تجاهد قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية معززة بالحاضنة الجزائر، في توظيف جميع الإمكانيات المادية والإعلامية والديبلوماسية لممارسة الضغط في قضية الأحكام الصادرة على المتورطين في أحداث مخيم أكديم إيزيك الرهيبة، ولم تترك هذه الجبهة موقعا ما، إلا وسارعت إلى شغله بأسطوانة افتقاد المحاكمة إلى شروط العدالة وأن المحاكمة كانت سياسية. قيادة الرابوني حركت جميع أوراقها في جميع أصقاع المعمور من الأرجنتين إلى الجزائر مرورا بأوربا. لكن ثمة خلاصات لابد من توضيحها للرأي العام، أول خلاصة أن الذين تجاوبوا مع حملة قيادة البوليساريو الانفصالية في هذا الصدد لم يتعدوا جهات لا تأثير لها، إذ باستثناء بعض النواب في البرلمان الأوربي (وليس البرلمان الأوربي كما ادعى الإعلام الجزائري وإعلام البوليساريو) فإن الباقين مجرد لجان هنا وهناك تحركهم قيادة الرابوني كلما احتاجت إلى ذلك وهي التي تمول وجود هذه اللجان أصلا. والحقيقة، وهذه هي الخلاصة الثانية، أن قادة الجبهة الانفصالية يخوضون هذه الحملة ليس حبا في سواد عيون الشباب الذي أدين برزمة ثقيلة من سنوات السجن، بل إن الهدف الرئيسي هو التعتيم على ما بدأ يصدر من ردود الفعل داخل قبائل صحراوية خصوصا القبائل التي تنتمي إليها مجموعة الشباب المدان، ردود فعل تعبر عن سخطها العارم على قيادة استخدمت أبناءهم حطبا في لهيب ملتهب، استخدمتهم لاقتراف جرائم فظيعة جدا في مخيم أكديم إزيك بهدف إثارة انتباه الرأي العام الدولي من خلال افتعال أزمة حادة تستغلها قيادة الرابوني سياسيا وإعلاميا، أما الشباب الذي استخدم في هذه المعركة فهو مجرد منديل ورق ما أن استعملته قيادة الجبهة الانفصالية حتى ألقت به في أول بالوعة صادفتها في الطريق. قيادة الجبهة تجاهد لملء الفراغ للحد من تداعيات هذا الشعور الحقيقي لذلك يلاحظ المراقبون أنها تستخدم مواصفات السرعة الأخيرة بالنظر إلى الخطورة البالغة التي يكتسيها هذا الشعور من طرف القبائل الصحراوية بالنسبة إليها.