يتوافد هذه الأيام على العاصمة التونسية آلاف الفاعلين الاجتماعيين ونشطاء المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في الدورة الثانية عشرة للمنتدى الاجتماعي العالمي، الذي تحتضنه العاصمة التونسية من 26 إلى 30 مارس الجاري تحت شعار «الكرامة». ويشارك المغرب في هذه التظاهرة العالمية بوفد هام يضم قرابة 500 عضو يمثلون أكثر من 250 جمعية ومنظمة مدنية تنشط في مجالات مختلفة، حقوقية منها واجتماعية ونقابية وثقافية واقتصادية وبحثية. وذكرت اللجنة التنظيمية للمنتدى أنه ينتظر أن يصل عدد الوافدين على تونس لهذه الغرض، نحو 30 ألف مشارك من 127 دولة عبر العالم ممثلين في أكثر من 4500 من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني. وتنطلق فعاليات المنتدى غدا الثلاثاء بمسيرة ضخمة تنطلق من شارع الحبيب بورقيبة وتجوب شارع محمد الخامس، أحد أهم المحاور الرئيسية في قلب العاصمة التونسية قبل أن تصل إلى الحي الرياضي، حيث ينتظم مهرجان خطابي تتناول فيه الكلمة قيادات نسائية من عدة دول وحفل فني يحييه الفنان البرازيلي «جلبرتو جيل». وعلى مدار الأيام الثلاثة الموالية، يحتضن المركب الجامعي «المنار» شمال العاصمة التونسية مئات اللقاءات والاجتماعات وورشات العمل الموضوعاتية لمناقشة جملة من القضايا الرئيسية التي تشغل بال المنظمات المدنية اختار المنظمون لتكون محور هذه الدورة، وتهم على الخصوص الديمقراطية وحقوق الإنسان، فضلا عن عشرات المواضيع المتفرعة عنها وتتناول أساسا العدالة الاجتماعية والهجرة والتعليم والصحة والمرأة والمساواة بين الجنسين والإعلام والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ودور المجتمع المدني والتنظيمات النقابية في تجسيد هذه الحقوق والمبادئ على أرض الواقع . وتختتم هذه التظاهرة العالمية بتنظيم مسيرة ضخمة بمناسبة يوم الأرض يكون محورها القضية الفلسطينية والتضامن مع الشعب الفلسطيني في استرجاع حقوقه، وفي مقدمتها تحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة. وحسب اللجنة التنظيمية للمنتدى العالمي، فإن برنامج هذه التظاهرة يتضمن 1500 نشاط ما بين لقاءات وندوات وورشات وتظاهرات فكرية وثقافية وفنية، تتناول مواضيع متنوعة تعكس اهتمامات ومشاغل المجتمع المدني في مختلف أنحاء العالم ، بوبها المنظمون في 11 محورا تصب كلها في كيفية إقامة عالم أفضل «خال من الهيمنة والدكتاتورية»، حسب ما جاء في وثائق المنتدى . ومن بين المحاور التي ستتناولها اللقاءات المبرمجة خلال أيام المنتدى: «التحديات التي تجابهها الديمقراطية وتداعيات هذه التحديات على المنطقة العربية» ، «العدالة الاجتماعية» ، «البدائل عن الرأسمالية» ، «العوامل الثقافية التي أسهمت ميلاد الربيع العربية»، بالإضافة إلى عناوين أخرى مثل «من أجل عالم آخر ومجتمع إنساني قائم على مبادئ وقيم الكرامة والمساواة ، عالم تضمن فيه حرية التنقل والإقامة للجميع ، عالم يقوم على الديمقراطي والوحدة والسلام» ، كما جاء في إحدى وثائق المنتدى. وحسب المنظمين سيتم خلال النقاشات التي سيشهدها المنتدى على مختلف المستويات، تجميع المقترحات وبلورة الأفكار المطروحة للخروج في النهاية بخلاصة على شكل تصورات وتوصيات حول القضايا الكبرى التي تناولها المنتدى في دورته الحالية. وفي سياق متصل، دعت اللجنة التنظيمية للمنتدى التونسي في لقاء صحفي قبيل انطلاق الفعاليات، المشاركين إلى احترام ميثاق المنتدى العالمي والابتعاد عن الدعاية السياسية. وقال فتحي الدويك ،عضو اللجنة، إن المنتدى يمثل «فضاء للحوار وتبادل الآراء والتجارب والخبرات، ومناسبة لطرح الإشكاليات ومناقشة المواضيع التي تهم المجتمعات بعيدا عن الدعاية السياسية والخوض في القضايا الأيديولوجية».