قال طالع السعود الأطلسي في حوار أجرته معه «الأيام الأسبوعية» في عددها 566 المؤرخ ب 17-11 ابريل 2013 إن جريدة «العلم» كانت تحضن شغب وشغف الشباب بمهنة الصحافة، موضحا أنه كان يحضر للجريدة «العلم» في السادسة صباحا ليتفرغ في التاسعة صباحا لأشغال أخرى ليعود في الثانية بعد الزوال، ولم لا في الليل، وأضاف أن شغف الشباب للجريدة وللصحافة كان بدون حدود لذلك كان الصحافيون يتتبعون جميع مراحل العملية الصحافية من الكتابة إلى الطبع. وقال الأطلسي إن الحقيقة التي يقولها للتاريخ هي أن حزب الاستقلال وقادة حزب الاستقلال لم يكن يضيرهم أن يكون يساريا يعمل في جريدة حزبهم، وهذا ما حدث مثلا مع عبد الجبار السحيمي والعربي المساري وعلال الفاسي رحمه الله الذي كان يدافع عن مقاربة انفتاح الحزب على الطاقات، فهو من دعم «الاختيار» لمليكة العاصمي وهو يعرف القاعات السياسية للعاملين فيها، وكان يعلم أن كل أعضاء هيئة تحريرها يساريون، ويكتبون مقالات يسارية، ولم يكن يكترث لما كان يصله في هذا الشأن، بل هو من اتصل بمطبعة الحزب «الرسالة» لكي تطبع أحد أعداد «الاختيار» ولم تتوقف المجلة إلا بعد وفاة علال الفاسي. توقفت مباشرة في ماي 1974. وأوضح في الحوار ذاته أن الاخوة في حزب الاستقلال كانوا متفهمين ومنفتحين على الرغم من أنهم كانوا يعرفون أنه أحد مناضلي المنظمة لدرجة أنه حينما كان بباريس يرسلون جريدة 23 مارس في عنوان جريدة «العلم» كان عبد الجبار السحيمي أو العربي المساري يبعثان بها إليه مباشرة حتى دون فتحها، وهذا ما حدث أيضا حينما توصلت الجريدة باستدعاء من الأمن يطلب حضوره إلى مقر الولاية. فاقترح عليه عبد الجبار السحيمي الاختباء في منزله، في انتظار البحث عن وسيلة لإخراجه من المغرب. وأكد أن الإخوة في حزب الاستقلال الذين عاشرهم كانوا منفتحين، وهذه شهادة قالها للتاريخ، وذكر أن علاقته بهم تطورت إلى درجة أنهم اقترحوا عليه العمل في الجريدة بصفة نهائية ودائمة، وحدث ان اقترحوا عليه مرافقة وفد حزبي يضم امحمد بوستة، وعبد الكريم غلاب إلى موريطانيا، وفي إحدى المناسبات طلب منه العربي المساري إعادة صياغة مداخلة امحمد بوستة في البرلمان التي ألقاها بالدارجة وقد كان حينها وزيرا للخارجية.