ينطلق بتونس صباح اليوم الثلاثاء المنتدى الاجتماعي العالمي 2013 تحت شعار «الكرامة» والذي يستمر إلى غاية 30 مارس الجاري. وحسب نداء لسكرتارية المنتدى، فقد تم اتخاذ قرار احتضان تونس للمنتدى المذكور بعد مشاورات عديدة بين ديناميات اجتماعية تونسية وأخرى في البلدان المغاربية، يؤكد ويدقق القرار الذي اتخذه المجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي العالمي بباريس والذي كرس في المنستير (بتونس) في يونيو 2012 بعدها تم إخبار السلطات التونسية بهذا القرار. وحسب مصادر فمن المقرر أن يحضر عشرات الآلاف من ممثلي عدد من النقابات العمالية والجمعيات ومجموعات مناضلات ومناضلي المجتمعات المدنية بتونس، والمنطقة المغاربية والمشرقية، والقارة الإفريقية، والمنطقة المتوسطية، والعالم في فعاليات المنتدى. ويشارك من المغرب مندوبون عن المركزيات النقابية الخمس الأكثر تمثيلية ،الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب والاتحاد المغربي للشغل والكنفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب «7 أفراد لكل منظمة نقابية» بالإضافة إلى ممثلين عن شبيبات مغربية وجمعيات مدنية وحقوقية . يذكر أن المنتدى كسابقيه من المنتديات الاجتماعية سيسمح بالتقاء نساء ورجال يناضلون في مجتمعاتهم ويعملون عن قرب، ضد التسيير النيوليبرالي للاقتصاد، وديكتاتوريات الأسواق المالية، وتفكيك المجتمعات، ويصارعون من أجل إقامة الديمقراطية الآن، والمساواة والإنصاف والتضامن، والعدالة والسلم،ومن أجل حماية البيئة، والمال العمومي. ولإنجاح المنتدى الاجتماعي العالمي 2013 ، دعت اللجنة المنظمة كل الحركات الاجتماعية للمشاركة الجماعية في تفعيل هذا المسلسل والمساهمة في تدويل لجان التحضير(المنهجية، اللوجيستيك، المالية،التواصل، التعبئة، ديناميات الشباب، النساء، الثقافة...). كما دعت بالخصوص إلى البحث عن الإمكانيات البشرية والمالية التي تمكن من أوسع مشاركة بالمنتدى في تونس. وتونس ثالث دولة في افريقيا تستضيف المنتدى بعد كينيا (2007) والسنغال (2011). والمنتدى الاجتماعي العالمي هو النسخة المضادة لمنتدى دافوس الذي يقام سنويا في سويسرا ويجمع النخب الاقتصادية والسياسية في العالم. وسيحضر المنتدى 4500 منظمة غير حكومية و200 نقابة وعشرات الاآلاف من المشاركين من دول الشمال والجنوب. وتوقع لسعد اليعقوبي المسؤول عن التحضيرات «اللوجستية» لمنتدى تونس مشاركة 70 الف شخص على اقصى تقدير. و حسب وكالة الأنباء الفرنسية، قال اليعقوبي في مؤتمر صحفي الجمعة الماضي ان المنتدى «أكبر تجمع بشري وفضاء حواري في العالم». و حسب نفس المصدر، سيبحث المنتدى في دورته الجديدة الاسباب الاجتماعية والاقتصادية للثورات العربية اضافة إلى الاحتجاجات في الدول الغربية على الازمة الاقتصادية وبرامج التقشف. وسيناقش المشاركون مواضيع «المسارات الثورية» و»الثورات» و»الانتفاضات» و»الحروب الأهلية» و»النزاعات» اضافة الى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتسببة في عدم استقرار كثير من الدول. ويبحث المنتدى أيضا مسائل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعمل ومكافحة الفساد وإهدار المال العام والنفاذ الى الرعاية الصحية والتعليم والبيئة والتنمية المستدامة والهجرة ومديونية دول الجنوب وحقوق النساء ... واعلن عبد الرحمان الهذيلي المنسق العام للمنتدى ان المنظمين يواجهون مصاعب مالية بسبب تأخر الجهات الدولية المانحة في صرف الاعتمادات المالية المرصودة لمنتدى تونس. و حسب المصدر ذاته، قدمت الحكومة التونسية مساعدة للمنظمين من خلال تكفلها بايواء 12 ألف مشارك داخل مبيتات المدارس الثانوية والجامعات وتوفير 10 آلاف وجبة طعام يوميا وخلال كامل فترة المنتدى، فيما اتفق المنظمون مع مطاعم خاصة على توفير 30 ألف وجبة طعام أخرى يوميا. ورغم ذلك من المتوقع ان يواجه المنظمون مصاعب في ايواء المشاركين القادمين من دول الجنوب.وفي سياق آخر نبه فتحي الهويندي عضو لجنة التنظيم ان منتدى تونس «سيكون فضاء للحوار فقط وليس للعنف أو الدعاية الحزبية والسياسية».وقال خلال مؤتمر صحفي الجمعة الماضي «لن نكون متسامحين مع اي شكل من اشكال العنف داخل المنتدى». وذكر بأن منتديات سابقة شهدت اعمال عنف بين مؤيدين ومناهضين لانفصال الصحراء الغربية عن المغرب الاقصى، او للرئيس السوري بشار الاسد.