المغرب التطواني يفوز على مضيفه اتحاد طنجة (2-1)    المنتخب المغربي يفوز بكأسي البطولة العربية ال43 للغولف بعجمان    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء        التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    أنشيلوتي يدافع عن مبابي.. "التكهن بشأن صحته الذهنية أمر بشع"    دينامية السياسة الخارجية الأمريكية: في نقض الإسقاط والتماثل    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    الشراكة الاستراتيجية بين الصين والمغرب: تعزيز التعاون من أجل مستقبل مشترك    انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    وسط حضور بارز..مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تخلد الذكرى الستين لتشييد المسجد الكبير بالعاصمة السنغالية داكار    الجزائر تعتقل كاتبا إثر تصريحاته التي اتهم فيها الاستعمار الفرنسي باقتطاع أراض مغربية لصالح الجزائر    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي        اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور    مكتب "بنخضرة" يتوقع إنشاء السلطة العليا لمشروع أنبوب الغاز نيجيريا- المغرب في سنة 2025    استغلال النفوذ يجر شرطيا إلى التحقيق    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    "مرتفع جوي بكتل هواء جافة نحو المغرب" يرفع درجات الحرارة الموسمية    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    موتسيبي "فخور للغاية" بدور المغرب في تطور كرة القدم بإفريقيا    معهد التكنولوجيا التطبيقية المسيرة بالجديدة يحتفل ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال    انخفاض مفرغات الصيد البحري بميناء الناظور    بوعشرين: أصحاب "كلنا إسرائيليون" مطالبون بالتبرؤ من نتنياهو والاعتذار للمغاربة    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب    الوزير برّادة يراجع منهجية ومعايير اختيار مؤسسات الريادة ال2500 في الابتدائي والإعدادي لسنة 2025    اختفاء غامض لشاب بلجيكي في المغرب    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    عندما تتطاول الظلال على الأهرام: عبث تنظيم الصحافة الرياضية    كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



« المساء » تكشف خارطة دعارة الإفريقيات بالدارالبيضاء
لاجئات سياسيات امتهن الدعارة وأخريات بدون وثائق هوية وشقق خاصة لليالي الحمراء
نشر في المساء يوم 19 - 04 - 2013

مهاجرات «إفريقيات» ودعن بلدانهن الغارقة في وحول الحروب الأهلية واستوطن علبا ليلية معروفة بالشريط الساحلي عين الذياب بالدار البيضاء،
يتقاسمن شريط ذكريات مؤلمة يحمل في طياته قصصا يصعب سردها بجرة قلم، فتيات لم تتجاوز أغلبهن عقدهن الثاني أصبحن علامات تجارية لملاهي وعلب ليلية اختارت ممشوقات القوام من الجنس الأسود زبونات لها، لاجئات سياسيات وأخريات من دون وثائق هوية قدمن من رحم الصحراء ونقلن حرارتها إلى ليل المدينة الغول ليبعن الجسد «الإفريقي»، الذي أصبح منافسا حقيقيا لفتيات مغربيات اخترن الدعارة مهنة لهن.
قصص «إفريقيات» جئن من السينغال والصومال والكونغو ودول متاخمة لجنوب الصحراء لاستثمار أجسادهن السوداء في تجارة لها زبناؤها المغاربة والأجانب، كيف أصبحت ل»الإفريقيات» حظوة في ليل الدارالبيضاء؟ وما هي أهم الأحياء التي يستقرن بها؟ وكيف تحولت لاجئات سياسيات إلى عاهرات بالملاهي الليلية؟ «المساء» ترصد خارطة الجنس الأسود بالدارالبيضاء.
عند ملتقى الطرق «سبع شوانط»، تنهب عجلات سيارات مجنونة إسفلت شارع الزرقطوني أمام مقر ولاية أمن الدار البيضاء، الليل والنهار سيان، سيارات النجدة ممتلئة عن آخرها بمشتبه بهم، منهم من يبدو في حالة سكر طافح، ومنهم من قادته الأقدار بربطة عنقه وبذلته الأنيقة لقضاء ليلة ب«الجيول» أو المعقل الاحتياطي.
من بين المعتقلات اللواتي أثرن انتباه رجال الأمن المداومين ليلة الجمعة والسبت الماضيين بولاية أمن أنفا، فتاة «إفريقية» ممشوقة القوام بلباس يكشف تضاريس جسدها، كانت رفقة مهاجرين متحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، قال حارس أمن إنهم يقيمون بصفة غير قانونية في المغرب، أحدهم من الكوت ديفوار والاثنان الآخران والفتاة من الكونغو، أحيلوا على الحراسة النظرية وقدموا أمام وكيل الملك بمحكمة عين السبع، بتهمة إعداد محل للدعارة، وتكوين عصابة إجرامية، والإقامة بشكل غير قانوني في المغرب، وتبين من خلال الاستماع إليهم أنهم من طالبي اللجوء السياسي في المغرب، رغم أن «البوليس» حسب تصريحات «إفريقيات» التقتهن «المساء» يواجه عدة مشاكل مع المفوضية العليا للاجئين، لأنه لا يعترف بالمواطنين الذين تمنحهم المفوضية حق اللجوء السياسي، علما أن المفوضية تدرس ملفات طالبي اللجوء السياسي في البلدان وتجري معهم مقابلات عديدة وتدرس حالتهم لتتأكد أن طالب اللجوء تحركه دواعي سياسية وليست اقتصادية، تقول إيميلي، التي لم تتجاوز عقدها الثاني.
رجل أمن قال ل»المساء» إن الحملات التمشيطية الروتينية لا بد أن تحصد في طريقها فتيات من السينغال أو الكونغو أو دول أخرى، لا يجدن مانعا في تصيد زبناء من نوع خاص بشارع مولاي يوسف أو أنفا، حين يرخي الليل بستاره، في حين نصادف في كثير من الأحول أثناء مداهمة شقق بأحياء راقية بالدارالبيضاء، مغاربة أو أجانب يستهويهم الجسد «الإفريقي».
ل«الإفريقيات» فقط
قبل الوصول إلى الشريط الساحلي عين الذياب لزيارة علب ليلية، أصبحت الفتيات «الإفريقيات» علامات تجارية تميزها، وبشارع أنفا والزرقطوني، القلب النابض للدارالبيضاء، توجد فتاتان «إفريقيتان»، تطاردان المولعين بعالم الليل بأزقة المعاريف ودروبها الفرعية أيضا، الكلمة الوحيدة التي تخاطب بها «الإفريقيات» أبناء البيضاء الذين يستهويهم الليل «سافا مون آمي»، مع ابتسامة عريضة تلخص كلمات كثيرة.
الحالات التي التقتها «المساء» تكشف أن عالم الدعارة لدى «الإفريقيات» مختلف عن طقوس بائعات الهوى البيضاويات، فنساء جنوب الصحراء جريئات يدخلن مباشرة في «الموضوع»، إيمانا منهن بأن أقصر طريقة للوصول إلى جيب الزبون هي محاولة إغوائه واستدراجه لممارسة الجنس مقابل الحصول على المال، دون مقدمات، فهن يعتبرن أنفسهن سلعة عليها الكثير من الطلب، عكس المغربيات.
ليل إفريقي
عقارب الساعة تسير بخطى متثاقلة نحو الحادية عشرة والنصف ليلا، الدارالبيضاء مدينة بمزاج صعب، يبدو أبناؤها في كثير من الأحوال غرباء عنها، فعشرات الآلاف من «الكازاويين» رفعوا الراية البيضاء وعادوا إلى جذورهم بعد رسوبهم في أول امتحان واجهوه في المدينة الغول، عكس «إفريقيات» هربن من أتون الحروب الأهلية والأزمة الاقتصادية ليستقرن جماعات بشقق اقتصادية بأحياء هامشية، يسطرن خطوطا داخل غرفها الضيقة، لتعرف كل منهن مكانها والمساحة التي لا يسمح لها بتجاوزها.
وجدنا صعوبة في العثور على مكان شاغر بعلبة ليلية تابعة لفندق معروف بعين الذياب كانت ممتلئة عن آخرها، وعدد الفتيات «الإفريقيات» بها تجاوز ال20 فتاة، يوزعن الابتسامات بسخاء بعد أن يعلمن بأن الخمرة فعلت فعلها في الرؤوس، «نرفزات» و«نعرات» تنشب هنا وهناك لأتفه الأسباب، وضحكات «إفريقيات» يتفنن في استقطاب زبنائهن بكلمتين فقط «آجي كازاوي».
إيملي ذات التسعة عشرة ربيعا، تتقاسم منزلا متواضعا بإقامة الفردوس بحي الألفة بالدار البيضاء مع مهاجرات «إفريقيات» أخريات، وتتقاسم معهن أيضا نفس المحنة والأحلام التي تحولت إلى كوابيس، لا يؤنس «إيملي» في عزلتها القاتلة غير صبي وضعته قبل أشهر، والده الذي لن يعرفه أبدا، كان رفيق رحلة، قضى وطره واختفى، لينتهي الحال ب«إيملي» في علبة ليلية مصنفة تقصدها «الإفريقيات» اللواتي يملكن من جمال الصحراء نصيبا وافرا. تقول إيملي، ذات التسريحة «الإفريقية» التي صنعتها مزينات اتخذن من ساحة سوق باب مراكش، فضاء للتجميل، «لم أكن أتوقع أن يؤول مصيري إلى ما أنا عليه الآن، العيش هنا من دون عمل أو مورد رزق صعب جدا وبعض المغاربة يتعاملون معنا بعنصرية، في حين يوجد آخرون يتعاطفون معنا ويدفعون بسخاء في كل ليلة حمراء».
إيميلي والأخريات

تسترجع إيميلي، التي اكتفت تلك الليلة بمشروب غازي، شريط ذكريات حزين وكيف غادرت شوارع دكار الراقية وأحياءها الخلفية التي يطحن الفقر المدقع سكانها، بعد وفاة زوجها، ليستقر بها الحال رفقة 5 من بنات جلدتها في إحدى شقق السكن الاقتصادي التي تكترينها ب 3 آلاف درهم للشهر الواحد، وكيف قررت الكثير من بنات دكار اللواتي «طحنهن» الفقر المدقع ودفعتهن الظروف الاجتماعية القاهرة إلى الهجرة وامتهان أقدم مهنة في التاريخ بالدار البيضاء، المدينة التي تعتبر أنها «ظالمة للأجنبي عكس بلدي العلماني ذي المرجعية الصوفية الذي تتعايش فيه الديانات والقبائل بشكل سلس بعيدا عن أي تعصب». تضيف إيملي بلغة فرنسية بسيطة، «قبل 3 سنوات مضت كنت لا أفهم الكثير من الشتائم التي تنعتني بها بنات الليل في العلبة الليلة وكنت لا أفهم الكثير من الألفاظ العنصرية التي تحط من عرقي ومن بلدي، غير أني الآن أفوق الكثير من المغربيات أناقة واستقطابا لزبائن يفضلونني على الأخريات».
رفيقة إيميلي مهاجرة من ساحل العاج، حصلت على وضعية لاجئة سياسية، لكن هذا الامتياز لم يغير من واقعها، بطاقة اللجوء لا تمنحها الحق في العمل أو الإقامة أو حتى الاندماج في المجتمع المغربي الذي تعيقه حواجز ثقافية كثيرة. «أوسونا» أكثر تفاؤلا من صديقتها، فهي تعتبر الدار البيضاء جنة يتعايش فيها الجميع، ولغة الإشارات تكون كافية للتواصل في ليل العاصمة الاقتصادية، «أوسونا» التي لا تجد حرجا في التصريح بأنها لا تقضي الليلة بأقل من 1000 درهم، بشرط حجز غرفتين في الفندق الذي يضم في جوفه العلبة الليلية، تقول: «أنا متميزة عن غيري وأعرف طريقتي لاستقطاب الزبائن وجعلهم يقصدون العلبة الليلية حبا في لقائي لا غير».
«أوسونا» الإيفوارية التي ترتدي آخر صيحات الموضة، تقول ل «المساء»: «أنا فقدت أسرتي في الحرب الأهلية الغادرة، ولم يبق أمامي ما يستحق البقاء في الكوت ديفوار، مما جعلني أشق طريق بنات جلدتي اللواتي يعتبرن المغرب موطنا لهن بعد أن كان إلى وقت قريب بلد عبور نحو أوروبا».
كشفت «أوسونا» ل»المساء» أن «الإفريقيات» اللواتي يقصدن العلبة الليلية المعروفة بعين الذياب، تقام على شرفهن سهرة نهاية كل شهر ب»فيلا» معروفة بحي كاليفورنيا الراقي، حيث تتوافد شخصيات مهمة على المكان، من بينها موظفون معروفون وأطباء وأشخاص يحرصون على عدم كشف هوياتهم، مضيفة أن الملهى الليلي يقفل أبوابه في وجه العموم، ويخصص ليلة في الشهر لزبناء من نوع خاص يستهويهم الجنس الأسود.
حديث «إيميلي و«أوسونا» ودفاعهما المستميت عن مروجات «الجنس الأسود» ومن يدور في فلكه، يبين بشكل واضح أن ظاهرة «الدعارة الإفريقية» أصبحت أمرا مقبولا ومرحبا به في المقاهي والصالونات والملاهي الليلية، وأن إقبال رواد عدد من الملاهي الليلية على الشريط الساحلي بعين الذياب يكون بسبب فتيات «إفريقيات» يملكن من أسرار الليل الشيء الكثير.
حانة الأفارقة
«ألمانيون، وفرنسيون، ومغاربة ومواطنون من جنسيات أخرى، على قائمة المولعين بالجنس الأسود بالدار البيضاء»، تقول «موناتي» التي بدت تلك الليلة مزهوة بنفسها وكأنها حققت انتصارا على منافساتها المغربيات. تركنا العلبة الليلية الشهيرة بفتياتها «الإفريقيات» والأثمنة الخيالية للمشروبات والمأكولات، فامتلاء المكان عن آخره بالأفارقة جعلنا نحس وكأننا في بلد آخر بجنوب الصحراء، مما عجل بخروجنا لطرق باب ملهى ليلي آخر بمركز المدينة، نرى فيه الليل بعيون البسطاء، الذين يستهويهم بدورهم الجنس الأسود.
المكان ممتلئ بدوره عن آخره وجميع الموائد غير مرتبة، فعقارب الساعة تقترب من الثالثة صباحا، الخمرة فعلت فعلها في الرؤوس باكرا، وفي الزاوية طاولة جمعت كل أصناف الجعة، التي تحيط بها 12 «إفريقية» دون أي مرافق.
بالملهى الليلي الشبيه بالمواخير القديمة، الفتيات «الإفريقيات» حرصن على إبراز تضاريس أجسادهن، والاختلاف البسيط بين عين الذياب ومركز المدينة أن زبناء الجنس الأسود بالمركز كلهم أفارقة ولا يمكن لفتاة «إفريقية» أن تفكر في قضاء الليلة مع أجنبي ليس من بني جلدتها.
تقول «كايتي» التي ارتدت تنورة قصيرة، وتوبا من الحرير الأبيض كشف عن ذراعها وعن جزء كبير حوله: « نحس أننا في الكونغو فالكل يتكلم لغة واحدة دون عنصرية أو تمييز فنحن هنا لسنا عاهرات، بل صديقات لأبناء السينغال، فلا فرق بين السينغال والمغرب لأن المجتمع السنغالي بدوره مقبل على الحياة ومباهجها، وحتى الناس في السينغال يداومون على إقامة الصلوات الخمس في مواقيتها، ورغم أن التوجه الرسمي للدولة هو العلمانية، فإن للإسلام مكانة خاصة في نفوس السكان وعاداتهم».
عناق حار وقبلات مكشوفة وقهقهات تصدرها ذوات البشرة السوداء، اللواتي تبين لنا أن أكثرهن لا يتكلمن الفرنسية.
السيدا «الإفريقية» بشوارع البيضاء
بعيدا عن خارطة دعارة الجنس الأسود، تتعرض الكثير من المهاجرات «الإفريقيات» إلى كثير من الإهانة والاستغلال، فحسب آخر تقرير لمنظمة أطباء بلا حدود، فإن آلاف المهاجرات «الإفريقيات» اللواتي تضطرهن الظروف للاستقرار بالمغرب، يتم استغلالهن في ماخورات للدعارة ويتعرضن للاعتداءات الجنسية، والأرقام تشير إلى أن واحدة من كل ثلاث نساء «إفريقيات» في الدار البيضاء والرباط أقررن بتعرضهن لاعتداءات جنسية، ليظهر أن تصريحات «الإفريقيات» هي فقط رأس جبل الجليد، وما خفي أعظم.
حسب التقرير الذي قدمته المنظمة غير الحكومية أخيرا بمدريد، فإن عدد الأفارقة الموجودين بالمغرب يقدر ب 4500 مهاجر، 70 بالمائة منهم ذكور و20 نساء. وقد أفادت المنظمة أن 39 بالمائة منهن صرحن بتعرضهن لاعتداء في المغرب. وحسب بيان المنظمة، فقد تم الاطلاع على حالة 63 مريضة، أفادت بأنها تعرضت للاغتصاب، وتتراوح أعمارهن بين العامين و40 سنة، و21 بالمائة منهن قاصرات.
وحسب إحدى مسؤولات المنظمة، في التقرير نفسه، فإن النساء «الإفريقيات» في المغرب ليس لديهن مشروع هجرة، فقط فررن من نزاعات مسلحة أو من اعتداءات جنسية، إذ يضطررن للخروج من بلادهن صغيرات السن وبدون مال، وتأسفت لعدم توجيه المغرب لأي سياسة للعناية بهن.
وأضافت كونشا باديو أن النقطة الأعقد في مسار «الإفريقيات» اللواتي يهاجرن من جنوب الصحراء نحو شمال المغرب، هي المسافة الرابطة بين مدينة مغنية في الجزائر ومدينة وجدة بالمغرب، حيث أعربت 60 بالمائة من المبحوث عنهن تعرضهن للاغتصاب في هذا المجال، وليس لمرة واحدة وإنما لمرات. وأكدت إحدى «الإفريقيات» القادمات لشمال المغرب قبل أن تستقر بالدارالبيضاء «أن كل ما تريدين وتطلبين، تؤدين ثمنه جنسا».
بلغة الأرقام دائما، فالتنقيب داخل خارطة الجنس الأسود بالدارالبيضاء، يحيل إلى أن الموضوع أخطر من عاهرات «إفريقيات» اخترن بيع أجسادهن لمواجهة معركة الحياة، لأن مصدرا من الجمعية المغربية لمكافحة السيدا كشف ل«المساء» أن هناك أزيد من 160 مهاجرا «إفريقيا» مصابا بالسيدا، يعيشون في المغرب ويتلقون العلاجات الضرورية داخل مقراتها، إضافة إلى الدعم النفسي الذي يقدم إلى المصابين بهذا النوع من الأمراض، إضافة إلى وجود أزيد من 25 «إفريقية» مصابة بالسيدا بالدارالبيضاء.
ولا تعلم الجمعية المغربية لمحاربة السيدا عدد «الإفريقيات» المصابات بالسيدا بالدارالبيضاء، اللواتي لا تكون لهن جرأة الإقدام على خطوة تحليلات الدم.
المصدر نفسه يقول إن المغرب كان يشكل فقط محطة عبور بالنسبة إلى المهاجرين الأفارقة، غير أنه تحول في السنوات الأخيرة إلى بلد للاستقبال، حيث صار متوسط وجود المهاجرين الأفارقة في المغرب يصل إلى 6 سنوات. وهؤلاء المهاجرون يتحركون بشكل دائم، منغلقين على أنفسهم ويعانون من الهشاشة الاجتماعية.
ومن أجل مواجهة هذا الوضع، وضعت الجمعية المغربية لمكافحة السيدا برنامجا لمساعدة هؤلاء المهاجرين في مختلف مناحي حياتهم، وخاصة فيما يتعلق بالجانب الصحي المرتبط بالحماية من الأمراض المنقولة جنسيا، وفي مقدمتها السيدا.
وحسب البرنامج الذي تشتغل في إطاره الجمعية، يوجد أزيد من 8 آلاف مهاجر سري من إفريقيا جنوب الصحراء موزعين بين الرباط بنسبة 60 في المائة، والدار البيضاء بنسبة 40 في المائة. ويقوم مشروع وقاية القرب الخاص بالمهاجرين على حماية المهاجرين وتقليل انتشار الأمراض المنقولة جنسيا بينهم وتخفيض نسبة انتقال عدوى السيدا.
ويروم البرنامج كذلك دراسة شريحة المهاجرين الأفارقة المعنيين وتحسيس هؤلاء المهاجرين بأخطار السيدا والأمراض المنقولة جنسيا وطرق الوقاية منها. ويتأتى هذا الأمر من خلال تكوين مؤطرين من بين المهاجرين السريين أنفسهم.
شقق الدعارة «الإفريقية»
ليقع اختيارك على مكان محدد لقضاء ليلة حمراء طعمها «إفريقيات» أصبحن ينافسن ممتهنات الدعارة بالبيضاء، يجب عليك أن تكون إما «إفريقيا» أو وسيطا حتى تعرف الأماكن الخاصة ل»لإفريقيات» اللواتي اخترن العاصمة الاقتصادية مكانا للاستقرار بدل العبور.
«ابراهيمو» من السينغال، لم يتجاوز عقده الثالث، جعلنا مرحبا بنا في جميع العلب الليلية التي أصبحت معروفة بتخصيص لياليها ل»الأفارقة، الأمر الذي جعلنا نطمع في دخول أكثر من ملهى لكشف الليل في هذه الأماكن، التي تساهم في تشكيل هوية الدارالبيضاء، المدينة التي تتآلف فيها الألوان وتتنافر في أقل من متر مربع.
البداية كانت بملهى يحمل اسما إنجليزيا، مدخله يحرصه أربعة فيدورات يتواصلون مع الزبناء بالإنجليزية والفرنسية، الموسيقى لم تكن صاخبة، ورواده العرب كانوا خمسة فقط التفوا حولي في مائدة ارتفعت عن الأرض بأكثر من متر، بكراسي خشبية في علو المائدة.
المكان يبدو وكأنه مخصص ل«الأفارقة» فقط، نظرا لامتلائه عن آخره بشباب من مختلف الجنسيات الإفريقية، والذين يبدو من شكلهم الخارجي أنهم من أسر ميسورة نظرا لارتدائهم لآخر صيحات الموضة.
في إحدى جوانب الملهى، جمعت طاولة كل أصناف الجعة غالية الثمن، محاطة برجال بدا من مظهرهم أنهم من أصحاب الحظوة والمكانة بدول جنوب الصحراء، كل واحد منهم قد أمسك جسدا «إفريقيا» ممشوقا بين ذراعيه، في صور شبيهة بما كان يفعله كبار قوم قريش في الجاهلية، قبل أن تسود المكان رائحة كريهة، شتتت شمل أصحاب اللذات، بعدما لم يتمالك شاب «إفريقي» حديث العهد بالخمر، نفسه، وراح يتقيأ في مشهد مقزز، دفع «فيدورا» مفتول العضلات إلى حمله خارجا، مانعا إياه من الدخول إلى الملهى مجددا، في حين فتح الباب على مصراعيه دون اعتراض لفتاة «إفريقية» حرصت على إبراز تضاريس جسدها، كانت قد نزلت للتو من سيارة أجرة صغيرة.
بعيدا عن الملهى الراقي الذي يتوسط عين الذياب، والذي لا يكتشفه الكثيرون ممن خبروا أحياء ودروب الدارالبيضاء، وبشقة معروفة بزنقة الحبشة ببنجدية، تقصد عشرات «الإفريقيات» الشقة لممارسة الدعارة، تحت إشراف وسيطة تتحكم في خيوط شبكة دعارة «إفريقية» بالدارالبيضاء.
وحسب قول مصدر أمني ل«المساء»، فإن عناصر الفرقة السياحية التابعة لأمن أنفا، داهمت أخيرا، شقة زنقة الحبشة بحي بنجدية، التي حولتها صاحبتها إلى وكر للدعارة وحانة لترويج الخمور، وتمكنت عناصر الفرقة السياحية من اعتقال صاحبة الشقة و6 عاهرات «إفريقيات» و4 من الباحثين عن اللذة الجنسية، من بينهم قاصر لم يتجاوز عقده الثاني، كما حجزت عناصر الأمن 25 عازلا طبيا وعددا من قنينات الخمر والجعة، التي كانت تروجها صاحبة الشقة لزبنائها الأفارقة بضعف ثمنها الحقيقي.
ونصبت عناصر الفرقة السياحية التابعة لأمن أنفا كمينا محكما قبل مداهمة الشقة، التي كانت محط العديد من الشكايات، إذ استطاع رجل أمن رفقة فتاة «إفريقية» أن يوهم صاحبة الشقة بأنه يرغب في قضاء ليلة حمراء، ليتمكن من دخول الشقة ومعاينة الزبائن قبل أن تداهم عناصر الفرقة السياحية الوكر لتضبط المشتبه بهم في حالة تلبس.
وشهد حادث مداهمة الشقة تجمهر العشرات من سكان زنقة الحبشة ببنجدية، الذين ضاقوا ذرعا بنشاط صاحبة الشقة الذي استمر مدة طويلة قبل تدخل عناصر الأمن.
شقة زنقة الحبشة ليست الوحيدة، بل اهتدت عناصر الفرقة السياحية، أخيرا، إلى عمارة بزنقة أكادير كانت تنشط بها شبكة نسائية مكونة من 6 فتيات «إفريقيات» قادمات من جنوب الصحراء، بهدف ممارسة الدعارة.
وحسب المعطيات، التي توصلت بها «المساء»، فإن عملية الإيقاف جاءت إثر مداهمة عناصر الأمن لإحدى العمارات الموجودة بزنقة الياسمين قرب زنقة أكادير بالبيضاء، بعد حراسة أمنية سرية حول المكان، دامت 3 أيام، بناء على الشكايات المقدمة من طرف السكان.
ونصبت عناصر الأمن كمينا لأفراد الشبكة، إذ حاول شرطيان من عناصر الفرقة السياحية إقناع مسيرة الوكر بأنهما من الباحثين عن اللذة الجنسية، ونجحا في ذلك بعد أدائهما ثمن التذكرة المخصصة لهذا الغرض، التي يتراوح ثمنها ما بين 50 و70 درهما بالنسبة للطابق السفلي، وما بين 100 و200 لزبناء الطابق العلوي، وبعد تفحصهما للمكان، داهمت باقي العناصر المكان، إذ ضبطت فتيات شبه عاريات، كما وجدت بعضهن في جلسة خمرية.


كيف تحرك «الإفريقيات» بوليس البيضاء؟
تعليمات ولائية يتوصل بها رجال الأمن بأمن أنفا بين الفينة والأخرى لتشديد المراقبة على الشقق المفروشة المعروفة أماكنها، والتي غالبا ما أصبحت «الإفريقيات» يكتريها بأثمنة باهظة، وحسب التعليمات التي ترد على مختلف المصالح الأمنية، يجب التحقق من هوية حراس العمارات الذين غالبا ما يكون لهم دور في كراء شقة واحدة لأكثر من 5 «إفريقيات»، إضافة إلى تتبع تعليمات وكيل الملك قبل مداهمة الشقة المشبوهة، إذ غالبا ما تجري عملية المداهمة في السادسة صباحا، كما حدث قبل أسبوع بشقة بحي المعاريف، حيث ضبطت 3 «إفريقيات» وفرنسي ووسيط مغربي.
وقال مصدر أمني ل«المساء»» «لا نميز بين الشقق التي ترتادها «الإفريقيات» أو غيرهن، رغم رصدنا، أخيرا، لمشتبهات بهن من دول إفريقية حولن الكثير من الشقق إلى دور دعارة»، وحسب القانون فإن مسيري الشقق المفروشة ملزمون بتطبيق الفصل 609 من القانون الجنائي، الذي يلزم بتقييد أسماء وصفات وعناوين وتاريخ دخول وخروج كل زائر وذلك للتصدي للتصرفات غير الأخلاقية لبعض الوافدين على هذه الشقق وإمكانية استغلالها لإيواء عناصر إجرامية.
وتشير إرسالية وزعت على المصالح المختصة أنه قبل الشروع في استغلال الشقق المفروشة بناء على رخص استغلال مؤقتة ذات طابع اقتصادي تمنحها المجالس المنتخبة، تقوم لجنة مختلطة مكونة من السلطة المحلية ومصالح الأمن الإقليمي ومصالح الوقاية المدنية والقسم الصحي، بدراسة الطلبات الواردة عليها في هذا الشأن كما تقوم بمعاينة للشقق المفروشة.
وكشف مصدر أمني ل«المساء» أن ترحيل المتورطين الأجانب، الذين يضبطون داخل الشقق المفروشة، له تأثير سلبي على الجهود الأمنية، التي تبذلها المصالح المختصة، من بينها فرقة الأخلاق العامة، إذ غالبا ما يجري ترحيل المواطنين الأجانب إلى بلدانهم الأصلية والاحتفاظ بالعاهرات وأصحاب الشقق المفروشة رهن الاعتقال، مما يفرغ مضمون الاعتقالات والمداهمات المناسباتية، يقول المصدر نفسه.



إيسلين.. قصة «إفريقية» طرقت باب الدعارة وانتهت متسولة
جلست أمام شباك تذاكر، كتبت فوقه «أكادير تيزنيت» بالبنط الأحمر، منكسرة، يكسو ملامح وجهها الأسود الأسى، وتبدو عليها أمارات الفقر، وقد أسبلت يديها على طفل صغير يلهو في حجرها غير آبه بكل ما تموج به المحطة الطرقية أولاد زيان، كان الضعف والهزال باديين عليها. وبدا أن طول عهدها بالفقر والحاجة قد ترك في وجهها آثارا لا يدركها وصف، وكأن كل يوم يمر عليها يخلف ما كان فيه من بؤس وأسى على مخايلها.
«إيسلين داني» التي لم تتجاوز عقدها الثالث، والتي حلت بالمغرب قبل ثلاث سنوات خلت قادمة من مالي، لا تجد حرجا في البوح ل«المساء» بأن طريقها كان حافلا بالمآسي بعد أن احترفت الدعارة بالحانات مضطرة، وبعد أن تعرضت لاعتداء جنسي في طريقها إلى المعبر الحدودي بوجدة.
طريقة جلستها مطأطئة الرأس وتحملها للبرد وقطرات المطر، حين تجاوزت عقارب الساعة الحادية عشرة ليلا، دون أن تنظر للمسافرين الذين لا تهدأ فورتهم، جعلها تبدو وكأنها استغنت بمشهدها هي وابنها الصغير عن كل هؤلاء الذين يصولون ويجولون بالمحطة، أو كأن بقية من عزة النفس الإفريقية في قلبها أبت عليها أن تستعطف الناس وهم يرون مشهدها. وكأنها علمت أن من لا يجد في قلبه رقة لمشهد إفريقي كهذا فلا حاجة لسؤاله.
«إيسلين» التي تكتري غرفة رفقة صديقتها بإقامة الفردوس المعروفة بحي «الولفة» بالدارالبيضاء تعاني من مرض جنسي خطير يعرف باسم «تريبونيما باليدم»، وهو من الميكروبات البكتيرية الخطيرة الذي تصعب السيطرة عليه بسهولة ويحتاج إلى فترة طويلة للقضاء على البكتيريا المسببة للمرض، وقد يتم الشفاء من المرض ثم يعاود الظهور مرة أخرى عند التعرض لظروف مرضية أو نفسية تقلل من مناعة الجسم.
بينما كانت في مكانها المعتاد الذي ألفه العاملون بالمحطة الطرقية «أولاد زيان»، أقبل عليها رجل أمازيغي، وكأنه يريد إعطاءها صدقة، ولما رأته يستحث الخطى إليها رفعت بصرها إليه وقد امتزج الأسى في عينيها، كانت ترنو إليه كمن يشكو حاله وقلة اكتراث الناس به. ولا ريب أنها كانت ترجو من هذا الرجل المقبل بعض المال تستعين به على قسوة العيش وجهد الحياة، وهي التي تقضي بياض نهارها وسواد ليلها في محطة اولاد زيان حتى أصبح «الكورتية» وسائقو الحافلات يعرفونها حق المعرفة.
بلغها الرجل وانحنى إليها، وهي تنظر إليه من طرف خفيٍ، ثم نظر إلى طفلها الذي كان لا يزال يلهو على حاله، فمد إليه كفه وبسطها فإذا بها بعض قطع الحلوى. هنالك سكن الطفل ونظر إلى ما انفرجت عنه كف الرجل ثم مد يده الصغيرة إلى ما كان بها، وكأنما خلبت أوراق الحلوى الملونة لبه أو سحرت عينيه. ثم أخذ يتأملها ويتحسسها في تؤدة وشغف، وكأنه لا يدري لأي شيء هي. ثم طفق يصفق بيديه ويضرب الأرض برجليه فرحا وقد أضاء وجهه حبورا وامتلأت عيناه غبطة.
كانت المرأة ترقب هذا المشهد وقد انحسر عن عينيها الرجاء، وتبدت فيهما خيبة الأمل، فما تصنع ببعض قطع الحلوى وهي لا تكاد تجد قوت يومها. فلما وقع بصرها على طفلها ورأت ما حل به من الفرح والسرور إذا بخيبة الأمل تنحسر عن عينيها وتتبدل رويدا وكأنما بدد مرآها طفلها على تلك الحال ما خالط نفسها من المرارة. وكلما ازداد سرور طفلها، غلبت على وجهها الراحة والرضا حتى هدأت وبدت على أساريرها السكينة وكأنما كفاها فرح طفلها أمر دنياها ووجدت في غبطته ذهاب حزنها وقرار عينها.
ترفض إيسلين أن تتحول إلى كثيبة أمراض جنسية متنقلة، فهي لا تجد حرجا في البوح بمرضها بعد شهور طويلة قضتها في ملاهي عين الذياب وحانات مركز المدينة، فهي تعتبر أن المغاربة لا يستحقون الانتقام، لأنها تفضل التسول على أن تنشر أمراض جنسية تصيب عاشقي الجسد «الإفريقي».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.