لا تزال الإنجازات التي حققها المغرب في مجال الاصلاحات الاقتصادية والسياسية التي انخرط فيها تجد صدى واسعا في أوساط المحللين والمستثمرين في أروبا وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية. وسواء تعلق الأمر بالإصلاحات الاقتصادية الهادفة إلى الرفع من وتيرة النمو والنهوض بمجموعة من القطاعات الأساسية، أو بالإصلاحات الاجتماعية التي تتوخى تحسين الأوضاع المعيسشية للمواطنين وخلق فرص الشغل، تتجه محتلف التحليلات إلى أن المغرب قام بخطوات كبيرة على طريق التطور. وشكلت المخططات القطاعية والأوراش الكبرى والحوافز الممنوحة للاستثمار أهم المحاور التي ارتكز عليها في السنوات الأخيرة لتحقيق القفزة الضرورية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وتعد قطاعات مثل السياحة من خلال «رؤية 2010» والفلاحة من خلال «المغرب الأخضر» والصناعة من خلال «ايمرجونس» وغيرها من المخططات القطاعية بتحقيق مزيد من النجاح في أفق توفير الشغل للمواطنين وتحسين أوضاعهم المعيشية، خاصة أنها مكنت من الرفع من معدل النمو السنوي مع ملاحظة أن هذا المعدل لم يعد متأثر بالمواسم الفلاحية المتقلبة وإنما بالدينامية التي تعرفها القطاعات غير الفلاحية. وفي هذا الإطار كتبت مجلة (فوربس) الأمريكية أن المغرب أصبح يفرض نفسه كوجهة اقتصادية وسياحية متميزة مشيرة إلى أن برنامج التحرير الاقتصادي والسياسي والاجتماعي «كان له أثر ملحوظ». وأبرزت المجلة في عدد خاص بالإصلاحات التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس بالمغرب تحت عنوان «مغرب عصري بكل معنى الكلمة» أنه بفضل هذه الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية أصبحت المملكة تفرض نفسها كوجهة اقتصادية وسياحية متميزة. وأكدت المجلة الأمريكية أن برنامج التحرير الاقتصادي والسياسي والاجتماعي «كان له أثر ملحوظ» مسجلة أنه منذ سنة2001 قارب النمو الاقتصادي نسبة5.4 في المائة بينما تجاوزت الاستثمارات الأجنبية المباشرة 34 مليار درهم. وأبرزت المجلة في عددها الصادر يوم27 أكتوبر أن هذه الإصلاحات استقطبت أكبر المقاولات العالمية مشيرة على سبيل المثال إلى شركة (أنتلكو) فرع شركة (غازبروم) الروسية العملاقة المتخصص في مجال العقار التي استثمرت بالمغرب حوالي 13 مليار درهم في مشاريع عقارية فخمة بمنطقة الريف. كما أشارت المجلة التي يتجاوز عدد قرائها بأمريكا الشمالية 5.4 مليون قارئ إلى شركة صناعة السيارات الفرنسية (رونو) التي تقوم ببناء وحدة بطنجة بغلاف مالي يبلغ8 مليارات درهم. وقالت إنه حتى ومن دون توفره على موارد نفطية أو غازية هامة فإن المغرب تمكن عبر تنويع اقتصاده مع العمل على تعزيز القطاعات التقليدية من فرض نفسه ضمن الوجهات الأكثر استقطابا للمستثمرين القادمين من الشرق الأوسط وأوروبا والولاياتالمتحدة. وقد قدمت المجلة معلومات هامة حول المؤهلات التي يتوفر عليها المغرب باعتباره وجهة جذابة للاستثمار موجهة لصناع القرار الذين يشكلون جزء من قرائها.