توج الاجتماع رفيع المستوى حول حوار الأديان وثقافة السلم أشغاله يوم الخميس الماضي بمقر الأممالمتحدة، باصدار بيان ختامي جدد فيه دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة، الى نشر ثقافة التسامح والفهم المتبادل عبر الحوار، والى دعم مبادرات القادة الدينيين والمجتمع المدني والدول لتعميق ثقافة السلم والتفاهم والتسامح واحترام حقوق الانسان بين أتباع مختلف الأديان والثقافات والحضارات. وقد شاركت الدول الأعضاء في الأممالمتحدة في هذا الاجتماع الذي انعقد يومي 12 و 13 نونبر الجاري في نيويورك بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وترأس الوزير الأول السيد عباس الفاسي الوفد المغربي في أشغال هذا الاجتماع . وحظيت كلمة المملكة المغربية التي ألقاها الوزير الأول أمام الاجتماع بتقدير واهتمام الدول المشاركة اعتبارا لما تضمنته من مواقف مبدئية ومن اقتراحات هامة لتفعيل الحوار بين الأديان. وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في ندوة صحفية عقب اختتام اشغال الاجتماع، أهمية وضرورة إيجاد آلية مناسبة لاستكمال الحوار بين الأديان. وكان السيد عباس الفاسي اكد في كلمة المغرب دعم "حوار الأديان يستدعي إحداث آلية تسمح بمتابعة مدى دعم الدول الأعضاء لمختلف الميكانيزمات التي بمقدورها خلق بنيات كفيلة بتحقيق حوار جاد ومسؤول بين الأديان.. وأضاف أن من جملة الأهداف التي ينبغي السعي لتحقيقها دعما لهذا الحوار، تأهيل الفضاءات الأكاديمية لتكريس ثقافة الحوار واقترح الوزير الأول في هذا الإطار إنشاء شبكة بين المؤسسات التعليمية المعنية كمنبر لتفاعل بين شباب العالم وبين المثقفين ورجال الدين؛ ودعا إلى إغناء البرامج المدرسية بكل ما يساهم في تلقين مبادئ حوار الأديان لدى الناشئة، وإلى تعزيز الدور الهام الذي تضطلع به وسائل الإعلام في نشر ثقافة التسامح وتثبيت قيم الانفتاح، مع مراعاة أهمية ملاءمة حرية الرأي والتعبير واحترام المقدسات الدينية. كما ذكر السيد عباس الفاسي بالجهود التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، من أجل الحفاظ على الهوية الدينية والحضارية لمدينة القدس الشريف، وعلى معالمها التاريخية، والإبقاء عليها كرمز للحوار ولتعايش الديانات والمعتقدات عبر التاريخ، مشيرا في نفس الوقت إلى حرص جلالته على العمل من أجل التوصل إلى سلام عادل وشامل ودائم في فلسطين، يضمن للشعب الفلسطيني التمتع بكل حقوقه السياسية والمدنية التي تخول له العيش الكريم في إطار دولة وطنية ذات سيادة عاصمتها القدس الشريف تعيش في سلام وأمن دائمين مع إسرائيل. كما جدد الوزير الأول تأكيد انخراط المملكة المغربية التام لدعم الجهود المبذولة لمكافحة التيارات التي تمس بالمقدسات الدينية عامة والعمل على التصدي لها، في إطار مقاربة شمولية تأخذ بعين الاعتبار خصوصية كل الديانات والمعتقدات، مع إعطاء الأولوية لتعزيز السياسات الوطنية والجهوية المتعلقة بالتنمية الشاملة. وعلى مستوى آخر أكد مصدر مغربي مطلع أن الوزير الأول عباس الفاسي لم يجلس الى طاولة الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس في حفل العشاء الذي أقامه الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون على شرف رؤساء وفود الدول المشاركة في الاجتماع، نافيا بذلك الخبر الذي نشرته الزميلة المساء في عدد يوم الجمعة الماضي. وقد أجرى الوزير الأول عباس الفاسي على هامش الاجتماع رفيع المستوى حول حوار الأديان وثقافة السلم محادثات مع رئيس الجمعية العامة للأمم احتلت فيه قضية الصحراء المغربية مكانا بارزا.