اعتبر عبد العظيم الحافي المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر خلال ترؤسه للجنة التوجيهية لمكافحة حرائق الغابات يوم امس الخميس بالرباط، أن السنة الحالية كانت سنة ممطرة وهو ما يعني ازدياد مخاطر اشتعال الحرائق داخل الغابات وذلك لكثافة نمو الاعشاب الثانوية التي تبقى وقودا سهل الاشتعال، موجها تحذيره الى كل مستعملي الغابة خاصة مربيي النحل والفلاحين ومصنعي الفحم ، حتى لا يكونوا سببا في اندلاع حرائق كارثية، وتبقى الحرائق العامل الأول المسبب في تدمير وتقليص المساحات الغابوية أكثر من أي عامل طبيعي آخر، وعلى المستوى العالمي فقد أتلفت الحرائق سنة 2000 حوالي350 مليون هكتار من المساحة الغابوية، وبالنسبة لغابات البحر الابيض المتوسط فهي معروفة بحساسية مكوناتها النباتية، حيث يتم تسجيل مابين 45 ألف إلى 50 ألف حريق غابوي يأتي على 600الف إلى مليون هكتار سنويا، وعلى خلاف باقي دول العالم التي تبقى نسبة كبيرة من الحرائق التي تعرفها هي ذات أصل طبيعي، فالإنسان يبقى المسبب الرئيسي في اندلاع حرائق الغابات بحوض البحر الأبيض المتوسط إذ تشكل الأسباب الطبيعة نسبة ضعيفة لا تتجاوز (1الى 5%حسب كل بلد) وابرز تحليل لوضعية الحرائق الغابوية بالمغرب منذ 1960 أن متوسط المساحة التي تلتهمها النيران يصل الى 3030 هكتار سنويا، وتبقى هذه المساحة كبيرة أمام انخفاض معدل التشجير، وحسب وضعية الحرائق التي تم تسجيلها حتى 13 دجنبر2012 فقد التهمت النيران 6696هكتار، وبلغ عدد الحرائق 484 بمعدل 13.8هكتار لكل حريق.. وأكد الدكتور عبد العظيم الحافي أن جل هذه الحرائق تزامنت مع رمضان وارتفاع موجات الحرارة وانخفاض معدل الرطوبة وكذا سرعة الرياح ، واندلعت الحرائق بالخصوص في جهة الشمال (العرائش وطنجة والناظور) ومع ذلك فقد كانت مردودية جميع المتدخلين والشركاء(وزارة الداخلية والوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات الملكية المسلحة والقوات المساعدة..) في المستوى المطلوب، باعتبار أن سرعة التدخل تبقى جوهر نجاح أي عملية، فالمغرب احتل الرتبة الأولى على مستوى حوض البحر الأبيض المتوسط في السيطرة على الحرائق، وبالنسبة لبرنامج مكافحة حرائق الغابات الخاص بسنة 2013 فقد تميز بإنشاء مركز متخصص في عمليات رصد ومكافحة حرائق الغابات بهدف بلوغ مهنية تامة ، كما تم تبني إستراتيجية تدخل جديدة تعتمد على 4 طائرات من نوع «كنادير»بدل طائرتين كان يعتمد عليهما في سنة 2012، إضافة إلى أسطول الدرك الملكي الذي يتوفر على طائرات خفيفية حمولتها 3طن وهي ذات فعالية كبيرة في مكافحة الحرائق، و100سيارة رباعية الدفع تابعة لمصالح المندوبية السامية بالإضافة الى تكثيف عمليات المراقبة ومضاعفتها حيث تم اعتماد 1200 كشافا ومراقبا، وكذا مراقبة ورصد كافة التجهيزات ، و تنظيف جنبات الطرقات وتحسيس المواطنين بمخاطر الحريق وحساسية الغطاء النباتي خاصة خلال هذا الموسم..