بعد ذيوع صيته في المغرب وإثارته لنقاش كبير حول مدى صحة ما يدعي إشفاؤه للمرضى، نقل المكي الترابي نشاطه خارج المغرب، ليحط الرحال هذه المرة في كرواتيا ، إحدى جمهوريات يوغزلافيا السابقة. وكان المكي الترابي كما يتذكر القراء منذ بضع سنوات قد أشاع خبر قدرته الخارقة على مداواة وعلاج الكثير من الأمراض بطرق غريبة لا علاقة لها بالطب المتعارف عليه، طريقة يدعوها البعض بركة ويرى الكثير من العقلاء أنها مجرد دجل وخرافة لا أقل ولا أكثر تنبني على استغلال سذاجة وجهل الناس، وكذلك يأس الكثير منهم بعد طول معاناة مع الأمراض المزمنة وفشل الكثير من الوسائل الطبية. وكانت الرحال تشد إلى «المكي الترابي» من كل أرجاء المغرب حيث أضحت الصخيرات مركز نشاطه محجا يوميا لجحافل كبيرة من المغاربة من كل المناطق. كان في الأول يمر بيده على المريض ليقول له بمجرد اللمس إنه شفي وأن ضرره قد رفع، وعندما كثرت عليه الأعداد وأصبحت بالمئات أصبح يكتفي برفع يده، وبعد أن يرفع حجاجه من المرضى أيديهم بقنينات الماء المعدني التي يشترونها قبل الدخول إلى حضرته. وهكذا وبهذه الحركة الشبيهة بالقداس المسيحي، أو بأي حلقات للدجل في العالم يقول للمرضى إنهم شفوا من عللهم، فيذهبون مصدقين بعضهم بحس نفسيا بالشفاء والكثير منهم يقضون. نفس السيناريو نقله المكي الترابي إلى كرواتيا التي يدين فيها الكثير من السكان بالديانة الإسلامية وقبلها كان في البوسنة. وادعى أنه عالج عمدة زغرب وملك التايلاند وأفرادا من العائلة الإسبانية، حسب ما نقلت الصحيفة البلجيكية الإلكترونية «هيسيرلنك.» نشاط «المكي الترابي» «العلاجي» في كرواتيا المعروفة كجل بلدان أوروبا الشرقية بتقدم الطب وانخفاض أثمنة العلاج خلف جدلا واسعا وقلقا كبيرا لدى المهنيين الذين أصبحوا حائرين بين تصديق الناس لهذه «البركة» وبين العلاج الحقيقي الذي لا طريق له إلا الطب والعلم خصوصا الأمراض العضوية التي يدعي المكي الترابي علاجها وهي الأمراض التي ما زالت مستعصية على الطب الحديث مثل السرطان وغيره فالأحرى أن تعالج بلمسة يد أو برفع اليد أمام الحشود في شبه قداس. والغريب في الأمر أن هذا الرجل لا مستوى تعليمي له وتصديق الناس له سواء في المغرب أو غير المغرب يبقى لغزا محيراً مرتبطا بالحالة النفسية لمريديه وبمستواهم العقلي.