كثفت الإدارة الأمريكية من هجومها ضد المغرب، وأشرت عبر العديد من المبادرات على أن العلاقات بين البلدين مرشحة إلى المرور بمنطقة من الارتجاج والاهتزاز. فقد بادرت الخارجية الأمريكية بإصدار تقرير أسود حول واقع حقوق الإنسان في أقاليمنا الجنوبية، كال التهم الثقيلة للسلطات المغربية، وقدم هدية غير متوقعة لخصوم المغرب خصوصا الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية التي روجت بشكل كبير لهذا التقرير. وكانت المفاجأة أن بلعت الحكومة المغربية لسانها ، ولم تقم بأية ردة فعل تجاه دولة مصنفة ضمن الدول الصديقة والتي تجمعنا بها علاقات سياسية واقتصادية توصف بالمتطورة جدا، وانتظرت الحكومة أكثر من عشرة أيام لتطلق لسان ناطقها الرسمي الذي اكتفى بوصف تقرير الخارجية الأمريكية بالمنحاز. أيام قليلة بعد صدمة تقرير الخارجية الأمريكية سارع الكونغرس الأمريكي إلى التعبير عن انشغاله العميق لما سماه »بانتهاك حقوق الإنسان ضد الصحراويين من قبل الحكومة المغربية« وحصل ذلك خلال نقاش حول الأحداث الأمريكية الراهنة والمسائل الدولية نظم يوم الجمعة الماضي عبر جلسة علنية احتضنتها غرفة مجلس النواب (الغرفة السفلى للكونغرس). ويذكر أن مناقشات الكونغرس الأمريكي لمثل هذه القضايا يمكن أن ينتهي إلى قرار ما تكون له تداعيات على العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين. ومرة أخرى انشغلت الديبلوماسية الرسمية عن هذا التطور البالغ الأهمية ولم تقم بأية ردة فعل. وتؤشر هذه التطورات الخطيرة والتي يوازيها جمود مريب في الديبلوماسية المغربية الرسمية على أن العلاقات بين الإدارة الأمريكية والرباط ليست على ما يرام خلال هذه المدة، وهي فترة هامة يبذل خلالها خصوم المغرب تمرينات كثيرة لانضاج موقف أممي ضد المغرب خلال اجتماع مجلس الأمن المقبل قبل نهاية شهر أبريل القادم، ولضمان شروط نجاح قرار أمريكي كان قد نجح المغرب وبتدخل مباشر وشخصي من جلالة الملك في إبطاله قبل أقل من ستة أشهر خلت.