مأوايَ سيصبح هذا مأوايَ حيث الجلد مشدود بحذاقة فوق العظم هذا ما سأدعوه بيتي مكان مقدس لا أستطيع مغادرته لا ضوء يزورني في هذا الرحم كثافة وحرارة، تنفّسُ الصخرة ضوء القمر يقرع في أذن العالم النجوم مندهشة إلى أين ذهبتُ الأشجار تنحني منصتة صوتي الخفيف في المركز ينهض و يسقط مع الريح. طقوس هذه طقوس، هذه تعرية للجسد ننسلّ من الثياب كما لو أنها جلود متعبة الجليد يطبق وجهه على النافذة ما هي الكلمات التي علينا أن نرددها الكلمات التي تتطلبها هذه المراسيم؟ ألسنتنا تلوب جذور عميقة تمتدّ في الأرض لا ذاكرة لها عن السماء أيادينا تلوّحُ ضوء جديد على المشهد يحايل الصمت على إحداث صوت على بعد ثلاثة آلاف ميل طيور تبدأ التجمع أسراباً رقصة الشبح 1 عند الجدول الرملي، عند ركبة الجدول الجريحة الوديان ممتلئة بالعظام بعد انطلاقة الربيع الأولى عندما تندلع الريح الأوراق والأعشاب التي بطول الركبة سوف تأتي، اجتماع ألسنة عدّة لتسمع عن تراب جديد قادم كالمدّ لتحيي عودة الجاموس أسراب الحمار الوحشي صوت الرعد في المجرة سوف ترقص وتترنم منذ بزوغ الفجر وحتى الفجر سترقص وتترنّم حتى يتراءى لها أن الأرض تميدُ 2 الريح تصفر أغنية جافة الشمس تلمس أرض الوادي الهضاب تتنفس نفساً غبارياً هناك ارتجاج وحشرجة العظام المتعبة قادمة تجتمع معاً كل جزء كان قد بُعثر، يجد له مكاناً الأصابع الهشة تلتئم لحم من الجذور والطحالب عيون من الحجارة المدورة ضحكة العاصفة القادمة تهزّ العالم بصوتها جواب على سؤال لماذا لو أنك سألتني لأجبتُ إنّه خطأ الفصول عندما لحم الأشجار يتمزق الطيور تهاجر مع الشمس ذاهبة بصوتها بعيداً عن آذاننا البائسة عندما النهر يتجه نحو السكون الدببة تحلم نفسها نحيفة بين الجذور والصخور نحن أيضاً جزء من هذا قصبة من الصفصاف الأحمر قصبة من الصفصاف الأحمر مقشّرة بأسنان القندس بيضاء كصخرة في الشمس، رشيقة، فلوت النوتات التي تغنيها في الليلة المظلمة بيضاء ورقيقة كعظم في معصم المرأة التي تحبّ. اجتماع الصخور الصخور تجتمع دوائر على قمم الهضاب تحت ضوء القمر تتأمل ورؤوسها خاشعة نحو الأشياء التي تعرفها الصخور في عمق وديان الغابة هناك رقص وغناء الرياح والظلال تكرّم هذه الصخور المجتمعة الصخور تتنفس عشرة آلاف يوم الصخور تزفر عشرة آلاف يوم بحجم صخرة الأخاديد في الأرض لو انتظرنا كل هذه المدّة، هل سيقوم حراس الخنافس والديدان بإفشاء أسرار الجبل والعظم؟ نوم الغزال هذا المكان لا يتطلب حضورك وتحت النجوم المحدّقة اكتشفتَ أن تقدماتك بلا معنى عار من كل شيء إلا الصمت لقد نسيتَ لماذا أتيتَ إلى هنا كنتَ تبحث عن شيء الريح تائهة بين الصفصاف تدمدم حكايات منسية لقد ذهبت إلى الأمكنة كلها ولا تستطيع أن تبقى هادئة عليك أن تتعلم أن تصغي، أن تكون وحيداً حينها فقط تستطيع أن تستلقي للنوم مع الغزال أن تنام طويلاً. العشب العميق سيدثّرك دفئاً من تلك الأجساد الرشيقة من الأنفاس المتهادية بخفوت كلّ مرة حين تستيقظ عند الفجر ذاكرتكَ عن القمر والنجوم ستصير باهتة سيكون الغزال قد ذهب طوال النهار ستحمل معك صوت نومهم أغنية عواء الذئاب الحلم المعتاد الذي يشدّ وثاقه عليك فرقعة القمر المتجلد(ديسمبر) أريد أن أقول لا شيء ينسى لأن لا شيء ينتقل ثم أرى القمر ينتقل من الخلف وكتلة ثقيلة من الغيوم الثلجية المنظر الطبيعي المتجمد ينفجر إلى ضوء وصمت أغصان الصنوبر الخضراء الصوت الوحيد في الليل القمر الضفدع(ابريل) هذه الاصوات ترتفع مع القمر تتعاظم وتشحب في حناجرهم صخرة مشعة من مركز الأرض تشرق بين الأغصان والعظام إنها الأغنية التي يغنون أغنية القمر، أغنية النور الوئيد نبتة زئبقية شاحبة تزهر في الليل جاكلين سلام: شاعرة ومترجمة سورية مقيمة في كندا