عقد الأخ حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال يوم الاثنين 11 فبراير 2013 بالمركز العام للحزب، جلسة عمل مع السيد السفير الأوكراني المعتمد بالرباط، انصبت على تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا التي تهم الطرفين. ووجه السفير الأوكراني في البداية الشكر لحزب الاستقلال على تنظيم هذا اللقاء، مبرزاً أهمية الحوار مع الأحزاب السياسية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بحزب سياسي كبير كحزب الاستقلال الذي راكم تجربة مهمة في النضال السياسي وفي التدبير الحكومي. وأشار الدبلوماسي الأوكراني إلى جودة ومتانة العلاقات بين المغرب وأوكرانيا، مبرزا تطابق وجهات النظر بين البلدين في عدد من القضايا الدولية والإقليمية، مشيدا بالتجربة المغربية في الإصلاحات السياسية وبالاستقرار السياسي، مؤكدا أن المغرب يلعب دورا مهما في استقرار منطقة شمال إفريقيا. وذكر السفير الأوكراني أن العلاقات التجارية بين البلدين سجلت ارتفاعا بنسبة 57٪ خلال السنة الماضية، وأن أوكرانيا تستورد من المغرب الفوسفاط والمنتوجات البحرية بالإضافة إلى منتوجات الصناعة التقليدية وغيرها، كما تعتبر ثاني مورد للقمح بالنسبة للمغرب، وهي تستقبل عددا مهما من الطلبة المغاربة في مؤسساتها التعليمية (حوالي ألفين (2000) طالب في الوقت الحالي). وشدد السفير على ضرورة دعم العلاقات البرلمانية بين البلدين، من خلال مجموعة الصداقة الأوكرانية المغربية بالبرلمان، وكذا من خلال جمعية الصداقة المغربية الأوكرانية. وأكد الأخ الأمين العام، الذي كان مرفوقا بالأخ رحال المكاوي عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال المكلف بالعلاقات الخارجية، أن هذا اللقاء يندرج في إطار انفتاح حزب الاستقلال على كافة الهيئات الدبلوماسية المعتمدة في المغرب، وهي تهدف إلى المساهمة في تقوية العلاقات بين المغرب والدول الصديقة. وأوضح الأخ الأمين العام، أن حزب الاستقلال يرغب في مد الجسور وربط العلاقات مع الأحزاب التي تقاسمه نفس التصورات والمواقف بأوكرانيا وخصوصا الأحزاب المحافظة والديمقراطية وأحزاب الوسط. وأبرز حميد شباط أن القيادة الجيدة لحزب الاستقلال ترتكز على مجموعة من الأولويات سواء على مستوى الداخلي أو في العلاقات الخارجية منها أولوية النهوض بالعلاقات الاقتصادية والتصدي للتحديات التي تعرفها منطقة الأورو والمنطقة العربية وتنسيق الجهود لمحاربة الإرهاب. وانتقل الأخ الأمين العام إلى الحديث عن المذكرة التي وجهها الحزب إلى رئيس التحالف الحكومي، مشيرا إلى أن الهدف الأساس من هذه المذكرة هو إنجاح التجربة الديموقراطية والإصلاحات الكبرى التي انخرط فيها المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس وبمشاركة الأحزاب السياسية، مؤكدا أن الخيارات الاستراتيجية للحزب تتمثل في ضمان استقرار البلاد وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بعيدا عن الهرولة نحو ربح المقاعد في الانتخابات. وأكد حميد شباط أن أولويات حزب الاستقلال، خلال هذه المرحلة بالضبط، هي العمل على تنزيل مضامين الدستور الذي يعتبر من الدساتير المتقدمة في العالم، وذلك عبر التوجه نحو النهوض بالاقتصاد الوطني، وتقوية الهوية الوطنية بمختلف مكوناتها، والإسراع بإخراج القوانين التنظيمية إلى حيز الوجود وفي مقدمتها تلك التي تهم عمل الحكومة والبرلمان، وفتح حوار وطني، بمشاركة جميع الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، حول الأوراش الإصلاحية، وعلى رأسها، إصلاح صندوق المقاصة وصناديق التقاعد، مؤكدا أن الإصلاح الأول يجب أن يرتكز على تشخيص واضح وتحديد الفئات المستهدفة ومعرفة شروط وآليات الدعم، كما أن الإصلاح الثاني يجب أن يرتكز على مقاربة شاملة انطلاقا من مفهوم الحماية الاجتماعية.