سادت أجواء الخيبة والإحباط بعد الإعلان الرسمي عن تشكيل حكومة بن كيران في طبعتها الثانية، ولم ينجح رئيس الحكومة حتى في إقناع زملائه في قيادة الحزب وفي الفريق النيابي بمجلس النواب، وهكذا سارع قياديون في نفس حزب بن كيران لإطلاق العنان لتوجيه انتقادات لاذعة وحارقة لرئيسهم حيث اتهموه بالمبالغة في التنازل والقبول بالفساد، بل وبالإستبداد والديكتاتورية، بيد أن آخرين اختاروا المباركة والتزكية وهم من مجموعة المستفيدين من الريع السياسي خصوصا المستوزرين منهم، وتؤشر جميع المعطيات أن بنكيران سيواجه خريفا وشتاء شديدي البرودة. وموازاة مع ذلك واصل المغاربة »تقشابهم« بحكومة بنكيران الثانية واكتسحت فضاءات التواصل الإجتماعي التعاليق الساخرة والتنكيت على بن كيران وجماعته في الحزب الأغلبي، وكتب أحد المعلقين ساخرا، »قرأت لائحة الوزراء الطويلة إلى درجة تخيلت معها أنني سأجد اسمي في اللائحة«. إلى ذلك دخلت جميع الأحزاب المشاركة في الحكومة في حالة بيات خريفي وأحجم قياديوها عن مواجهة سخرية الناس باستثناء الدكتور الداودي الذي أخرجته حدةالانتقاد عن جادة صوابه وقال إن حكومة عبد الرحمان اليوسفي كانت تضم أربعين وزيرا ولم يعلق عليها أحد، ناسيا أنه كان في طليعة المعارضين بقوة وحدة لارتفاع عدد وزراء حكومة اليوسفي، ثم الآن هناك دستور جديد ينص على ما يعرفه الداودي. ولم تتوان شخصية قيادية في حزب العدالة والتنمية في حديث لها في إحدى الجلسات الحميمية عن اتهام بن كيران بالتستر، إذ قالت إن بن كيران لم يخبر قط قيادة حزبه بكافة التفاصيل، بل كان يخبرهم فقط بتطور المفاوضات المتعلقة بوزارتي المالية والخارجية.