عقد الأخ حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال مرفوقا بالأخ رحال المكاوي عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال المكلف بالعلاقات الخارجية، جلسة عمل مع السيد طوماني دجيمي ديالو سفير دولة مالي بالمملكة المغربية ، يوم الأربعاء 06 مارس 2013 بالمركز العام للحزب ، وقد تباحث الطرفان حول القضايا التي تستأثر بالاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأوضاع السياسية بدولة مالي في ضوء الحرب على الإرهاب،والدور البارز الذي لعبه المغرب في إطار الدفاع عن أمن و سيادة دولة مالي ،والمبادرات التي يمكن أن يلعبها حزب الاستقلال من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين. وتناول الكلمة في البداية الأخ الأمين العام لحزب الاستقلال، مؤكدا عمق الرابط الروحية والتاريخية والاقتصادية بين المغرب ومالي ، وأبرز أن الدولة المغربية بشكل عام وحزب الاستقلال بشكل خاص ظلا يوليان أهمية قصوى لتعزيز العلاقات مع هذه الدولة الشقيقة التي تعتبر فاعلة في المنطقة ، مشيرا إلى أن مدينة فاس على وجه الخصوص ظلت لها ،عبر التاريخ ،علاقات وطيدة مع معظم المدن المالية وفي مقدمتها تومبوكتو. وقال الأستاذ حميد شباط أن الشعب المغربي يتابع باهتمام كبير التطورات المتسارعة التي يشهدها هذا البلد الشقيق، حيث سارعت الدولة المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس ، منذ البداية ،إلى الإعلان عن تضامنها ودعمها اللا مشروط للشعب المالي في مواجهة الإرهاب وتجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها . وأكد الأخ حميد شباط أن حزب الاستقلال ظل دائما ينادي بجعل دولة مالي جزءا لا يتجزأ من الاتحاد المغاربي، وذلك في إطار تكتل قوي قادر فعلا على اجثثات الإرهاب من جذوره، باعتبار أن محاربة الإرهاب لا يمكن القيام بها في إطار تنازع المصالح بين الدول . وعبر الأمين العام لحزب الاستقلال عن استعداده لتقديم الدعم اللازم لفائدة الأشقاء الماليين من أجل تجاوز ظروفهم الصعبة والعمل على بناء مالي كبلد ينعم بالأمن والاستقرار في إطار المؤسسات الديمقراطية،مشيرا إلى أن حزب الاستقلال مستعد في البداية لاستقبال مجموعة من أطفال وشباب مالي للاستفادة من دورات التأطير ومخيمات الاستجمام للتخفيف عليهم من التأثيرات السلبية التي خلفتها الأعمال الإجرامية التي قامت بها الجماعات الإرهابية . وقال الأستاذ حميد شباط إن القيادة الجديدة لحزب الاستقلال مستعدة أيضا لفتح صفحة جديدة من العمل المشترك مع الأحزاب المالية التي تتقاسم معه نفس المواقف من أجل تطوير العلاقات بين البلدين الشقيين نحو الأفضل . وقدم السفير المالي السيد طوماني دجيمي ديالو ، في البداية ، تهانيه للقيادة الجديدة لحزب الاستقلال وعلى رأسها الأخ الأمين العام حميد شباط ، حيث استطاع حزب الاستقلال خلال مؤتمره الأخير ، حسب تعبير السيد السفير المالي ، أن يحقق نجاحا ساحقا في ترسيخ أسس الديمقراطية داخل المشهد السياسي بشكل خاص والمغرب بشكل عام ، مبرزا أن من شأن ذلك أن يكون له انعكاس إيجابي على مختلف التنظيمات النقابية والحزبية والثقافية والمجتمع المدني و مؤسسات الدولة برمتها ليس فقط داخل المغرب ولكن في إفريقيا والعالم بأسره ، باعتبار أنه حزب كبير يتجاوز إشعاعه المملكة المغربية . وتحدث السفير المالي عن طبيعة العلاقات التي تربط بين المغرب ومالي والتي ظلت ،حسب تعبيره، تتميز بالمثانة والقوة ، معبرا عن امتنانه لمختلف مظاهر الدعم التي تقدمها المملكة المغربية للشعب المالي ، خصوصا في محنته في مواجهة الإرهاب، مؤكدا أن المغرب كان أول من نبه إلى خطورة الجماعات الإرهابية بالمنطقة ، وكان سباقا إلى وقوفه ،بدون شروط، إلى جانب دولة مالي في إطار الدعم الإنساني والمادي والسياسي والدبلوماسي. وأوضح السيد السفيران الشعب المالي مازال في حاجة إلى المزيد من المساعدة والدعم لتجاوز مخلفات العدوان الإرهابي الذي تعرض له ، مشيرا إلى أنه بعد العمليات العسكرية الناجحة وإعادة التحكم في المدن المالية الكبرى واستمرار اندحار الإرهابيين، فإن الضرورة تقتضي مواصلة تطهير البلد من جيوب التطرف والإرهاب، وبذل مجهود على الواجهة السياسية بالتركيز على العملية الانتخابية لمختلف مؤسسات الدولة ،بما يضمن الشرعية والمصداقية للنظام السياسي وفتح الحوار السياسي مع مختلف الفرقاء وتحقيق المصالحة بين مختلف جهات ومناطق دولة مالي ، مشيرا إلى أن الدولة بذلت مجهودا كبيرا خلال السنوات الأخيرة من أجل النهوض بشمال البلاد ، حيث تم إنجاز العديد من الاستثمارات في هذا المجال. وقال السفير المالي إن بلاده ترغب في الاستفادة من تجربة المغرب على مستوى سياسة اللامركزية والجهوية، وكذا من تجربته على مستوى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،مؤكدا استعداده للقيام بما يلزم من أجل تعزيز علاقات الأخوة بين مالي والمملكة المغربية الشقيقة .