يخلد الشعب المغربي اليوم الثلاثاء، الذكرى ال53 لعيد الاستقلال، الذي يعد معلمة خالدة في تاريخ المملكة ، لكونه جسد انتصارا لإرادة العرش والشعب ضد المستعمر وإعلانا عن انتهاء عهد الحجر والحماية. ان هذه الذكرى محطة مشرقة من محطات التاريخ الوطني، ومناسبة يستحضر فيها الشعب المغربي بطولات وأمجاد ملحمة الجهاد ضد الاستعمار الذي فشل في تكسير التلاحم القوي بين الأمة وقائدها, ومن ثمة فهي تظل من أغلى الذكريات الوطنية الراسخة في قلوب المغاربة لما لها من مكانة عظيمة في الذاكرة الوطنية . ويستحضر المغاربة، وهم يخلدون هذه الذكرى ، فصلا من فصول ملحمة العرش والشعب المتجددة معتزين بأمجادها وانتصاراتها مستلهمين معانيها وما تحمله من دروس وعبر ومن قيم ومعان لتنوير أذهان الناشئة والأجيال الصاعدة بإشعاعها وبالمعاني السامية لملاحم الكفاح الوطني . فبفضل عزيمة الشعب المغربي ومقاومته الباسلة، بقيادة العرش العلوي ، استطاع أن يقهر قوى الاستعمار رغم ضخامة إمكانياتها وإرغامها بالتالي على الاعتراف بحقوقه المشروعة وفي مقدمتها عودة رمز الوحدة جلالة المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية من المنفى والحصول على الاستقلال. ومن حق المغاربة اليوم ، بعد53 سنة من الاستقلال، أن يعتزوا بالمفاخر التي حققوها على درب البناء والتشييد والوحدة عملا بالمقولة الشهيرة لجلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه « لقد خرجنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر»،حيث تواصلت معركة التحرير واستكمال الوحدة الترابية. وهكذا، وجه جلالته رحمه الله عناية خاصة لتحرير الصحراء المغربية ووفر الدعم الكامل لتكوين جيش التحرير بالجنوب المغربي، وهو الكفاح الذي توج باسترجاع منطقة طرفاية سنة1958 . وسيرا على نهج والده المنعم، واصل جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه معركة استكمال الوحدة الترابية, فتم في عهده استرجاع سيدي ايفني سنة1969 , واسترجاع الصحراء المغربية في سنة1975 بفضل المسيرة الخضراء ، وتعزز استكمال الوحدة الترابية باسترجاع إقليم وادي الذهب في14 غشت سنة1979 . واستكمالا لمسيرة البناء التي نهجها جلالة المغفور له محمد الخامس ومن بعده جلالة المغفور له الحسن الثاني, طيب الله ثراهما, يشهد المغرب حاليا، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، العديد من الإصلاحات في مختلف المجالات، وفتحت أوراش كبرى ، موازاة مع مواصلة مسيرة تثبيت وصيانة الوحدة الترابية للمملكة وإذكاء إشعاعها الحضاري كبلد للسلام والتضامن والتسامح والاعتدال والقيم الإنسانية المثلى.