مع اقتراب عيد الفطر يظهر عدد هائل من المتسولين رجالا و نساء يصطحبون أطفالا صغارا من ذوي الاحتياجات يعرضون عاهاتهم متوسلين إلى الناس لإعطائهم صدقة ، فالمناسبات الدينية بالنسبة للعديد منهم مناسبة لا تعوض لكسب مال إضافي قد لا يتأتى لهم في بقية الشهور الأخرى،حيث يصطفون أمام المخبزات وأمام محلات بيع الثمور والحلويات ، كما يزداد عددهم أمام المساجد.حيث أن البعض منهم يجمعون في ليلة العيد مبلغ قد يصل إلى 5000 درهم. هناك من يجد رمضان فرصة للتسول بالرغم من توفره على مدخل قار و ذلك للحصول على المال الكثير لتوفير حاجياته فالمساجد لا تخلو من أيادي تمد طالبة الناس الصدقة. تعتبر "زهرة" خروجها للتسول حق مشروع و يرجع السبب إلى وضعها العائلي حيث تقول :ابني الأكبر في السجن و الأصغر مصاب بمرض الصرع و أنا لا أملك المال لتغطية مصاريف أولادي لذلك فأنا مضطرة للتسول. في آخر تقرير صدر عن وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن بالمغرب بلغ العدد التقديري للمتسولين حوالي 195 ألفًا و950 شخصًا، منهم 48.9 % ذكورًا، و51.1 % نساء، و62.4 % منهم يمارسون التسول الاحترافي. بلغ مجموع المبالغ المالية المتحصلة لدى متسولين محالين على مركز اجتماعي بالدار البيضاء لغاية 18 أغسطس الماضي، مليونين و78 ألفا و973 درهمًا و60 سنتيمًا. في حوار أجرته "العلم" مع الأستاذ "جهاد عبد الحميد"باحث في الشأن الاجتماعي ،أفاد أن التسول ظاهرة عامة في جميع المجتمعات أما في المجتمع المغربي، فالتسول غير مرتبط بزمن معين لأنه يكون طول السنة و يتقوى في المناسبات الدينية كرمضان خصوصا في العيد حيث تجد الناس يخرجون الزكاة،هنا يستغل المتسولون الفرصة للاصطفاف أمام المساجد لإثارة شفقة الناس. يؤكد الأستاذ "عبد الحميد"أنه من الصعب القضاء على ظاهرة التسول لأنها أصبحت متفشية ،و الخطير في الأمر أنه لا يستثني الفقراء و المعوزين فقط ،بل هناك أناس لديهم إمكانيات و يتوجهون إلى التسول بغرض الكسب الكثير ليصبح حرفة لجميع الطبقات الاجتماعية. يقول "عبد الحميد" أن المجتمع المغربي أصبح يعاني من عقلية الاتكالية فيجد بعض الناس التسول مهنة غير متعبة و يجنون وراءها المال الكثير. يشدد "عبد الحميد" على أن للتسول سلوكات غير ايجابية،كتشويه صورة المغرب أمام الأجانب و تهديد استقرار البلاد مضيفا أن التسول مصدر قلق و عزاء . يرى الأستاذ"عبد الحميد"أنه على الدولة حل هذا المشكل بالرجوع إلى جذور الظاهرة من خلال محاربة الهشاشة في المجتمع، و كدا محاربة الإقصاء و التهميش،مضيفا أنه على الدولة إيجاد حلول جذرية لتوفير فرص الشغل و يقول "نحن في القرن 21 و مازلنا نجد هذا الكم الهائل في بلادنا ،يجب أن ندق ناقوس الخطر".