رزئت العائلة الوطنية في أحد أبنائها العظام، بوفاة الفقيد المجاهد الهاشمي الفيلالي الذي أسلم الروح إلى باريها مساء يوم الجمعة بمنزله بمدينة الدارالبيضاء ولم يكن خبرا من الأخبار المعتادة، فلقد شغلت وفاة المجاهد لحظة الاعلان عنها حديث المجامع والجلسات وتداولتها مختلف وسائل الاعلام الوطنية والدولية المرئية والمسموعة والمكتوبة، إن الأمر يتعلق برحيل أحد أبرز رجالات الوطنية الصادقة، من ثلة قليلة جدا ممن كانوا متبقين من العظام الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال، أحد القادة البارزين لحزب الاستقلال الذي كان يشغل قبل وفاته رحمه الله عضو مجلس رئاسته. ولقد شيع جثمان المجاهد الهاشمي الفيلالي بعد صلاة العصر يوم السبت الماضي من مقر إقامته بحي كاليفورنيا بالدارالبيضاء إلى مثواه الأخير بمقبرة الغفران في موكب سيظل يذكره تاريخ المغرب الحديث.. آلاف المناضلين الاستقلاليين وغير الاستقلاليين، ومواطنين عاديين جاؤوا يلقوا النظرة الأخيرة على أحد أبرز قادتهم الذين أبلوا البلاء الحسن، حشد كبير جدا من المسؤولين المركزيين الجهويين والمحليين الرسميين منهم وغير الرسميين، وكان دالا أن يترأس هذه الجنازة الأمير مولاي رشيد، ففي ذلك تعبير واضح من جلالة الملك على الامتنان لمثل هؤلاء الرجال العظام الذين طبعوا تاريخ المغرب الحديث.