنسبة المصابين سيما من فئة الشباب بين سنتي 2006 و2011 بأزيد من 53 بالمائة كما تسجل 10 حالات إصابة و4 وفايات كل يوم بسبب الداء.. ولدينا حالات لنساء نُقلت إليهن العدوى من زوج مارس الجنس بطرق غير محمية، ولم يكتشفن الأمر إلا بعد إنجاب طفل مصاب من 100 حالة ولادة لنساء مصابات تسجل كل كل سنة في المغرب، وشبان دون 17 سنة كانت أولى مغامراتهم الجنسية مع عاملات الجنس بطريقة غير آمنة بداية نهايتهم وهم في زهرة الشباب، ليصابوا بالفيروس، وجمعيات ذات أطر مؤهلة تقدم التوعية والإرشاد والعوازل الطبية لتواجه بسيل من التضييق وصنوف من التهم كالتحريض على الفاحشة وضرب القيم، وآباء تخلوا عن واجبهم في توعية أبنائهم بماهية الحياة الجنسية وغمسوا رؤوسهم في تربة الطابوهات والممنوعات.. وإعلام عمومي يبث حملات التوعية بشكل مناسباتي أسبوعا بمناسة اليوم العالمي لداء السيدا، ولا يكلف نفسه عناء تخصيص بضع ثوانٍ لنشر التوعية بالفيروس الفتاك وطرق انتقاله على مدار السنة على شاشة التلفزة وأمواج الإذاعة، ومركز سينمائي لم يوجه أحد موضوعات السيتكومات والأفلام ذات التيمات الفارغة التي تطغى على الشاشة في مواسم كرمضان، للتوعية من خلال سيناريو محكم التوجيه يجري بطله الكشف. ووزارةِ تعليمٍ تُصر على عدم إدماج حصص للتربية الجنسية ضمن مقرراتها رغم الدعوات الأزلية، أرقاما كارثية للإصابة تسجل لدى فئات أغلبها من الشباب بين 15 و24 سنة، يشكلون ما يربو عن 20 في المائة من الساكنة في ظل صمت مطبق ... كانت تلك بعض من نتائج الدراسات والملاحظات والخلاصات الصادمة، التي تطرق لها المشاركون في ندوة نظمتها مساء الجمعة المنصرم بالرباط، المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، حول موضوع "دور وسائل الإعلام في الترويج للصحة الجنسية والإنجابية". والتي كللت بإبرام اتفاقية شراكة وقعها عن الجانبين كل من رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية يونس مجاهد ورئيسة المنظمة الإفريقية لمحاربة السيدا نادية بزاد. وطرحت الاتفاقية عدة أسئلة مستعجلة بهذا الصدد، مثل ما الدور الذي ينبغي لرجل الإعلام الاضطلاع به في الموضوع؟ وما الهدف من ذلك؟ ومتى وكيف يحقق هذا الهدف؟ بأي تقنيات؟ كما اعتبر جل المشاركين في الندوة، أن الإعلام والجمعيات العاملة في هذا الحقل، استطاعت التأثير في المعارف إلى حد ما إلا أنها لم تستطع إلى حد الساعة التأثير في السلوك. وهو ما عبر عنه يونس مجاهد بالقول إن "لدور وسائل الإعلام فاعلية أساسية، وفي هذا الإطار تأتي الشراكة التي تم توقيعها بين الطرفين، ويأتي كذلك هذا النشاط الذي هو بداية لعمل مشترك سنقوم به، من أجل تحسيس وتوعية كافة شرائح المجتمع بهذه الآفة القاتلة السيدا، ونشر ثقافة الوعي والوقاية في أوساط المجتمع المغربي وخاصة فئة الشباب". مضيفا أن التذكير بالأرقام في هذا السياق أمر واجب، فضلا عن تحديد طرق وأسباب انتشار العدوى وإشكالاتها الكبرى، كما ينبغي الضغط على الفاعلين السياسيين من أجل اعتبار المشكل حقيقيا يتطلب سياسات عمومية، ما يملي على وسائل الإعلام بدورها الاطلاع بدورها في إخراج القضية من نطاق الطابوهات". من جهتها اعتبرت الدكتورة نادية بزاد، رئيسة المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا، أن الهدف من اللقاء المهم مع الفاعلين الإعلاميين هو إشراكهم في برنامج تحسين الصحة الجنسية والإنجابية، لأن "الجهود التي نقوم بها حول التوعية بأخطار السيدا مجتمعة لم نوصلنا إلى نتيجة في مجال الوقاية بعكس ما يخص العلاج والتشخيص اللذين ليس لدينا فيهما مشاكل، ما يهدد بنسب إصابة في تزايد ب10 أشخاص يوميا ما يدق ناقوس الخطر، وليس أدل من ارتفاعها ما بين 2006 و2011 بنسبة 53 بالمائة، وأن معطيات صندوق الأممالمتحدة للسكان تشير أن 60 بالمائة من الشباب الذكور بالمغرب يمارسون الجنس بدون عازل طبي، ما يلقي بالمسؤولية على الرجال الذين يرفضون استعمال العازل". مطالبة بطرح المشكل في غرفتي البرلمان الذي يهدد مستقبل البلاد. وهو ما ذهب إليه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته بمناسبة اليوم العالمي للسيدا المصادف لفاتح دجنبر من كل عام، ويشير جزء منها إلى أن تقرير اليوم العالمي للإيدز لسنة 2013 المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية، يُبين أن ثمة مؤشرات تبعث على القلق، وهي أن عدد من المناطق والبلدان لا تزال متخلفة عن ركب العلاج، "إننا نحقق تقدما في مجال الوصول إلى الفئات الضعيفة من السكان بفضل الجهود التي تبذل للقضاء على الوصم بالعار والتمييز، لكن يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به لإنهاء هذه المشكلة، فعلينا أن نجدد التزامنا بكسر الحواجز المتبقية، بما فيها القوانين العقابية والاستبعاد الجماعي، حتى يتسنى لنا الوصول إلى جميع الأشخاص الذين يتعذر عليهم الحصول على الخدمات المتعلقة بالداء".