في تطور مفاجئ، وعكس كل التحليلات لشريط القاعدة المهدد لأمن المغرب، ذهب محمد مصباح، الباحث في علم الاجتماع والمتخصص في الحركات الاسلامية، إلى اعتبار أن الشريط، الذي نُشر يوم 12 شتنبر الماضي، لا يشكل خطراً على الاستقرار السياسي في المدى القريب، "بقدر ما يمكن اعتباره خطاباً ذا طبيعة استقطابية للشباب المتحمس للجهاد للانخراط في صفوف تنظيم القاعدة إقليمياً". وأشار الباحث والمتخصص في شؤون الارهاب إلى أنه على الرغم مما يحمله شريط الفيديو من تهديد إلى أنه "يشكل فقط ضغطاً غير مباشر على النظام لإيجاد حل عملي لملف الإرهاب، ولاسيما قضية المعتقلين السلفيين الجهاديين في السجون المغربية". وأشار مصباح، في مقال مطول، إلى أن الشريط "لم يَدعُ إلى القيام بعمليات عسكرية مباشرة في المغرب، بل دعا إلى الجهاد بصيغة عامة، مؤكدا أن شريط الفيديو الأخير "ذو طبيعة استقطابية، أكثر منه تحريض مباشر ضد النظام المغربي، يسعى من خلاله ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى تعبئة المقاتلين وتحفيزهم للانخراط في صفوفه". وأضاف مصباح أن "أغلب هؤلاء المقاتلين من الفئات الهشة اجتماعياً والتي لم تجد حاضناً يدمجها اقتصادياً واجتماعياً بعد الخروج من السجن، ما يؤدي إلى حالة اغتراب داخل المجتمع نتيجة الإقصاء، يصبح معه الهروب نحو مناطق التوتر الحل الوحيد المتبقي أمامها لمواجهة واقع محبط". وهذا هو التهديد الحقيقي للاستقرار في المغرب، حسب الباحث، "إذ تشير بعض الإحصائيات غير الرسمية إلى أن حوالي 30 في المئة من الملتحقين بالعمل المسلح في سوريا هم من ضمن الأشخاص الذين قضوا أحكاماً بالسجن في إطار قانون الإرهاب، أي أنهم تحولوا من جهاديين "فكرياً" إلى جهاديين "عملياً". يذكر أن بعض التقارير تحدثت عن وجود ما بين 200 إلى 700 مقاتلا مغربيا التحقوا بجبهات القتال في سوريا، أبرزهم فصيل حركة شام الإسلام (يضم في عضويته المغاربة بشكل كبير) بقيادة ابراهيم بنشقرون، وهو معتقل سابق في غوانتانامو من 2002 إلى 2004 وبعدها في المغرب من 2005 إلى 2011.