يبدو أن عدوى العنصرية انتقلت من الخارج لتطال المغرب، فبعدما كان يشتكي المغاربة من العنصرية في الدول الأوروبية والأجنبية، فإن تجليات هذه الظاهرة أصبحت تطال المغرب وبدت جلية من خلال الإعلانات التي يعلقها مالكون لعمارات بالدارالبيضاء كتب عليه «يمنع الكراء على الأفارقة»، الشيء الذي أثار حفيظة عدة جمعيات حقوقية التي رأت في الأمر عنصرية لايجدر أن تمارس في بلد كالمغرب الذي طالما عبر عن فخره لانتمائه لإفريقيا. وقد تم تداول هذا الإعلان الذي هو عبارة عن صور كتبت عليها العبارة المذكورة على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وقد أخذت خصوصا بحي الفرح السلام بمنطقة الولفة بالدارالبيضاء، حيث يقيم العديد من الطلبة الأفارقة الذين ينحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء، وهي نفس اللوحات التي علقت على عمارات في مناطق أخرى بالدارالبيضاء. وفي هذا الإطارتحكي طالبة إيفوارية في الدار البيضاء، عبر برنامج بثته قناة فرنسية أنها كانت تكتري شقة في بحي الولفة، في الدارالبيضاء، إلى جانب طالبتين إفريقيتين، ولأنها تنحدر من القارة السمراء، فسرعان ما تلقت تهديدات من جيرانها الذِين بدوا غير مرحبين بتواجدها قربهم. وذكرت الطالبة أنها عندما كانت عائدة من الجامعة اندهشت بتعليق ورقة تفيد قرارا يمنع كراء شقة من شقق العمارة لأفارقة، وأخبرت بأن عليها أن تغادر وهي ورفيقتها، لكنهما رفضتا مدعومتين بمالك العمارة، غير أن هذالأخير لم يكنْ أمامه سوى أن يرضخ للسكان الذين أبوا أن تقطنا إلى جانبهم. وبعد ذلك جاء رجال الأمن ليطلبوا منهما إخلاء المنزل، ولدى رفضهما اقتادوهما إلى مركز الشرطة، حيث صفعت صديقتها، دون أن تعرف ما إذا كان للخطوة المتخذة سند في القانون. من جانب آخر، ترى مالكة لإقامة، أن الإعلانات في العمارة تنطوي على فضيحة غير قانونية، بالنظر إلى ما تحرض عليه من تمييز على أساس عرقي، مضيفةً أن لا شيء يمنعها حتى الآن من كراء البيوت التي تملكها لطلبة أفارقة. واعتبر موقع إخبارِي إفريقي أنه من العبث أن يعمد سكان بعض العمارات إلى منع الطلبة الأفارقة من كراء بيوت، حيث أن وجود بعض النماذج السيئة لطلبة أفارقة لايتصرفون فيها على نحو مقبول، لايخول اتخاذ قرار عنصري. رأي آخر ندد بهذه السلوكات المشينة اتجاه الأفارقة، معتبرا أن الأمر لايصدق، خصوصا في بلد كالمغرب المعروف بتسامحه وقبوله للآخر، وأنه إذا كنا سنصل إلى هذا الحد، فمن الأجدر منع الأفارقة من دخول المغرب، وهو أمر يتنافى مع سياسة الدولة التي تحرص على استقبال الطلبة الأفارقة.