أصر عباس الفاسي على الجلوس في الجانب الآخر من الغرفة التي احتضنت حفل العشاء إلى طاولة جمعت بين الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ميغيل دي اسكوتو بروكمن، ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، ورئيس الوفد الإماراتي حاكم الفجيرة الشيخ حمد بن محمد الشرقي، ووزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبد الله، ونائب رئيس الحرس الوطني الكويتي مشعل الأحمد الجابر الصباح. ووفق مصادر مطلعة، فقد جمع حفل العشاء العربي الإسرائيلي بعض القادة المشاركين في المؤتمر والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز. وأفاد مصدر بروتوكولي في الأممالمتحدة بأن المشاركين توزعوا على أربع طاولات منفصلة، وجلس إلى طاولة الأمين العام للأمم المتحدة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز وأمير الكويت صباح الأحمد الصباح والرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بن عبد العزيز وشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، كما أشار إلى أن وجبة خاصة قدمت إلى عباس الفاسي، نظرا لإصابته بمرض السكري. وكان الإعلاميون الذين يغطون أعمال المؤتمر راقبوا عن كثب حفل العشاء، حيث كان واضحا أيضا أن الترتيبات البروتوكولية قد أُعدت بحرص شديد حتى لا يتم توثيق الحفل بصور تكشف المصافحات الإسرائيلية العربية. فشيمون بيريز وصل باكرا، ووقف بصحبة المندوب الأمريكي زلماي خليل زادة، بينما استقبل بان كي مون عباس الفاسي، حيث أجلسه حول المائدة التي جمعت بين الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ميغيل دي اسكوتو بروكمن، فيما سمح للصحافيين بالمكوث لمدة دقائق فقط مع توافد المشاركين إلى قاعة العشاء وجلوسهم إلى طاولاتهم، قبل أن تطلب منهم مغادرة المكان. وكما كان متوقعا، استغل شيمون بيريز المؤتمر الذي افتتح في الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أجل توجيه رسالة مباشرة إلى المغرب وعدد آخر من الحاضرين، من أبرزهم أيضا العاهل السعودي الذي ترأس وفد بلاده، مطالبا بإحياء المبادرة العربية للسلام، وكذلك التطبيع الكامل للعلاقات العربية الإسرائيلية، والأهم القيام بجهد مشترك من أجل مكافحة ما سماه «الإرهاب». واستهل عباس الفاسي في اليوم الموالي كلمته في الجمعية العامة أمام مؤتمر ثقافة السلام باستحضار نتائج المؤتمر العالمي للحوار بين الأديان الذي عقد في العاصمة الإسبانية في شهر يوليوز الماضي برعاية الملك عبد الله بن عبد العزيز وملك إسبانيا، وبمشاركة قيادات روحية للأديان السماوية الثلاثة، وممثلي مختلف الملل والمعتقدات والمنظومات الفلسفية. وأضاف أن مسألة الحوار بين الأديان «تحظى بمكانة متميزة لدى المملكة المغربية، إيمانا منها بالأهمية القصوى التي يكتسيها هذا الموضوع في إطار دولي متسم بالعولمة، وخاضع لنظام تكنولوجي مخترق للحدود وعابر للقارات»، مضيفا أن «المغرب لعب وما يزال دورا أساسيا في تثبيت قيم الحوار بين الأديان والثقافات داخل محيطها الإقليمي والدولي من خلال عدد من المبادرات»، وأحصى الوزير الأول المغربي عددا من الأهداف المتوخاة لتفعيل الحوار بين الأديان وإشاعة ثقافة السلم والتعاون، من خلال «تقييمه تطبيقيا عبر إحداث آلية تسمح بمتابعة مدى دعم الدول الأعضاء لمختلف الميكانيزمات التي بمقدورها خلق بنيات كفيلة بتحقيق حوار جاد ومسؤول بين الأديان». ومن الأهداف الأخرى التي عددها عباس الفاسي «تأهيل الفضاءات الأكاديمية لتكريس ثقافة الحوار، وإغناء البرامج المدرسية بما يساهم في تلقين مبادئ حوار الأديان، وتعزيز دور وسائل الإعلام في نشر ثقافة التسامح وتثبيت قيم الانفتاح».