بعد أن غادرت سفينة «الإجهاض «الهولندية مرافئ بلادنا منذ أشهر تاركة وراءها زوبعة من غبار ثقيل، وأفواه وعيون وجباه تتسامق لتظهر أمام كاميرات أرادت أن تلتقط حدثا أريد له أن يصبح الحدث، مع انه لم يكن سوى جعجعة بلا طحين ، ظهرت حينها أسماء جمعيات وأسماء كتبة وشيوخ كل يريد أن يقول : «كلمتي في الإجهاض هي العليا ، وأنا من يملك الحقيقة حول الإجهاض وما له من تأثير ظاهر وباطن على عمل الدنيا والآخرة «، وأصبحنا كمن يقف في طابور يريد شراء صك الغفران من كهنة جدد أطلقوا اللحى وأرادوا السطو على الدين وباتوا يمسكون بذيل كل القضايا باسم الدين وباسم الرب ويهددون بجحيم في الدنيا قبل الآخرة، بعد أن نصبوا أنفسهم سدنة هذا الجحيم ، وآخرون أرادوا أن يكونوا غربيين لكن لم ينالوا من الغرب سوى برد في المفاصل ولم يأتوا للوطن سوى بقشور حضارة هي قائمة هناك وهنا تخلف مقيم في كل شيء، خاصة في أذهان لم تعد تجد شغلا سوى الاشتغال في هموم النساء وأرحام النساء ولباس النساء ... حتى أننا بتنا نخشى أن نتحول إلى أقلية مضطهدة رغم أن عدد النساء في البلاد يتجاوز عدد الذكور ... ماكينة الإجهاض تشتغل بأقصى سرعتها ...العشابون يخلطون خلطاتهم السامة والأطباء يغرزون آلاتهم في الأرحام، وآلاف الأطفال غير الشرعيين يلقى بهم في المزابل أو يقتلون ويدفنون خلسة أو يباعون داخل أزقة معتمة ويهجرون خارج الوطن، أو يتحولون داخله إلى عبيد أو إماء للخدمة أو يوظفون في التسول مثلهم مثل أي عاهة ...حين سمعت بجمعيات حماية الجنين تساءلت بعد لقائي بنسوة كل ما فيهن يريد إجهاضا عميقا..أين أثر عمل هذه الجمعية في المجتمع وجمعيات أصدرت إحصائيات صدمت المجتمع ، لكن وبعد أن هدأت العاصفة الفارغة من أي تيار التي رافقت قدوم سفينة لا تعلم عنها نساء الهوامش شيئا، قررنا بدورنا بحث هذا الموضوع ميدانيا والنزول للواقع لتحري واقع نساء بلا حول ولا قوة أردن الإجهاض أو إيقاف الحمل والتخلص من حمل شرعي أو غير شرعي بكف فارغة ، لا أنكر أنني أحسست بالرعب وبالانحدار إلى عالم سفلي قذر كل ما فيه يريد أن ينهش الجسد أن يلوكه أو يدوس عليه لأنه جسد فقير ، نظرات جائعة تريد جنسا بلا مسؤولية مع ادعاء تقوى الله، الدروب معتمة وطويلة ,, نساء كثيرات قابلناهن في الطريق ، يعشن يومهن بعسر شديد يخفف من حصاره توسل لله أن يمنحهن القدرة على التحمل يكثرن من الاستغفار الذي يشعرهن بالطمأنينة ويعطيهن طاقة بعد أن وهن العظم فيهن رغم ريعان الشباب ، لا وجود للمساعدة الاجتماعية في حياة وأحياء هؤلاء، لا وجود للتامين الصحي، لا وجود لأي شكل من أشكال الدعم النفسي أو المادي لأمهات فقيرات يعشن مع أسرهن الكبيرة داخل غرفة واحدة مع مرحاض مشترك مع أسر أخرى يتقاسمون جميعا هوامش وخرائط بلا خرائط .. بالنسبة لهؤلاء لا يوجد مجتمع هو قفر كبير كل ما فيه يقول واجه مصيرك..كفر رغم الإيمان وغضب يختفي وراء نظرات شحبت من البؤس ومن أثر سوء التغذية... حين تستمع إلى حكاياهن أو بالأحرى مآسيهن تكتشف مدى صعوبة حياة النساء وهشاشتهن وتحولهن في لحظة من بشر عادي إلى مخلوقات مضطهدة ، داخل مدن كبيرة صعبة وقاسية..لأنهن عاريات من التعليم من السند الأسري من الاقتدار المادي ، فكان الألم وأطفال كثر جاءوا أيضا لهذا العالم ليأخذوا نصيبهم من المعاناة في ظل أسر هشة واهنة ليكون مصيرهم التشرد أو التشغيل المبكر وأحيانا البيع تحت جنح الظلام في سراديب مستشفيات الولادة أو على الطرقات... في هذا التحقيق الذي أردنا منه أن نقترب من عالم الإجهاض بشكل فعلي تقمصت شخصية امرأة تبحث عن الإجهاض عند الطبيب المختص وعند العشاب وعبر نساء مجربات كما رصدنا مجموعة من الشهادات لنساء أردن الإجهاض ولم يتمكن منه، لضعف مواردهن المالية وأخريات جربن الأعشاب والبخور و»أدوية « تباع في المحلبات وحوانيت البقالة بدون جدوى، فيما شهادات أخرى لنساء أجرين الإجهاض قسرا فكان الندم والمأساة إضافة إلى شهادات من داخل عيادات يجري الإجهاض فيها سرا وعلانية وأيضا تقصينا عن مستشفيات عمومية وعيادات للطب العام ودور الولادة يتم فيها الإجهاض عبر وساطات وفي الغالب يكون التدخل لمعالجة تبعات أعراض إجهاض فاشل، تم عبر العشاب أو قابلات تقليديات، إضافة لشهادات عن أطفال غير شرعيين يباعون مباشرة بعد الولادة منهم من هجر ومنهم من لا يعرف مصيره والأسوأ هو لجوء بعض النساء إلى قتل الرضيع أو تركه يموت جوعا ليكون الموت طبيعيا ..شهادات وماسي اجتماعية مؤلمة كان سببها علاقة جنسية تمت في لحظة ضعف أو لحظة شهوة أو تحت ضغط الحب والإغراء بالزواج لكن هناك ضحايا اجبرن على الدخول إلى عالم الجنس والحمل والولادة بعد أن طردهن زوج الأم أو الأم الفاسدة إلى الشارع وهن أبكار في سن صغيرة فكان الاغتصاب والحمل المتكرر وبيع المواليد .. تجربة تملكني فيها الخوف والاضطراب النفسي قابلت فيها الاهانة وقابلت نساء غارقات في عالم يوصف باللا شرعي، وأخريات غارقات في فقر مدقع مع أطفال نجوا من إجهاض محقق، ومن سموم نباتات تباع عند العطارين مع جلود بالية لحيوانات كالغزال والثعالب والأفاعي وطيور ارتبطت في المخيال الشعبي بالسحر وسوء الطالع كالغراب والبوم، في هذه الحوانيت يختلط الطب التقليدي مع السحر في غرف خلفية و الزبناء أغلبهم من النساء من مختلف الطبقات الاجتماعية.. يقول الحق تعالى :» فحملته فانتبذت به مكانا قصيا فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا «صدق الله العظيم، فمريم عليها السلام تمنت الموت وهي المحاطة برحمة رب العالمين، فما بالك بامرأة حملت سفاحا داخل مجتمع مغلق مازال يحمل ملامح القبيلة .... التحقيق شمل لقاء مع البرلمانية والوزيرة السابقة نزهة الصقلي ، ولقاء مع الباحث الاجتماعي خالد العبيوي و الشيخ عبد الباري الزمزمي والدكتورة لطيفة الجامعي والأستاذ رشيد مشقاقة و البروفسور شفيق الشرايبي والأستاذ ادريس بنزها .. وأنا اصعد سلم عمارة بالرباط لأدخل إلى إحدى العيادات المختصة في امراض النساء والتوليد، دون أن اجمع معلومات كافية عن الطبيبة، بعد أن رفضت الذهاب إلى العيادات المشهورة بالإجهاض والتي اغلب زبوناتها لا يردن علاجا بل فقط التخلص من حمل غير مرغوب فيه، تفحصت السلم جيدا بعيني وتساءلت كم من فتاة أو امرأة ارتقته وهي حامل تريد الفكاك بأي وسيلة، ونزلت منه وهي متحررة من حمل لا ترغب فيه كانت متزوجة أو غير متزوجة ما الذي أحسته وهي تصعد وما الذي أحسته وهي تنزل ..وماذا حصل في ذلك الفارق الزمني هل سيبصم حياتها هل غيرها هل أعاد لها الحياة أم أصابها الندم أم ستصبح امرأة أخرى في ماضيها جنين يبيح البعض إسقاطه وآخرون يرون في ذلك الفعل تعديا على حياة أخرى مع انه مجرد علقة في حجم حبة قمح ، بعض الفقهاء يسمحون بإجراء الإجهاض قبل أربعين يوما لان الروح لم تنفخ فيه وآخرون يقولون النطفة حية والإجهاض محرم جملة وتفصيلا دون مراعاة حالة المغتصبة أو المريضة أو زنا المحارم أو التي سيلقي بها أهلها بين الطرقات أو .. وقفت أمام باب العيادة الموصد ضغطت على الجرس ودخلت ، توجهت نحو ممرضة كانت محجبة تملا عينيها بكحل زائد تقف وراء «الكونطوار»، سألتني إن أخذت موعدا فأجبتها بالنفي ، وببرود شديد قدمت لي ملفا لأدون فيه المعلومات المطلوبة ، كتبت ما كتبت وأخذت مقعدا في قاعة الانتظار وأكثر ما فاجأني هو وجود كتاب الله من القطع الكبير على الطاولة إلى جانب مجلات أجنبية مهترئة تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، والزبونات كانت بعضهن تلبس النقاب وأخريات الحجاب وأخريات باللباس العادي ، تخليت عن مخاوفي ورأيت في العيادة مشروعا تجاريا كباقي المشاريع التي تبحث عن الربح، أخذت إحدى المحجبات المصحف بينما كانت المنقبة تتحدث إلى امرأة تجاوزت منتصف العمر تلبس الحجاب الشرقي، تبادلتا حديثا قصيرا ووجدت المرأة وهي في خضم الحديث مع المنقبة تنظر نحوي ونحو امرأة شابة تجلس إلى جانبي دست يدها في حقيبة يدها وأخرجت رزمة من الأوراق المستنسخة قامت من مكانها ووزعت على الجميع تلك الأوراق، ألقيت نظرة سريعة عليها كانت تحمل أدعية وأحاديث للرسول الكريم عن فضل الأيام العشر من ذي الحجة، وفضل الصيام فيها، وبعد ذلك فتحت موضوعا عن عمل الخير والدعاء وكأنها هي المسلمة ونحن غير ذلك، أخذت تحكي عن امرأة كانت في وضعية صعبة قابلتها في احد المساجد ، وقبل ان تبدأ في ممارسة الدعوة داخل القاعة ، أخرجت هاتفي النقال واتصلت ببيتي لأطمئن على أسرتي ولأفهمها أن تكف عني لان المكان لا يسمح وكذا المزاج ... اقتربت من السيدة التي كانت إلى جانبي وسألتها هل هذه الطبيبة تقوم بعمليات الإجهاض فأجابت فورا «معلوم كديرو..»أشحت بنظري عنها والتفت إلى المصحف الكبير في يد المحجبة، ففهمت قصدي وقالت «بربي الى كديرو ,,,غير كوني هانية» وأضافت «حتى الأطباء العامون كيديروه ..فيه الفلوس وخاصة للعزبات» -جاء دوري ودخلت عند الطبيبة وأنا اشعر أني فعلا تلك المرأة التي تريد إجهاضا لحمل غير مرغوب فيه، كانت في منتصف العمر متوسطة الجمال ، وقبل الفحص فتحت معها دردشة كانت تدور حول الحمل المتكرر وصعوبة الحياة وأخبرتها عن تأخر دورتي الشهرية واني شبه متأكدة من حمل لا اريده و لن استمر فيه ، جئت للإجهاض ومهما كانت الظروف خاصة ان لي اسرة فيها طفلين والسكن ضيق والدخل المادي محدود، كانت تستمع إلي محتفظة بابتسامة صغيرة ، وبعد أن أنهيت كلمات ألقيتها بسرعة وحماسة قالت وقد اتسعت ابتسامتها عليك أن تقومي بهذه التحاليل أولا وبعد التأكد من الحمل لك القرار، دون أن تبدي أي تحفظ أو رفض لقرار الإجهاض هذا، ربما لأني كنت مقتنعة بما أقول واستطعت إقناعها أيضا لأنه لا يمكن بناء أسرة متوازنة داخل شقة صغيرة من بضعة أمتار، كنت مؤمنة بضرورة إجهاض امرأة في مثل هذه الظروف وهي كذلك، فقد كانت ترد علي في كل مرة : صحيح.. نهضت من مقعدها وطلبت أن أتوجه معها لقاعة الفحص ، فحص لم ادعها تكمله بدعوى أني لا أريد شيئا من الزيارة سوى إجهاض حمل يحتمل أن يكون، قاست لي ضغط الدم وانتهى الفحص على أمل اللقاء في الأيام القليلة المقبلة لتنفيذ ما جئت من اجله ... غادرت ولم التفت حيث المنقبة وصاحبتها «تخطبان»، أديت ثمن الفحص واقتنعت انه ليس بين القنافذ أملس.. أعشاب» البريق «وخلطة» اسبرو مع الكوكاكولا» وارتطام مع الأرض وصفات تقليدية للإجهاض : في مساء نفس اليوم التقيت بواسطة إحدى الصديقات بامرأة جربت كل الأعشاب الموجودة لإسقاط حمل رفضته وترفضه حتى بعد فشل الإسقاط وإنجاب صغيرة أتت تحملها على ظهرها، كان اللقاء داخل حديقة عمومية عراها الخريف وتحولت إلى قفر تملاه أكياس البلاستيك وصغار من حي صفيحي يلعبون داخلها كرة القدم، جلست والمرأة على سور الحديقة الإسمنتي القصير، قدمت لها نفسي وأخذنا نتحدث كامرأتين جمعتهما الظروف، كان حديثا عفويا اختلطت فيه الشكوى والبوح ونسيت هي ربما أني صحفية التقيتها لأخذ معلومات فقط عن موضوع أريد له أن يتحول هو الآخر إلى حبل للشد والجذب كل لغرض في نفسه، مع أن الأمر يتعلق ببشر من دم ولحم وخلايا تريد حياة وغذاء وكساء وضروريات لا تملكها فقيرات مثل المرأة التي كنت أحدثها، هي الودود الولود التي أتى الفقر على شبابها وودها، سألتني المرأة هل يبدو علي أني من مواليد 1981، أجبتها:الحقيقة لا.. فقالت وكيف سأبدو وأنا في هذه السن ولي خمسة أطفال حتى موظف المقاطعة خاطبني يوما ب»الواليدة» وحين اطلع على بطاقتي الوطنية اعتذر مني على مناداته لي ب»الواليدة «لكني لم ألمه لأني اعرف أن الزمن اخذ صحتي وشبابي... وعن موضوعنا سألتها هل هذه هي الطفلة التي أردت إسقاطها بالأعشاب؟ فردت بالإيجاب كانت الرضيعة هادئة وشاحبة، تنظر إلينا وكأنها تفهم ما نقول ، سألتها هل فرحت لأنك استطعت إكمال الحمل والإنجاب فقالت : لا اعرف -هل إذا عاد بك الزمن إلى الوراء ستحاولين إسقاط الحمل ؟..أجابت بدون تردد: -نعم.. لماذا لا تستعملين وسائل منع الحمل ؟ فردت حملت وأنا اخذ حبوب منع الحمل وكنت ارضع طفلا حديث الولادة ، والسبب تناولي لمضاد حيوي عطل مفعول حبوب منع الحمل ..والطفل كذلك حملت به وأنا أضع «اللولب».. أحسست بالبرد والإرهاق وأحسست كلام المرأة يهيل على نفسي مزيدا من الضيق والألم، فقلت لها لماذا لا نذهب إلى بيتك إذا لم يكن هناك مانع أنا في حاجة إلى شرب كاس شاي ..لم تمانع المرأة فقد كان بيتها قريبا من الحديقة، وقبل الدخول اعتذرت وقالت البيت هو فقط غرفة واحدة أعيش فيها مع الزوج و أطفالي الخمسة، وعند باب الغرفة استقبلتنا امرأة تبدو طاعنة في السن تحمل الرضيع الذي تحدثت عنه ، كانت الغرفة نظيفة وأثاثها يشبه أثاث أي غرفة في بيت مغربي مع وجود خزانة ملابس متوسطة الحجم وقريبا من الباب طاولة تحمل جهاز تلفزيون صغير ، مباشرة بعد دخولنا أطلقت ستارة على الباب وقالت نكتري هذه الغرفة مع مطبخ صغيرب22الف ريال (1100درهم) والغرفة المجاورة تكتريها أسرة أخرى ، والمرحاض مشترك ، وعند باب الغرفة يوجد حبل غسيل اغرق البهو الضيق الذي يفصل بين الغرف في ظلام منفر، أعطت الطفلة لوالدتها التي استقبلتنا بكلمات اختلط فيها الترحاب والدعاء، كانت الغرفة مضاءة جيدا رغم أنها في الطابق الأرضي بسبب وجود نافذة تطل على الزقاق الواسع، وضعت الأم الكبيرة الطفل أرضا وهو لم يتجاوز سنة ونصف وحملت الصغيرة بين ذراعيها، أخرجت ورقة نقدية أردت أن أعطيها لها لشراء ما يلزم لترويقة المساء، رفضت اخذ الورقة النقدية وأمهلتني في الخروج قليلا وعادت تحمل صينية الشاي وملأت المائدة بأطباق فيها «الملوي» وصغار الخبز وعلبة من الجبن.. خجلت من نفسي، وأدركت أن الفقر لا يمكنه أن يمحي الكرم وخصالا جميلة من نفس طيبة، أخذت كاس الشاي وسألتها عن الأعشاب التي تناولتها لايقاف الحمل ، التفتت إلى والدتها وأخبرتها عن موضوعنا فقالت هناك أعشاب» البريق» لكنها بدون فائدة وهي مكونة من تخليطة من الأعشاب يتم غليها وتشرب كاس منها على الريق وهي رخيصة الثمن ، كما شربت «الحرمل» لأكثر من مرة والزنجبيل والقرفة والخزامى، إضافة إلى « أسبرو» شربته مذابا في كاس كوكاكولا ساخن وقمت بتنفيذ «تشقليبة» أكثر من مرة والارتطام مع الأرض، وقبل أن تكمل كلامها التفتت إلى الصغير الذي كان يحاول الإمساك بزجاجة الحليب وقالت وهي تنظر اليه «حتى هو شربت عليه هذه الأعشاب»... -ألم تخافي ان تسببي للجنين في إعاقة... ؟ *كنت أفكر فقط في التخلص من الحمل لأننا لا نملك حتى ثمن إيجار الغرفة... - لماذا لم تذهبي إلى الطبيب لإجراء إجهاض في ظروف سليمة؟ أجابت: ذهبت لكن «الثمن كان اكبر من جهدي الزوج يبيع «الكاسكروطات» على عربة في الشارع وأنا من يصنعها له وهو يتكلف بالبيع، وسبب الحمل رغم تناولي حبوب منع الحمل هو إصابة أصبعي بسكين إصابة بليغة لأني أنا من يهيئ هذه الوجبات ، وبعد الإصابة أخذت مضادا حيويا أبطل مفعول حبوب منع الحمل الخاصة بالرضاعة فكان الحمل... لن أنكر أني كدت اجن تقول المرأة ، لأني لا أريد المزيد من الأطفال مع هذا الفقر، وبسببه توقفت عن العمل في البيوت واكبر أطفالي الخمسة من مواليد 1999 أصبح يتمرد على الوضع، قبل أيام طلب مني شراء حذاء رياضي مستعمل يبيعه ابن الجيران ولم أكن املك ثمنه فصرخ في وجهي وهو يبكي :لماذا ولدتنا ؟.. امتلأت عينا المرأة بالدموع وقالت وهي تقاوم دموعها: أصبحت عصبية لا أطيق نفسي ماذا سأفعل داخل غرفة واحدة مع خمسة أطفال ، ما الذي يمكنني أن افعله ، أحيانا أمزق ملابسي وادخل في نوبات بكاء وهستيريا، ذهبت إلى الطبيب اخبرني أني مصابة بفقر الدم وبالأعصاب ووصف لي حبوبا مهدئة لأنام، لكني لا اشربها ,,,فبعد الولادة أعود لأعمل في البيوت التي تقبل النساء فيها أن آتي برضيعين ، مضيفة «الجواد اللي كايساعدونا فكسوة الولاد «وتحمل المصاريف.. لكن صعبة هي الحياة وحتى أمي تأتي فقط في المناسبات ، هي أيضا مطلقة تعيش مع أخي ، وقبل ان تنهي كلامها قامت وأخرجت من احد أدراج خزانة الملابس صورة صغيرة مدتها إلي كانت صورة رجل ممتلئ يلبس بذلة زرقاء مع ربطة عنق وتبدو عليه النعمة ويسر الحال ، قالت :هذا والدي وأضافت منذ أن طلق والدتي «ماكيعرفناش بريال» أنا وأخي وأمي التي هي من مواليد 1958 .. تفاجأت بل صدمت من سن المرأة التي تبدو طاعنة في السن والأب الميسور الذي حسب قولها تدرج في الوظيفة العمومية وهو الآن قائد .. خرجت من غرفة هذه الأسرة وأنا أحس بيد تطبق على عنقي وتساءلت كيف تستطيع العيش داخل هذه الغرفة، وكيف هي حياتها الحميمية مع زوج لا تذكره بتاتا في كلامها ، وكيف سيكبر خمسة أطفال مع أم تضيق بها الدنيا فتنهار وتخرج ألمها في تمزيق ملابسها والصراخ أمام أطفال أكبرهم في 13 سنة من عمره يواجهها ب»لماذا ولدتني؟»... أرغمني الزوج وأنا عروس على الإجهاض بواسطة «عشبة» قاتلة لطيفة سيدة في نهاية العقد الرابع من عمرها التقيتها هي الأخرى بواسطة إحدى القريبات، لها حكاية مؤلمة مع الإجهاض تقول هذه السيدة تزوجت وأنا في العشرينات من عمري ، حملت مباشرة بعد الزواج بعد بلوغ الحمل شهرين أخبرت زوجي واخبر بدوره والدته، هذه الأخيرة ثارت ثائرتها واعتبرت أن أوان الحمل لم يحن بعد.. تقول المرأة مازالت كلماتها تلك تضج في أذني ، ولان الزوج لم يكن يستطيع رد كلمتها ونحن نسكن معها في بيتها، فقد فاجأني في نفس الليلة بأمره لي أن أقوم بتبخير جهازي التناسلي «بالحنتيتة» عشبة كريهة الرائحة جاء بها من صديقه العطار، الذي نصحه بان «أبخر» بها في جوف الليل حتى لا تشمها إحدى النساء الحوامل فيسقط حملها، انتظر حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل أوقد «المجمر» وقام بنفسه برمي العشبة القاتلة وسط الفحم المشتعل ولأني كنت مغلوبة على أمري فقد خلعت ملابسي الداخلية وأشبعت جهازي التناسلي دخانا ملوثا بتلك العشبة اللعينة، بعد يومين أحسست بمغص حاد تبعه نزيف وسقوط الجنين في كيس دموي قامت أخته بجمعه في منديل وألقت به في المرحاض واتبعته دلوا من الماء ، لو تمكنت تقول المرأة من إتمام حملي لكان ابني يبلغ من العمر الآن 24 سنة ، سألتها لماذا لم تنجبي بعد ذلك أجابت مرض الزوج ومات...بعدها عدت إلى بيت أهلي خاوية الوفاض، بعد سنوات تضيف المرأة تعرفت على «عسكري» وعدني بالزواج وأخذنا نخطط للمستقبل عاشرته معاشرة الأزواج بعد أن اطمانيت لوعوده، فكان الحمل وبمجرد ما علم بالأمر تنكر لكل وعوده واتهمني في شرفي فوجدتني لا أقوى على مواجهة عائلتي بحمل غير شرعي وأيضا عائلة زوجي المتوفي، فكان قرار الإجهاض حيث بعت ما املك من حلي ذهبية وخضعت لعملية إجهاض عند طبيب عام معروف في سلا مقابل 1800درهم، إجهاض لم ينهه بشكل جيد حيث فاجأتني خلال الليل آلام فظيعة ،فتوجهت إلى مستشفى الولادة ابن سينا بالرباط هناك وحين أخبرتهم بإجهاضي رفضوا أن يقدموا لي العلاج وقالت لي إحدى المولدات «ارجعي عند اللي درتي عندو الكورطاج» لا يمكننا تحمل المسؤولية، كانت الآلام تشتد بي هي ومخاوفي ، خفت أن لا أدرك الصباح وأموت ،في الساعات الأولى من ذلك اليوم توجهت إلى الطبيب الذي أجريت عنده عملية الإجهاض، وحين علم بذهابي إلى مستشفى ابن سينا ثار غاضبا في وجهي « واش بغيتي تفضحينا» أجبته والآلام تمزقني أنا لم أعطهم اسمك، أخضعني داخل العيادة لإجهاض آخر وهذه المرة بدون تخدير، كنت اصرخ من شدة الآلام وهو يطلب مني أن اكتم صوتي وان أتحمل ما لا يحتمل حتى لا يصل صراخي إلى قاعة الانتظار، كانت تجربة مريرة لن أنساها ، لكني لا احسب سنوات هذا الحمل بل احسب سنوات الجنين الذي حملت به ضمن زواج شرعي وفي بيت الزوجية ، الأسوأ تقول المرأة أن إمكانية الحمل باتت مستحيلة بعد أن ذهبت دورتي الشهرية ودخلت سن اليأس بكل ما يعنيه من يأس تام وحقيقي ، أنا الآن لا أنام إلا بالحبوب المنومة ولا استطيع العمل وأعيش على مساعدات أهلي واحسب سنوات جنين اخذ مني في جوف الليل.. الإجهاض قرار شجاع لكن غصته تبقى مدى الحياة.. كريمة أم لطفلين وموظفة بالقطاع الخاص في الثلاثينيات من عمرها، تحكي تجربتها مع الإجهاض وتقول بعد إنجابي لطفلي الثاني وانقضاء إجازة الأمومة وعودتي للعمل بكل ما يعنيه من ساعات طويلة تبعدني عن رضيعي الذي مازال في شهوره الأولى ويحتاج للرضاعة، كنت خلال هذا أراقب دورتي الشهرية واتبع وسيلة»الحساب» لمنع الحمل ، ومع تأخر دورتي الشهرية بخمسة أيام توجهت للمختبر وتفاجأت بل صدمت ، حين علمت أن نتيجة التحليل ايجابية، كنت اعرف انه لا مجال للحمل ثانية، بل لا يمكن مع وجود طفلين، وإلا علي التخلي عن عملي وهذا مستحيل في ظل زواج مهدد لا اشعر داخله بالاستقرار، أحسست أني أعيش حالة طارئة ، توجهت إلى طبيبة العائلة أخبرتها بوضعي وطلبت منها أن تقوم بإعطائي دواء أو تحقنني بإبرة او تقوم هي بإجهاضي، كنت في حالة هستيريا،لم أكن استطيع إبقاء هذا الحمل ولا املك الخيار حماية للطفلين الآخرين ,,خاضت معي في موضوع الإجهاض من الناحية الشرعية وقالت عليك أن تقومي بهذا الأمر فهو مباح مادام لم يصل إلى أربعين يوما أي قبل أن تنفخ فيه الروح، لم أكن قبل الكلام معها أفكر إن كان الإجهاض مباحا شرعا أم لا أو حتى قانونيا ، فتحت درج مكتبها وأعطتني «كارت» طبيبة اختصاصية في أمراض النساء والتوليد توجد عيادتها في نفس الشارع وقالت هذه الطبيبة تقوم بعمليات الإجهاض ستساعدك.. أمسكت بالكارت وأحسست بالطمأنينة تعود إلي، أعلمت الزوج بما يجري لم يبد أي اهتمام وكان الأمر لا يعنيه ، فهو كان ضد حتى الحمل الثاني بل حتى الابن البكر لم يتحمس له، وكان يعرف أني لن استطيع الاحتفاظ بحملي هذا لأني سأفقد عملي، وهو ما كان يريده أي الإجهاض أما العمل فهو ضد المرأة التي لا تعمل ويستحيل أن يقبل الاستمرار في الزواج إن تركت العمل، لم يكن لدي خيار آخر سوى الإجهاض ، توجهت إلى العيادة قرأت المعلومات المتعلقة بالطبيبة التي كانت متخرجة من فرنسا ، ودخلت وكان النار تمسك بي وفي خضم هذا الاحتراق كنت اشعر برغبة في البكاء وأتخيل ما في بطني وقد اخذ صورة صغير أو صغيرة لكني لم أكن املك حتى أمر نفسي تقول المرأة الشابة وقد ترقرقت دمعة صغيرة في عينيها ، اعرف في قرارة نفسي أني أجهضت خشية ضياع عملي وضياع أسرتي لكني اعرف أني أضعت حياة كانت لتوها تتفتق ، هناك تفاصيل وظروف اكبر منا تجبرنا على الخضوع ، وأضافت استقبلتني الطبيبة جيدا شرحت لها وضعي قامت بفحصي وطلبت أن أعود في صباح الغد دون إفطار، ليكون الإجهاض فوق سرير يشبه سرير الولادة « وكان «البناج» رجل لم انظر إلى وجهه ولم يقل أي كلمة ،لا لي ولا للطبيبة ولم يحضر شخص آخر العملية التي مرت في صمت كالحلم في وقت سريع ، حين استيقظت وجدتني اجلس على أريكة في غرفة صغيرة وأنا البس ملابسي ،غرفة تميزها ستارة جميلة وسجاد دافئ ،خرجت من العيادة بعد أن اطمأنت علي إحدى الممرضات.. سألت المرأة عن التكلفة فقالت مجموع ثمن العملية والفحص كان حوالي 1800درهم، وأضافت قررت أن اطوي الصفحة وان لا أثير الموضوع مع أي كان ، وهو ما طلبته من زوجي، إلا أن نظرة لمحتها في عيني والدته التي كانت حينها في زيارة لنا عرفت منها انه اخبرها باني قدمت لتوي من عملية إجهاض، لا أنكر أني في قرارة نفسي حملته مسؤولية خضوعي للإجهاض والقضاء على حمل كان في بداية تكوينه، ولا أنكر أني احمل منذ ذلك اليوم غصة في قلبي ، لكني اتخذت القرار الصحيح تقول المرأة وتلك الطبيبة هي امرأة شجاعة وتمارس ما تعلمته في كلية الطب في دولة متقدمة كفرنسا وهي أيضا لم تتقبل الحمل وتحت اليد رضيع في شهوره الأولى، لكن بعد هذه التجربة اعتقد انه لا توجد امرأة سوية على الأرض تريد الإجهاض وهي تعيش في ظروف طبيعية ومستقرة.. بعد سماعه لاسم «الحنتيتة»طردني و خرج من حانوته منفعلا .. بعد لقائي مع هؤلاء النسوة قصدت العطار صحبة المرأة التي استعملت» الحنتيتة « للإجهاض، والتي نبهتني إلى أن «الحنتيتة الحقيقية» تكلفتها غالية ، أما التي استعملت «خليط الأعشاب المعروفة»بعشوب البريق «فيمكن شراؤها ب10 أو 20درهما..أخذتني إلى عطار كان يبدو في العقد السادس من العمر يلبس جلبابا اسود ويضع طاقية صغيرة على رأسه ، سألته إن كان يبيع الأعشاب فقال: نعم فسألته ثانية إن كان يبيع «الحنتيتة» رفع الي عينيه الضيقتين وقال وهو ينهرني «أسيري فحالك أش بغيتي هادشي سألته : علاش مالها أش كدير.. سيري راه كتخسر بنادم سيري أش بغيتي هادشي... قال جملته تلك وخرج مشمئزا من الحانوت ... ظلت المرأة صامتة وقالت بعد أن غادرنا : انه ساحر يشتغل مع النساء ولكنه يعرف مفعول هذه «العشبة» ويخاف ربما أن تستعمل لامرأة أخرى. غير بعيد عنه بدا لنا حانوت عطارة وأعشاب فتوجهنا إليه..كان في الداخل يقف رجل لا يبدو عليه تمرس التجارة سألته إن كان يبيع أعشاب» البريق «فقال نعم ، ثم اخذ ينادي على شخص آخر ، والتفت إلينا قائلا سيأتي الفقيه هو من يعرف أنواع هذه الأعشاب جيدا، خرج هذا الشخص من وراء لوح خشبي كان يفصل الحانوت إلى جزءين جزء مخصص للأعشاب وغرفة خلفية ضيقة خرج الرجل منها منحنيا بعد أن دفع ستارة سميكة من الثوب، لم يكن الفقيه شبيها بالأول بل كان شابا نحيلا يلبس بذلة رمادية ويحتفظ بشارب دقيق مع لحية خفيفة، اخبره الرجل ذو السحنة البدوية عن طلبنا فقال له: اجمع شيئا من» خد نجل والخزامى والنافع البلدي وسكينجبير والزعتر والكروية..»قاطعته وهل تبيع» الحنتيتة» توقف عن الكلام والتفت إلي سائلا : لماذا تريدينها فقلت : تأخرت دورتي الشهرية وأريد إسقاط حمل في بدايته..فقال : الحنتيتة لن تنفعك.. فقالت المرأة : كيف وقد جربتها .. التفت الي الفقيه الشاب بعد أن مسح جبهته من العرق وقال وهو يتفحص وجهي بعينيه: هل أنت متزوجة فأجبته» نعم ولي طفلان ..فرد لا بد لك من خلطة الأعشاب الخاصة ولا يمكنني جمعها الآن يلزمني الكثير من الوقت ...فقلت : ولماذا ليس الآن ..فرد علي :لأني متعب اشتغلت اليوم كثيرا ومازالت عندي زبونات كثيرات قال هذا والتفت ناحية الجهة التي خرج منها ..وأضاف عليك أن تعلمي انه إن كنت حاملا ببنت يستحيل أن تسقطها أي عشبة سوى تلك التي سأجمعها وتلزمك 300 درهم ..تفحصني بنظراته وركز نظراته هذه المرة على صدري وقال: أنت تعرفين انه عندك.. -عندي اش؟ بنادم .. سألني وقد بدأ ينفد صبره هل ستدفعين العربون الآن أم ماذا .. فقلت له لماذا هي مكلفة وما هي هذه الأعشاب فقال : أعشاب تجمع ب»الكرام» مثل اللوبان الحر والزعفران الحر ..راه إلى كانت عندك بنت والله لا طاحت غير بهادشي ..وهناك نساء»مرياحات» كيجيو عندي ماكيرساش بنادم فكرشهوم ... قلت له : سأعود إليك غدا صباحا رفقة والدتي فقال :الى بغيتي سيري عند الطبيب والله ما يخمم فيك خسهوم غير الفلوس.. أما أنا فكان راعي الله اش غدي ناخد من هاد الدنيا.. غادرت حانوته المكتظ الضيق وتساءلت عن حال النسوة اللواتي ينكمشن وراء الستار وعن أي غرض جئن من اجله... *عطار ومشعوذ: كل الأعشاب الساخنة تسقط الحمل و»الحنتيتة» عشبة تعجن مع الثوم ويتم الاحتفاظ بها من 30 حتى 100عام نشتري الكيلو منها بحوالي 2000 درهم ظل اسم «الحنتيتة «التي اسقطت حمل تلك السيدة والتي طردني من اجلها العطار العجوز عالقا في راسي، وأردت تقصي حقيقة هذه العشبة، فتوجهت إلى احد العطارين يعلق في سقف حانوته رأس الغزال وجلود الثعابين وفراء الثعالب وعلى الأرفف شموع من كل الألوان، وكأنك تقف أمام مغارة للسحرة ، اشتريت منه بعض الأغراض التي لم أكن في حاجة لها ووجهت له بعض الأسئلة كاي امرأة عادية ، فقلت له هل فعلا «الحنتيتة «تسقط الحمل فقال: علاش ليك نتي ..خلي ولدك يعيش .. أجبته بلا ولكن إحدى القريبات هي من «بخرت بها» قاطعني: واخسر بنادم.. فقلت: نعم رد علي هناك أعشاب ومواد لم نعد نستعملها لأننا نخشى أن تستعمل في الانتقام ، فكم من امرأة بلغ حملها خمسة أو ستة أشهر وتكون سعيدة بحملها، وتأتي «نسيبتها وكتقطع لحملها الحبول»، وأضاف «هذه الحنتيتة هي عشبة عادية لكنها تخلط مع الثوم وهو الذي يعطيها ذلك المفعول القوي لأنها تصبح نتنة أو كما قال «خانزة» مضيفا أي مادة نتنة تكون مضرة ، والحنتيتة تستعمل كعلاج لكن بعد أن أصبحت تستعمل للإجهاض وللانتقام اصبحنا نتفادى بيعها ، لان العطارين الذين يزودون بها «العشابة» هم من يصنعونها بالثوم وتخزن لمدة 30 عام وتباع ب2000 درهم للكيلو، وهناك من «العطارة اللي عندو ديال 100عام»..، وهذه هي الحنتيتة الأصلية أو حسب قوله بالفرنسية لpure وشوي كيتباع ب300حتى 400درهم، لكن كل ما يوصل للسجن ابتعد عنه، أفضل بيع كيلو من التمر على مثل هذه المواد سألته : ألا تبيع الأعشاب التي تصلح للإجهاض فأجاب كل الأعشاب تصلح للإجهاض، لأنها ساخنة وان تم الإكثار منها.. لكن القوية لا يمكنني إعطاؤها لأي كان فأخاف أن تكون مريضة بالقلب أو غيره وتموت، ..فقلت له ولكن حسب الذي تعلقه وتبيعه فكل هذه الأشياء مضرة بالصحة فسألني بمكر شديد: في رأيك هل يوجد مخ الضبع فقلت: نعم مادامت الضباع موجودة.. فقال جاءتني امرأة ثرية تطلب مخ الضبع تريد استعماله لزوجها، لم اقل لها غير موجود ، بل ذهبت معها إلى حيث تسكن وقمت بالعمل الذي أرادته وبدل المخ اشتغلت على قطعة من «الفرماج وجاب الله التيسير»ورجعت من عندها وفي جيبي 3ملايين سنتيم.. فقلت: إذا أنت تخادع وتوهم الناس ، فرد وما الذي يريده الناس نحن نشتغل على نقط ضعفهم ووسواسهم، والسحر كله وهم وإيحاءات ..فقلت ولكن السحر ذكر في القرءان... اقترب من وجهي وسألني: هل سبق ليك شفتي شي جن؟,,. وأنا أتحدث إليه، ارتفع صوت أذان المغرب دخل إلى مخدع ضيق يظهر من بابه شوالات مليئة ومرصوص فوقها كتب وأوراق، أشعل «السبسي»واخذ جرعات من دخان الكيف المحترق، قلت له سأتركك لتصلي المغرب ، فقال ساخرا وهل مثلنا يصلي ، نبيع الملح المصبوغ على أساس انه «زعزع.» واصلي ..حتى اذهب إلى الحج واترك هذه الحرفة بعد ذلك سأصلي أنا استعين بالكيف لأتابع.. فقلت : حرفة السحر.. فرد علي بأبيات شعرية للمجدوب كلها عن المراة، تركت حانوته وقد بدا لي شيطانا ذكيا تعلم «حروب النسا» وعرف من أين يأتي بالمال في زمن تدك فيه الأزمات بيوتا كانت إلى حين آمنة... ******* ممرضة تكشف خبايا تجربة مشاركتها في إجهاض العشرات من النساء *كنا نجري أكثر من خمس عمليات إجهاض يوميا كل عملية تستغرق اقل من ثلث ساعة وكنت افرغ الأجنة المجهضة في المرحاض لم تكن مرتبكة أو متحفظة لكنها كانت تتحدث بصيغة الماضي وبارتياح لأنها قررت المغادرة ليس لأنها ضد الإجهاض ولكن لأنها خافت من أن تصاب بمرض السيدا ، كون الطبيب لا يرمي القفازات التي يستعملها خلال الإجهاض بل كان يطلب منها أن تغسلها ويعاود استعمالها لمرات عدة حتى تتمزق,,,,كانت في بداية العشرينات تضع «مكياجا» خفيفا وتلبس سروال الجينز مع قميص ضيق عند الخصر، تقول الممرضة الشابة رغم المعاملة الجيدة التي كنت ألاقيها من الطبيب وحتى من الزبونات اللواتي كن يعطينني بقشيشا محترما كان خوفي من الإصابة بوباء السيدا اكبر من رغبتي في الاحتفاظ بالعمل رغم ما كان يحيط به من خطورة ومخاوف وشكوك ، فالممرضة التي جئت بدلها أخبرتني أن اغلب الحالات التي تتردد على العيادة هي للإجهاض فقط وليس العلاج، سألتها الم يكن ضميرك يؤنبك أو لنقل الوازع الديني أجابت : لا طبعا لكني لن أنسى حلما أو بالأحرى كابوسا رايته بعد تركي للعمل لقد رأيت تلك الأجنة وقد تحولوا لمجموعة من الأطفال يتحلقون حولي وأنا أهم بإفراغ زجاجة الدم في المرحاض ، كان كابوسا مزعجا لكن قرار تركي للعمل في تلك العيادة المشهورة بعمليات الإجهاض كان هو الخوف من الإصابة بعدوى السيدا من إحدى زبونات العيادة خاصة وان البعض منهن نفذن عمليات إجهاض متكررة وكن جميعا من بنات الليل ، وعن عدد عمليات الإجهاض التي كانت تشارك فيها قالت شاركت فيها كلها كنت أنا من يهيئ كل شيء وكان يأتي ّ»البناجّ « الذي يتعاون معه وفي نهاية كل عملية افرغ الزجاجة التي تمت فيها عملية شفط الجنين والمشيمة والأغشية في المرحاض كالعادة,,و كان يؤدي للبناج الذي لم يكن طبيبا بل هو ممرض يعمل في القطاع العام بين 200و 300درهم عن كل عملية..»سألتها عن مدى إقبال النساء المتزوجات على الإجهاض فردت اغلب الحالات كن يتراجعن في آخر لحظة و يفضلن الاحتفاظ بالجنين ، ولهؤلاء كان الطبيب يخفض ثمن عملية الإجهاض ,,,,اما الأخريات فكان يطلب حتى ألفين درهم سألتها لماذا ؟فقالت حتى يشعرن أن الإجهاض مكلف وليس متاحا قلت لها وبالنسبة لعمر الجنين قالت كان يقف عند حدود ألفين درهم للجميع وبالنسبة للواتي تجاوز حملهن ثلاثة أشهر كان يرسلهن إلى إحدى القابلات أو المولدات بتمارة ...سألتها الم يكن يصف للواتي مازلن في بداية حملهن أدوية تسقط الجنين دون اللجوء للإجهاض عبر التخدير أجابت : كان يعطيهن حبة دواء في مكتبه دون أن يكشف عن اسم هذا الدواء وكن غالبيتهن يعدن لإجراء عملية الإجهاض لان تلك «لحبة « ربما هي بدون مفعول ، سألتها عن سلوك الطبيب نحو مريضاته ، هل كان يتعاطف مع المريضات وينفذ عمليات الإجهاض حسب حالة المريضة، ويبحث الظروف التي دفعت بها إلى الإجهاض ؟ وهل كان يطلب بعض التحاليل؟.. قالت كان يسال عن الحالة العائلية ويقيس ضغط الدم ويقوم بالفحص بالصدى ويتم تحديد موعد الإجهاض وكما قلت فهو يخفض السعر للمتزوجات فقط، ويقبل بأخذ أشياء كرهن في حال طلبت المرأة مهلة حتى تجمع المبلغ المطلوب ، والمثير تقول الممرضة المنسحبة من عيادة الإجهاض هو كون الطبيب كان رجلا متدينا لا يخلف صلاة الجمعة في المسجد بل كان يترك كل شيء ويسرع للمسجد ، كما كان يحرص على تجديد الوضوء عند ملامسته لأي امرأة خاصة بعد الإجهاض، و أضافت كنا نشتغل حتى في رمضان وكان يقوم بعمليات الإجهاض»مور الفطور»ويأتي في الصباح ليمارس عمله صائما مصليا ، وقد اتسعت شهرة هذا الطبيب حتى أن بعض النساء جئن من الشمال للإجهاض عنده....سألتها الم يكن يتحرى الطبيب السرية فأجابت: لا كان يعتبر الإجهاض عملية روتينية والمريضة تطلب ذلك ومستعدة لدفع أي ثمن للتخلص من حمل هو في الغالب غير شرعي،...وكنت ارمز إلى عمليات الإجهاض في أجندة المواعيد بكتابة حرف c يعني curetage...سألتها إن كانت قد تأثرت بحالة فتاة أو امرأة، فردت :نعم هناك حالات عديدة لكن أبرزها كانت فتاة في مقتبل العمر كانت عزباء وجاءت رفقة والدتها التي كانت تبدو امرأة وقورة ومن مستوى عائلي محترم ، خضعت الفتاة للإجهاض والغريب أن الطبيب كان متمكنا لدرجة انه كان يستطيع أن ينفذ عملية الإجهاض ويحافظ على عذرية الفتاة ...واذكر أن إحدى الزبونات جاءت من تطوان وأخريات من مدن أخرى لأنهن لا يردن أن يعرفن أو يتركن أثرا وراءهن ... ومن المواقف المثيرة التي أتذكرها مجيء فتاة كانت تدرس معي في الثانوية ، تجاهلتني تماما وتعاملت معي بتأفف كأنها لا تعرفني كتبت الاسم وكان اسمها الذي أتذكره جيدا سألتها عن غرض الزيارة فقالت للفحص ظنا منها أني لن اعرف، وكانت مفاجأتها كبيرة حين وجدتني أقودها إلى قاعة الإجهاض وهناك قالت وهي خجلة من نفسها أنا متزوجة ولكني غير مستعدة للإنجاب...لكني كنت اعرف أن حملها غير شرعي وهناك حالات لموظفات وجامعيات ومضيفات طيران ومن مهن كثيرة جئن للإجهاض وكن ياتين صحبة أصدقائهن ، الآخر كان يأتي ليتأكد من إجهاضها حتى لا تخلق له مشاكل في عمله...لكن اغلب الزبونات هن من محترفات الجنس وكنت اكره هذا الصنف من النساء وأوبخهن لأنهن يتعاطين الدعارة بدون حماية ويشكلن خطرا على أنفسهن وعلى من يتعامل معهن مثل حالتي، كن يتذرعن بالفقر وبالتفكك العائلي ,,,لكنهن وجدن في الدعارة وسيلة لجلب المال بطرق سهلة وقذرة بدليل أنهن يملكن ثمن الإجهاض وهؤلاء الساقطات كن دائما ياتين وحدهن ، أما التي تأتي مع صديق فكنت أرى فيها ضحية فقدت شرفها ومستقبلها لأنها صدقت وعود رجل أغراها بالزواج وجاءت خاضعة له لأنها لا تملك خيارا آخر وربما لا تملك حتى ثمن التخلص من فضيحتها..سألتها إن كان الطبيب يتحرش أو يتجاوز حدوده مع مثل هؤلاء النسوة فأجابت :,,إطلاقا كان يقوم بعمله وأحيانا يطلق كلمات ساخرة خاصة حين يضطر إلى تمزيق غشاء البكارة للتخلص من حمل متقدم ،وأحيانا كثيرة يلزم الصمت,, لكنه طبيب متمكن ويقوم بكل العمليات التي تنقذ النساء من فضائح أبدية كترقيع البكارة والإجهاض وأحيانا يقوم بالإجهاض ويحافظ على بكارة البنت الحامل وهو في هذه الحال كمن يمنحها حياة جديدة وفرصة لمتابعة حياتها بشكل طبيعي كأي فتاة عذراء نظيفة لم تدخل عالم الجنس سواء برغبتها أو بدون رغبتها ,,, سألتها هل حدث ووقعت مضاعفات لإحدى المريضات أجابت طيلة المدة التي قضيتها في العمل لم يحدث أن عادت أي مريضة تشتكي من خطا أو من مضاعفات سلبية نتيجة الإجهاض، بل كانت هناك حالة سيدة عادت رفقة زوجها يطالبان باسترداد العربون الذي دفعاه لإجراء عملية إجهاض تراجعا عنها لكن الطبيب رفض رد العربون لهما بدعوى انه دفع ثمن « البناج» واشترى ما تحتاجه العملية من ادوات وأدوية وقد احدث الزوج الغاضب ضجة داخل العيادة، لكنه لم يؤثر في سير العمل داخل العيادة ولم يعلق الطبيب عليه ، فكما قلت هو رجل يفصل الدين عن العمل ولا يرى ما يخالف الشرع فهو يقوم بمهمة طبية وإنسانية ، وكل عملية لا تتجاوز عشرين دقيقة أو ربع ساعة واصفة إياه»بالعفريت» وهو ما يعني مجازا المتفوق,,, سألتها أيضا هل وافق على تركك العمل في العيادة بسهولة الم يستغرب قرارك هذا هو من كان يعاملك بشكل جيد ويعطيك منحا مادية حسب قولك، أجابت نعم لقد تفاجأ لكني أخبرته أني سأتزوج ولم استطع أن أقول له أني أخشى على نفسي من الإصابة بمرض السيدا بسبب القفازات الملوثة بالدم وتكرار استعماله لها.,,, سألتها في نهاية اللقاء معها :»هل أنت مع الترخيص للإجهاض والسماح بإجرائه في المستشفيات العمومية؟ أجابت بعد تفكير:لا سألتها : لماذا ؟ فأجابت: لان في ذلك تشجيعا للداعرات على التمادي في غيهن ، فانا عرفتهن عن قرب إنهن غير مكثرتات ، لكن بالنسبة للواتي سيضيع مستقبلهن فهؤلاء حالات خاصة ومن المفروض مساعدتهن...لأنه لا مستقبل للفتاة ولا للجنين الذي يولد خارج مؤسسة الزواج و الكثير من الشابات الحوامل جئن خانعات صحبة أب الجنين غير الشرعي الذي كان رافضا بالمطلق لهذا الحمل وهو من يدفع ثمن الإجهاض لحماية عمله والتخلص من فتاة لن يكثرت لأمرها مباشرة بعد خروجه من العيادة... المفروض تقول الممرضة أن يكون هناك تحسيس وتوعية الفتيات بعدم تسليم أنفسهن تحت أي إغراء أو غواية، إلا لمن اختار الزواج سبيلا للمعاشرة الجنسية ،أما خارج هذا الإطار فمصيرهن هو الإجهاض وضياع البكارة أو الفضيحة مع حمل مرفوض من الجميع حتى من أمه».. وسيطة»قابلة» متمرسة بأحد مستوصفات الرباط: التدخل يكون غالبا لإتمام إجهاض فاشل حسب إحدى الوسيطات ، التي التقيتها قصد اخذي عند «قابلة « في مركز صحي بحي شعبي هامشي بالرباط لإجراء مقابلة معها، والتي قبل أن تبدأ الحديث أخذت مني وعدا أن لا اكتب ما يضر المرأة، التي اعتبرتها فاعلة خير بالدرجة الأولى معتبرة ما تأخذه مقابل هذا العمل هو «حلال عليها»، مؤكدة أن هذه القابلة تتدخل فقط لإتمام «إجهاض» وقع بطرق عشوائية ، وغالبا ما تكون الفتاة في حالة صعبة وأي تأخر في تقديم العلاج قد يهدد حياتها، فتقوم بتقديم المساعدة عبر إنهاء عملية الإجهاض طبيا بإفراغ الرحم وتنظيفه مع إعطاء المريضة أدوية، وعن الثمن الذي تأخذه قالت :1300 درهم أو حسب الحالة وفترة التتبع..سألتها عن وضع النساء اللواتي قدمت لهن المساعدة، فقالت «هن في الغالب عزبات»، سألتها إن مرت عليها حالة صعبة فقالت كل الحالات صعبة ومؤثرة ، والأسوأ أن بعض النساء يقمن بإجهاض أنفسهن عبر إدخال أدوات بلاستيكية وأدوية لها تبعات مدمرة، ولان الإجهاض لا يتم انهاؤه يصبن بتعفنات خطيرة أو تهتكات في الرحم ما يفرض نقلهن إلى مستشفى متخصص ، يحدث هذا لكثير من النساء خاصة البنات اللواتي يتم التغرير بهن، وخوفا من الفضيحة يقمن باستعمال اي شيء للتخلص من الحمل كوضع مادة «الشبا» او ادوية» فوارة»في المهبل ولا يراجعن الطبيب أو المولدة، حتى يصبن بتعفنات تكلفهن حياتهن .. قبل مقابلة «المولدة» أكثرت الوسيطة من التأكيد على عدم نشر أي معلومة تشير إلى المرأة، بدعوى أنها لا تستطيع أن تسبب لها مشاكل قد تأتي من وراء نشر هذا الموضوع،وأمام إلحاحها تخليت عن مقابلة «فاعلة الخير هذه» فالوسيطة قالت ما يكفي ... * **** توزيع وسائل منع الحمل بالمجان للمتزوجات فقط وسوء معاملة الممرضات من اجل تنظيم الأسرة سلكت وزارة الصحة سياسة توزيع وسائل منع الحمل بالمجان، حتى في العالم القروي ، ومنها حبوب منع الحمل و الواقي الذكري واللولب ، لكنها توزع على النساء المتزوجات فقط داخل المستوصفات الموجودة في نطاق سكنهن، وفي زيارة لنا لأحد المستوصفات بالرباط قصد اخذ موعد للاطلاع على عملية توزيع هذه الأدوية لاحظنا وجود العديد من الأمهات اللواتي ولدن حديثا يتجمعن قرب إحدى القاعات لإعطاء اللقاحات لأطفالهن وأيضا لأخذ الوسيلة الملائمة لمنع الحمل والرضاعة، وصادف وجودنا هناك وقوف امرأة تحمل رضيعا تقف إلى جانب سيدة أخرى عرفنا من خلال كلامها أنها أم الزوج كانت المرأة شديدة الشحوب وتكاد تسقط أرضا من شدة الضعف، كانت تشتكي للممرضة من إصابتها بفقر الدم والأسوأ أنها حامل مرة أخرى ورضيعها في الشهرين الاوليين من حياته لا تستطيع إرضاعه ولا تتحمل أعراض الحمل الجديد، وفي نفس الوقت لامت باستحياء الممرضة لأنها لم تنصحها بأخذ حبوب منع الحمل في الشهر الأول بعد الولادة ، ..كانت المرأة متألمة وأم الزوج تنهرها وتتوعدها إن هي أساءت إلى ما في بطنها، أما الممرضة فكان لسان حالها يقول «وهل قلت لك نامي معه ؟؟ كان ذلك اليوم مخصصا لتطعيم الرضع وإعطاء النساء حديثات الولادة وسيلة لمنع الحمل ..خرجت امرأة في الأربعينات من عمرها من قاعة التطعيم غاضبة وهي تلعن إحدى الممرضات وقفت موجهة كلامها لباقي النساء «طلبت الكينة فقالت لي : واش كيشربوها معاك بناتك..» سوء المعاملة داخل المستشفيات العمومية هو احد الوجوه البشعة لقطاع الصحة في البلاد والذي يدفع العديد من المواطنين إلى القطاع الخاص تفاديا للإهانة أو البقاء في البيت وتحمل الألم.. وربما الموت.. حبوب منع الحمل الاستعجالية Norlevo فعالة لمنع الحمل غير المرغوب فيه تباع في الصيدليات بدون وصفة طبية اغلب المستجوبات لم يسمعن بهذه «الحبة» ومنهن صحافيات ومهندسات وتقنيات أما النساء الأخريات فكان الجهل المطبق حبوب منع الحمل الاستعجالية بدأ تسويقها في المغرب منذ 2005 حسب أحد المصادر الطبية، لكن أقراص Norlevo بدأ تسويقها بشكل قانوني مع شغل ياسمينة بادو كرسي وزارة الصحة ، حيث قامت الوزيرة السابقة بتنفيذ هذه الخطوة التي اعتبرت في حينها جريئة لكن لم تواكبها حملة إعلانية تظهر مدى فعاليتها في منع حدوث الحمل غير المرغوب فيه بعد علاقة جنسية غير محمية ، و مفعول هذه الحبة التي دخلت الأسواق المغربية في 2008 يكون قويا عند أخذها في اليوم الأول بعد العلاقة غير المحمية وذلك بنسبة تصل إلى 95% وبنسبة 85% في اليوم الثاني ويتراجع مفعولها الى نسبة 55% في اليوم الثالث أي بعد 72ساعة من الاتصال الجنسي غير المحمي، وهي تدخل ضمن حبوب منع الحمل وليست حبوبا مجهضة بل مانعة للتخصيب، وتباع في الصيدليات بدون وصفة طبية ،العلبة تحمل حبة واحدة والثمن 90 درهما ، بعد تناولها على زوج المرأة استعمال العازل الطبي حتى تأتيها الدورة الشهرية فترجع إلى وسيلة منع الحمل المعتادة لديها.. وتبقى حبة norlevo وسيلة فعالة لتفادي الحمل غير المرغوب فيه وتفادي البحث عن الإجهاض بكل ما يحيطه من بلاوي..لكنها ليست مضمونة 100% المؤسف إننا خلال استجوابنا لأزيد من 20 امرأة اغلبهن من الصحافيات والمهندسات ومن مهن أخرى صرحن بأنهن لا يعرفن هذه الحبة