فاجأته في حضن البحار ، عاريا مرخى الذراع والليالي حوله ؛ تستر عُريه . وجواري البحر يفرُكن جيده وخصره فاجأته وحبيبتي: صباح الخير يا قمر . فرد. أأنتما ؟ أمانا عليكما . اهبطا وادي الغرام . اركبا شراعي ، وأَقلعا معي إلى عبقر وقصر المحال . وانزلا في إرم ذات العماد ؛ قبة طرزت بأحلام الصندل وبنفسج عدن سلاما على العاشقين . قبل القبل أحببتك الآن قبل افترار ثغر الكون والليل يلحُس الآه.. من حَلَمات الضياء وخطوات الآفاق على الفراغ ؛ على الصدى الدامي ؛ والحسن الرضيع وخاتم الزواج ؛ هدية الجمال : للحب ، للغزال . كنت قوتا ، كنت بذورا ومحراثا لروابي الحب وسهول الهيام يا نسمة خضراء ، أفلتت من غصن النجوم . غردت بك دنيا ، قبل ميلاد القصب . أبواب الزمن أنا وأنت ومفتاح من شعاع ، لفتح أبواب الزمن . ونسور الرياح : تعشش في كوَّات النجوم ، وسيل الدهور، يعبّ سرب المواضي افتحي جفنَ الأفق ، وانظري إلى مخِّ الشموس شقي البحار ، طائر غرد في الأصداف افتحي . افتحي .. حتى تلمسي نطاف الوجود . لست من الطين ارجعي... اسألي أمك لست من الطين . أكذوبة كنت في تفاحة حواء حبيبتي ارجعي لن أخطو بعد أخاف عليك ؛ ومن خطواتي فوقك اسألي الأمواج ؛ وكم في جوفها من ضفاف وتلك البحار : تمضغ الضباب في الأعماق : كرقصة السهول مع الرياح حبيبتي .. انظري هذا الغزال هام بغدير يحاكي القمر والنجم يلهو ويغمز ارجعي ..اسألي المرآة : على شفتيها تعرت الشمس والرياح ، وكم في رئتيها من أصوات لست من الطين أكذوبة كنت في تفاحة حواء .. من قصيدة: النداء الشفاف رأيتك في المنتهى الأصفر : في الشفق المنتحر : دخان ..ظلام ..عويل قمر : كأس ليل محطم فوق موج الرماد بعيدة عن خيال الأزل : كخفْق السراب في ضلوع الظمأ