كشف معهد كارنيغي الأمريكي للسلام، أن الشريط الأخير لتنظيم القاعدة الذي استهدف المغرب بالدرجة الأولى وأثار الكثير من الجدل لدى المغاربة يشكل ضغطا غير مباشر على النظام لإيجاد حل عملي لملف الإرهاب، ولا سيما قضية المعتقلين السلفيين الجهاديين في السجون المغربية. وأكد المعهد في دراسة جديدة نشرت أخيرا أن التهديد الحقيقي للاستقرار في المغرب يكمن في العائدين من بؤر القتال والتوتر في دول العالم خصوصا بسوريا ، طالما أن الشريط يعتبر خطابا ذا طبيعة استقطابية للشباب المتحمس للجهاد للانخراط في صفوف تنظيم القاعدة إقليميا، والتركيز على الجهاد المحلي عوض الدولي . والأكيد أن خطورة هؤلاء المقاتلين المغاربة العائدين من سوريا تتجلى في المشروع الذي يحملونه ، والذي بدأت معالمه تظهر بشكل واضح وتكفي مجرد إطلالة على قنوات اليوتوب للوقوف على نوعية هؤلاء العائدين الذين صوروا أنفسهم وهم يتجولون بكل حرية في إقامات بشار الأسد ... وأبرزت الدراسة، أن بعض الإحصائيات غير الرسمية تشير إلى أن حوالي 30 في المائة من الملتحقين بالعمل المسلح في سوريا هم من المغاربة الذين قضوا أحكاما بالسجن في إطار قانون الإرهاب، أي أنهم تحولوا من جهاديين "فكريا" إلى جهاديين "عمليا" وأن الناجين سيعودون بعد انتهاء الحرب الأهلية في سوريا بخبرات قتالية ميدانية يمكن توظيفها في عملياتهم الإرهابية بالمغرب . وارتباطا بذات الموضوع فان الأرقام حول عدد المقاتلين المغاربة بسوريا غير دقيقة لكن الأكيد أنهم حصلوا على وضع متقدم في الميدان .فقد تناقلت بعض وكالات الأنباء خبر تأسيس تنظيم جديد يطلق على نفسه اسم "حركة شام الإسلام "وهو أول تنظيم في سوريا يتزعمه مغربي يدعى إبراهيم بنشقرون ويلقب بأبي احمد المهاجر . وكانت السلطات المغربية قامت برفع حالة التأهب عند حدود المنافذ الشمالية للمملكة خاصة في الموانئ والمطارات وذلك كإجراء احترازي للحيلولة دون وصول مقاتلي الجيش الحر مباشرة إلى المغرب . ويعتقد البعض أن المغرب سيجد نفسه في ورطة كبيرة إزاء عودة المقاتلين في سوريا فالسجن الذي يفترض فيه أن يؤدي إلى تراجع هؤلاء عن أفكارهم الأصولية بل إن عددهم مرشح للارتفاع بسبب تحول السجون المغربية إلى قاعات للتأطير الإيديولوجي .