إندلعت يوم أمس الأحد اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومحتجين بمدينة "بورسعيد" المصرية بعد إعلان وزارة الداخلية أن مسجونين ينتظرون الحكم في قضية شغب ملاعب نقلوا من سجن المدينة التي تقع على البحر المتوسط. وكانت محكمة جنايات "بورسعيد" التي عقدت جلساتها في القاهرة قررت في 26 يناير إحالة أوراق 21 متهما معظمهم من سكان المدينة إلى المفتى تمهيدا للحكم بإعدامهم في جلسة النطق بالحكم يوم السبت المقبل. وكان ألوف احتجوا على قرار المحكمة بعد صدوره وخاضوا معارك شوارع مع الشرطة بالمدينة استمرت أياما وأسفرت عن مقتل أكثر من 40 من المحتجين، وسيصدر الحكم يوم السبت بشأن 73 متهما في القضية. ونقلت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" قول مصدر أمني بوزارة الداخلية إن 39 من المتهمين المسجونين نقلوا من سجن "بورسعيد". وكان ضابط وأمين شرطة قتلا بالرصاص بعد صدور قرار إحالة أوراق 21 متهما إلى المفتي فيما قالت المصادر الأمنية إنها محاولة من جانب مسلحين لاقتحام السجن وإطلاق سراح المتهمين. وقال شاهد عيان لوكالة "رويترز" إن مئات من سكان "بورسعيد" تظاهروا أمام مبنى مديرية الأمن فور انتشار أنباء عن نقل المسجونين ورشقوا المبنى بالزجاجات الحارقة والحجارة. وأضاف أن الشرطة ردت عليهم بقنابل الغاز المسيل للدموع والحجارة التي ألقوها. وزاد عدد المتظاهرين بمرور الوقت إلى نحو ألفين خاضوا معارك كر وفر حول مبنى مديرية الأمن وفي شوارع جانبية. واستخدمت الشرطة مدرعات في ملاحقة المحتجين. وقال الشاهد إن متظاهرين توجهوا إلى المحكمة الإبتدائية بالمدينة وحطموا واجهة المبنى الزجاجية. وكان أكثر من 70 من مشجعي الفريق الأول لكرة القدم بالنادي "الأهلي" القاهري قتلوا في الأول من فبراير العام الماضي بعد مباراة للفريق مع فريق "المصري" البورسعيدي بملعب "بورسعيد" فيما يمثل أكبر كارثة رياضية في تاريخ البلاد. وقال مشجعو "الأهلي" إن الشرطة دبرت للشغب انتقاما منهم لدورهم في الثورة التي أسقطت الرئيس "حسني مبارك" عام 2011 واحتجاجات تالية نظمت في فترة انتقالية أدار شئون البلاد خلالها المجلس الأعلى للقوات المسلحة. ولا تزال الرابطة تهدد في صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي ال"فيس بوك" بنشر الفوضى إذا لم تصدر المحكمة أحكاما مشددة على المتهمين يوم السبت. وتظاهر عدد من أعضاء الرابطة يوم الأحد أمام مبنى البنك المركزي بوسط "القاهرة" لفترة من الوقت بحسب شهود عيان وصفحة "ألتراس أهلاوي" التي قالت إن أعضاء في الرابطة قطعوا أيضا طريقين سريعين خارج "القاهرة". وجاء على صفحة "ألتراس أهلاوي" في ال"فيس بوك" يوم الأحد "موعدنا 9 مارس... القصاص منكم أو بدمكم" فيما يشير إلى المتهمين من رجال الشرطة. وقال شاهد عيان لوكالة "رويترز" في مدينة "الإسماعيلية" المجاورة إن ناشطين قطعوا طريق السكة الحديد بين "القاهرة" و"بورسعيد" المار بالمدينة لنحو ساعتين. وأضاف أن النشطاء الذين يحاولون فرض عصيان مدني على المدينة قطعوا المرور حوالي ساعة أمام مبنى ديوان عام محافظة "الإسماعيلية" بالمدينة وأمام مجلس المدينة لنحو ساعتين. وقال مصدر آخر أن الجيش هو الذي حمى المتظاهرين وقام مساء الأحد بحملة اعتقالات واسعة فى شوارع "بورسعيد" لضباط وأفراد مرتزقة "بزي الداخلية" تابعين لنفس الحزب، ويتم التأكد من هوياتهم بعد ورود معلومات تؤكد أن هناك أكثر من 300 عنصر من ميليشيات "حماس" يرتدون زي الشرطة ضباطا وأفرادا و مسلحين بنفس أسلحتها وقد أكد مصدر عسكري أنه سيتم إعدام أي فلسطيني مشترك في أحداث "بورسعيد". من جهته قال مصدر لجريدة "العلم" أنه إذا ثبتت صحة المعلومات التى تقول أن عدد من المنتمين لحزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسي ل"جماعة الإخوان المسلمين" فى "بورسعيد" يقومون بإطلاق الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع على أفراد الجيش لإثارة مزيد من الفتنة بين الجيش وأهالي "بورسعيد" وبين الجيش والشرطة فإن تأكد ذلك فإنه يستوجب إيقاف نشاط هذا الحزب بتهمة إثارة الفتنة وتخريب الوطن.