إنها فضيحة لايجب الاستمرار في السكوت عليها، خريطة انتشار السيدا بالمغرب تتوسع، والأرقام مقلقة والتعامل مع الداء أصبح مناسباتيا، هكذا قالت الدكتورة نادية بزاد رئيسة المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا بالمغرب، خلال الندوة الصحفية التي نظمتها المنظمة أول أمس الإثنين بالرباط بمناسبة تنظيم المنتدى الدولي الرابع للمنظمة حول السيدا والصحة الجنسية والإنجابية والذي سينظم بالرباط خلال 5 و6 ماي تحت شعار «الولوج العالمي للصحة الجنسية والانجابية في 2015و أين نحن من التزاماتنا خلال الأربع سنوات القادمة؟» وأعلنت الدكتورة بزاد أن العدد التراكمي لعدد المصابين بداء فقدن المناعة بالمغرب بلغ 5319 نهاية شتنبر 2010، تم كشف 54% من الحالات الحاملة للفيروس والمصابة بالمرض بين سنوات 2005 الى 2009. وأكدت رئيسة المنظمة أن العدوى المنقولة بين متغايري الجنس انتقلت من 24% بين 1986 و 1990 الى 87% خلال سنوات 2005 2009. وحول الوضعية الوبائية لداء السيدا بالمغرب تتصدر ثلاث جهات القائمة وهي منطقة سوس ماسة درعة ومنطقة مراكش تانسيفت الحوز والدار البيضاء الكبرى. وبخصوص انتشار العدوى بين النساء قالت الدكتورة بزاد، إننا نسير نحو تأنيث السيدا بالمغرب فحجم الإصابة يرتفع بين النساء بشكل كبير إذ يمثلن 62% بين الشريحة العمرية المتراوحة أعمارها بين 15 و 24 سنة و 55% من الشريحة العمرية بين 25 و 34 سنة، مضيفة أن الكثير من النساء هن ضحايا أزواجهن المتعددي الشركاء الجنسيين، معتبرة أن الفقر والأمية، وعدم استقلالية الكثير من النساء اقتصاديا يجعلهن يعانين ويتعرضن بشكل يومي لخطر السيدا، لأنه لحد الآن تقول بزاد لا يقدم للمرأة أية وسيلة لحماية نفسها من الأمراض المتنقلة جنسيا، فالعازل الطبي يقدم للرجال والكثير من الأزواج يرفضون استعماله مما يحول العلاقة الجنسية مع هؤلاء إلى شبه انتحار عند كل معاشرة، وهذه حقيقة تقول الدكتورة بزاد استقيناها من شهادات العديد من النساء خلال جولاتنا الميدانية، معلنة فشل استراتيجية التحسيس القائمة على الإعلانات الوقائية من مرض السيدا كاستعمال العازل الطبي والحذر من الأدوات الحادة وغيرها من الاعلانات التي لم تعط نتائج إيجابية مهمة بدليل استمرار تسجيل إصابات جديدة بين الناس وخاصة بين المراهقين والنساء اللواتي أصبحن ضحية لهذا المرض. لذا بات ضروريا معالجة هذا الداء ضمن مجال الصحة الجنسية والإنجابية، تقول الدكتورة بزاد: وذلك حتى تتمكن النساء من حماية أنفسهن ومعرفة الوسائل الحقيقية للوقاية من هذا الداء، لأن إدراك أي شخص لحقيقة هذا المرض واقتناعه بضرورة تجنب ما يمكن أن يكون سببا في إصابته هو بالنسبة لنا بمثابة إنسان ملقح ضد المرض، مشيرة إلى أن البحث العلمي مكن من إيجاد أدوية تخفض نسبة نقل العدوى بين الأم وجنينها إلى 1% وهو ما يفرض تناول مرض السيدا ضمن مجال الصحة الجنسية والإنجابية.مضيفة أن المغرب أصبح بلد إقامة بالنسبة للمهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، المنطقة التي تعرف أكبر عدد للمصابين بداء السيدا. من جانبها أكدت الدكتورة نعيمة بنشيخ أخصائية في الأمراض الصدرية والتنفسية وعضو ب(OPALS) أن مرض السل هو أحد الأمراض الانتهازية التي تشكل المرض الأول الذي يصاب به مريض السيدا الذي يبقى كالسل مرضا اجتماعيا يرتبط بالفقر والظروف المعيشية الصعبة، فمريض السيدا معرض بعشر مرات أكثر للإصابة بالسل من الإنسان العادي، مبرزة أنه تسجل بالمغرب 26 ألف إصابة جديدة بالسل سنويا. وحسب بحث تم وسط مرضى السل بالمغرب تقول الدكتورة نعيمة بنشيخ وجدنا 1.7 من المصابين بالسل حاملين لفيروس داء فقدان المناعة المكتسب.