عبد العظيم الحافي المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر قال عبد العظيم الحافي المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالمغرب إن المغرب يوجد في صدارة دول البحر الأبيض المتوسط في مجال مكافحة حرائق الغابات. وأضاف المندوب، في حوار أجراه معه عبد اللطيف أبي القاسم، عن "وكالة المغرب العربي للانباء" أن "المجهودات الجبارة التي بذلها المغرب في مجال مكافحة الحرائق خلال السنوات الأخيرة تجعله في صدارة دول البحر المتوسط سواء من حيث المنهجية المعتمدة أو النتائج المتحققة". وأشار السيد الحافي، في هذا الإطار، إلى أن معدل المساحات التي تجتاحها النيران بالمملكة يقل عن 5 هكتارات لكل حريق، في الوقت الذي يفوق فيه هذا المعدل 18 بل و20 هكتارا في دول شمال المتوسط. وبخصوص المساحات الغابوية التي اجتاحتها النيران خلال سنة 2011، أكد السيد الحافي أنها عرفت تقلصا مهما، حيث تم إلى غاية 18 غشت الجاري إحصاء 2180 هكتارا كمساحة اجتاحتها النيران، عوض 5600 هكتار المسجلة سنة 2010، وهو رقم يقل عن المعدل السنوي للمساحات المحروقة خلال السنوات العشر الأخيرة والبالغ 3500 هكتار. وزاد المندوب السامي أن 20 في المئة فقط من هذه المساحات هي التي تتوفر على الأصناف الغابوية المحضة كالصنوبر والبلوط الفليني والبلوط الأخضر، في حين همت 80 في المئة المتبقية تشكيلات ثانوية من قبيل المروج والحلفاء والدوم. وأوضح أن ذلك راجع بالدرجة الأولى إلى تطوير وتسريع طريقة التدخل لإخماد الحرائق وتعزيز عمليات المراقبة على مستوى الغابات، سواء من خلال إحداث أبراج جديدة للمراقبة، أو إلحاق مراقبين جدد بها، فضلا عن الدور الذي يضطلع به شركاء المندوبية كالدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية والقوات المساعدة والقوات الملكية الجوية. وأشار الحافي إلى أن حرص المندوبية على ضبط المناطق والجهات التي يرتفع فيها عامل خطر اندلاع الحرائق خلال فترة الذروة (ما بين شهري ماي وأكتوبر)، يتيح إمكانية استباق حدوث الحرائق وتعزيز تموقع السيارات والطائرات في المطارات المجاورة لها تعزيزا لسرعة التدخل. وقال السيد الحافي إن جميع حرائق الغابات، التي شهدتها سنة 2011 ، تسبب فيها الإنسان، إما بسبب اللامبالاة أو لقيامه ببعض العمليات المحظورة; من قبيل صنع الفحم الخشبي خارج الفترات المسموح بها، أو الإحراق المتعمد للغابات. وكشف الحافي، أن المغرب حصل، خلال هذه السنة ولأول مرة، على طائرتين من نوع "بومبارديي كنادير" المتخصصة في إطفاء الحرائق، مضيفا أنه سيتم جلب طائرتين أخريين من هذا النوع سنتي 2012 و2013. وأبرز أن هذا النوع من الطائرات يتوفر على مميزات مهمة تتمثل في دقة أدائها وقدرتها على التحليق لمدة ساعتين ونصف متواصلة، وامتصاص ما بين 7 إلى 8 أطنان من مياه السدود والبحر دون الحاجة إلى مدرج مطار، وتقليصها لدورة إطفاء الحريق إلى مدة تتراوح ما بين 8 و15 دقيقة بدل ساعتين ونصف أو 3 ساعات. وبخصوص الاستراتيجية التي تعتمدها المندوبية السامية في مجال التحسيس والتوعية بخطورة الحرائق، أكد السيد الحافي أن الوصلات التحسيسية التي تبثها المندوبية عبر وسائل الإعلام السمعي البصري خلال فترات الذروة تقوم على التوعية وليس على التذكير بالإجراءات الزجرية. وأشار إلى أن الهدف منها يتمثل في تحسيس المواطن بأن "الغابة من مكونات محيط عيشه، وأن احتراق أي جزء منها مهما صغر يشكل بصيغة أو بأخرى إحراقا لذاكرته".