أكدت السيدة ياسمينة بادو وزيرة الصحة في كلمة ألقتها خلال الملتقى الدولي الرابع الذي تنظمه المنظمة الافريقية لمكافحة السيدا (Opals) والذي نظم هذه السنة تحت شعار «الولوج الشامل لخدمات الصحة الجنسية والانجابية في أفق 2015» ماهي التزاماتنا للأربع سنوات المقبلة؟»، أن نسبة الإصابة بفيروس السيدا في المغرب هي أقل من 1% عند الساكنة العامة، حسب معطيات المراقبة الترصدية للفيروس عند النساء الحوامل، حيث يصنف من طرف منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة السيدا بين البلدان التي يتطور فيها الوباء بوتيرة بطيئة، مشيرة إلى أن الفئة الأكثر إصابة هي فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم مابين 25 و44 سنة وذلك بنسبة (71%) كما أن 85% التقطوا الفيروس عن طريق الجنس المغاير وبين المصابين 48% من النساء و67% من الإصابات الجديدة تحدث عند الفئات الأكثر عرضة للداء. كما نبهت وزيرة الصحة إلى الارتفاع الكبير المسجل في عدد حالات الأمراض المنقولة جنسيا إذ تتجاوز 350 ألف حالة سنويا منذ 2002، مضيفة أن هذه الأمراض من بين الأسباب المرتدة على الاستشارة الطبية في مصالح الخدمات الصحية الأساسية، ومعظم هذه الحالات تهم النساء أكثر من 70%، كما أن الفئة الأكثر إصابة هي فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و44 سنة (65%). وللسيطرة على هذا المرض والحد من انتشاره، قالت السيدة بادو أن المجتمع الدولي توافق على تعزيز الترابط بين الصحة الجنسية والإنجابية، وفيروس السيدا على صعيد السياسات والمنظومات والخدمات الصحية، وكذا على إدماج جهود الوقاية من الفيروس في خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، وبخاصة في برامج تنظيم الأسرة وصحة الأم والطفل والتكفل بالأمراض المنقولة جنسيا ومشاكل أخرى متعلقة بالصحة الإنجابية خاصة عند الشباب.. وبفضل نجاعة خطته الاستراتيجية التي تستهدف ضمان الولوج الشامل لخدمات الوقاية والعلاج والمعونة الطبية ذات الجودة والتي تعتمد على شراكة نموذجية متعددة القطاعات في مجال مكافحة السيدا، تمكن المغرب، كأول بلد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من الاستفادة من دعم الصندوق العالمي سنة 2003. وقد تجدد هذا الدعم سنتي 2006 لفترة 2011/2007 وسنة 2010 لفترة 2016/2012. من جانبها أكدت الدكتورة نادية بزاد رئيسة المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا بالمغرب أن دور السياسيين في مجال مكافحة داء فقدان المناعة المكتسبة هو دور أساسي وحيوي، إذ لا يمكن تغيير خريطة هذا الداء دون تفاعل كل القوى الحية في البلاد من أجل معالجة هذا الوباء ضمن منظومة الصحة الجنسية والإنجابية، إذ أن التوعية الوقائية بالمرض لم تعط النتائج المراد تحقيقها، ولذلك بات من الضروري التحرك بسرعة أكبر والخروج من دائرة الصمت وإدماج التربية الجنسية الآن ضمن المقررات الدراسية، خاصة وأن الفئة الأكثر استهدافا هي الشباب. والأسوأ - تقول الدكتورة بزاد - أن السيدا بالمغرب أصبحت شأنا نسائيا إذ أن أزيد من 62% بالمئة من الإصابات المسجلة هي بين النساء لأنهن ضحية وضعهن الاجتماعي والاقتصادي. وفي كلمة لممثل برنامج الأممالمتحدة للتنمية بالمغرب أكد فيها أن السيدا في المغرب تنتقل بشكل أساسي عن طريق الجنس أو نقل العدوى من الأم الى الجنين أثناء الحمل أو الرضاعة يضرب المرض بدرجة أولى النساء حتى أن السيدا في المغرب أصبحت مؤنثة لذا بات ضروريا إدماج معالجة هذا الوباء ضمن مجال الصحة الجنسية والانجابية، مشيرا إلى أن عدد الذين يحملون فيروس السيدا في العالم بلغ 60 مليون حالة منذ ظهور أول إصابة، بينما توفي حوالي 30 مليون مصاب بهذا الوباء. اللقاء حضره أيضا ممثل برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة السيدا و منسقة الشبكة الجهوية العربية لمكافحة السيدا (RANAA) وممثلين عن مجموعة من الدول المغاربية والإفريقية، وتمتد أشغال الملتقى حتى اليوم الجمعة.