بعدما أصبح التنصت على المكالمات الهاتفية موضة قديمة، توجهت أجهزة الإستخبارات بالبلدان التي تسعى إلى "حفظ أمنها الداخلي" نحو الأنترنيت و بالأخص شبكات التواصل الإجتماعي، قصد الحصول على معلومات من المفترض أن تكون شخصية وسرية، وفي هذا الصدد قامت إدارة "فايسبوك"، موقع التواصل الإجتماعي الأول بالعالم، بنشر تقرير حول البلدان التي قدمت طلبات لإدارة الموقع من أجل مدها ببيانات بعد رواد هذه الشبكة، والمثير في الأمر هو غياب المغرب عن هذه اللائحة المعنونة تحت اسم "طلبات حكومية" ضمت البلدان التي طلبت الحصول على معلومات شخصية عن مواطنيها، وشملت الأشهر الستة الأولى من هذه السنة. واعتبرت هذه المفاجأة بمثابة رد مباشر من إدارة الفايسبوك على اتهامات عميل وكالة الأمن القومي ادوارد سنودن الذي يتواجد حاليا في روسيا كلاجئ سياسي، حيث أدلى بمعلومات مفادها أن مواقع أنترنيت عملاقة مثل غوغل وسكايب وياهوو وتويتر وآبل، كلها أطراف مشاركة في برنامج "PRISM" الذي أطلقته وكالة الأمن القومي الأمريكية تحت إشراف الرئيس الأسبق جورج بوش غداة أحداث ال 11 من شتنبر، ذات البرنامج يعطي للوكالة الولوج المباشر لجميع المعلومات المتعلقة بالمنخرطين بهذه المواقع وخاصة الأجانب منهم. وفي التقرير، جاءت الولاياتالمتحدة على رأس القائمة، حيث قدمت 12 ألف طلب حول 21 ألف شخص، مستحوذة بذلك على ما نسبته 79 في المائة من مجموع الطلبات التي تقدمت بها جميع البلدان، تلتها الهند ب 4144 طلب ثم بريطانيا ب 1975 طلب حول2337 شخص في المرتبة الثالثة. أما غياب المغرب عن اللائحة فقد جاء مفاجئا، بالنظر إلى عدد المغاربة المنخرطين بالموقع، والذي بلغ 5 ملايين منخرط، من مجموع الساكنة بالمملكة. ويمكن تفسير هذا الغياب بأمر واحد، وهو التخلف التكنولوجي الذي تعيشه مختلف المصالح الإدارية المغربية التي لازالت بعضها إلى حدود اليوم تعيش على وقع أجهزة الرقن التقليدية والأرشيفات الورقية المكدسة في الخزائن المغبرة. إلا أنه في هذا الصدد لا يمكن إنكار الجهود التي تبذلها وزارة الوظيفة العمومية وتحديث القطاعات، التي شرعت بالفعل في خلق قواعد بيانات إلكترونية خاصة مثل تلك التي تملك الإدارة العامة للأمن الوطني.