خرجت جماهير غفيرة، الغالبية العظمى منها مشاركة في المنتدى الاجتماعي العالمي، وصل عددهم إلى حدود عشية يوم الثلاثاء الماضي 26 مارس الجاري، 40 ألف اسم، حسب أعضاء اللجنة التنظيمية، وكلهم حضوا بأنفسهم وسجلوا أسماءهم في لوائح المنتدى بمدخل كلية الحقوق بتونس العاصمة. وتجاوز عدد المشاركين في المسيرة بالعاصمة التونسية، حسب تقديرات العديد من المتتبعين، العشرين ألف مشاركة ومشاركة، جابت هذه المسيرة شارعي الحبيب بورقيبة ومحمد الخامس بالعاصمة التونسية ، دعا إليها المنتدى الإجتماعي العالمي الذي تحتضنه الحركات الاجتماعية بتونس في دورته الثانية عشر، التي تتواصل فعاليتها من يوم أمس الثلاثاء إلى غاية 30 من الشهر الجاري. وانطلقت هذه المسيرة من ساحة 14 يناير وشاركت فيها العديد من المنظمات والهيئات التونسية والدولية، رفعت فيها شعارات ضد العنصرية والإرهاب بكافة أشكاله، وداعية إلى السلام ونبذ الحرب والقتل والتقتيل، وشاركت فيها العديد من الدول من مختلف القارات، ومن بين الأحداث البارزة مشاركة بسمة الخلفاوي أرملة شكري بلعيد الأمين العام لحزب الوطنين الديمقراطيين في هذه المسيرة إلى جانب فعاليات سياسية تونسية ودولية. وقالت مصادر من الهيئة التنظيمية للمنتدى إن المنتدى يعتبر تتويجا فعليا لمسارات النضال الاجتماعي التونسي، وفي نفس الوقت تحقيقا تاريخيا لحركة التضامن الواسعة للحركات الاجتماعية العالمية وللمجتمع المدني العالمي الذي استمر في دعم نضال الشعب التونسي، وأضافت المصادر ذاتها أن هذا المنتدى مكن من اللقاء بين الفعاليات المدنية من مختلف بقاع العالم الذين يناضلون من اجل بناء الديمقراطية والمساواة بين الجميع ومن أجل التضامن والعدل والسلام و الحفاظ على الممتلكات العمومية وحماية البيئة. كما تحتضن هذه الدورة الحركات الإجتماعية الجديدة والفاعلين الجدد من كل العالم. ونظمت صباح يوم الثلاثاء الماضي، في إطار هذا المنتدى، جلسة عامة للنساء بالمركب الجامعي المنار بكلية الحقوق بالعاصمة تونس، تقدمت فيه نساء من دول عديدة، كالبرازيل وبولونيا ومن دول أخرى من إفريقيا جنوب الصحراء، بكلمات تحدثت فيها عن أوضاع المرأة في بلدانهن. ومؤكدة على المبادرة والعمل لتغيير هذه الأوضاع إلى الأفضل، خاصة فيما يتعلق في الجانب الحقوقي، وطالبت هذه النساء بالنضال من أجل تسهيل ولوج المرأة إلى العديد من المؤسسات في دول كثيرة. وأكدت على بذل الجهود من أجل رفع كافة أشكال التمييز والعنف ضد المرأة في الفضاء العام والخاص وفي أوقات النزاعات وفي السلم لتحقيق عالم أفضل، والنضال ضد تأنيث الفقر وعدم الاستقرار. وما يثير الانتباه في أروقة كلية الحقوق بالعاصمة التونسية التي نظم فيها المنتدى هو مشاركة حركات مناهضة لعمالة الأطفال وللعنصرية ومشاركة أيضا المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان من خلال عرض ملصقات وأعلام معبرة ودالة على مبادرات هذه الحركات، بالإضافة إلى خيم مخصصة لهذه الجمعيات لتوضيح طبيعة أنشطتها. وفي هذا الإطار التقت "العلم" بمسعودي عبد الكريم، وهو واحد مؤسسي جمعية المغاربة بفرنسا التي تأسست سنة 1960، وقال إن جمعيته تشارك في المنتدى الإجتماعي العالمي بتونس لأن النضال الديمقراطي يستدعي، حسب مسعودي، المشاركة في مثل هذه الملتقيات، وأوضح أن الجمعية التي يمثلها تشتغل على قضايا الهجرة مع أكثر من 40 جمعية أخرى، خاصة ما يتعلق بالحقوق والحريات، وأشار في هذا الصدد إلى حرية التنقل والإقامة وأكد أيضا على دعم الشعب المغربي ووحدة الوطن والنضال من أجل القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب المغاربة المقيمين في فرنسا وفي الخارج بشكل عام. ومن المقرر أن يناقش المنتدى الإجتماعي العالمي بتونس العديد من المحاور الأساسية كالصحة باعتبارها حقا إنسانيا عالميا، واتفاقية التجارة العالمية التي تعتبر مصلحة شركات الدواء أكبر من وصول الفقراء إلى المنتوجات الطبية الأساسية، وتلعب الاتفاقية الخاصة بالجوانب التجارية لحقوق الملكية الفكرية دورا هاما في هذا الأمر، ومن هذه المحاور أيضا العدالة الاقتصادية والمالية، وحقوق الإنسان والحقوق المدنية.