في مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تحت عنوان "مرسي والجنرال" قال "دانييل نيزمان" مسئول شئون الشرق الأوسط بمؤسسة "ماكس سكيوريتي" الإستخباراتية أن الجيش المصري يمهد الطريق لعودة الحكم العسكري بعد تزايد الغضب على الرئيس "محمد مرسي". وعلقت الصحيفة على سلوك "عبد الفتاح السيسي" المعين من قبل "مرسي" أنه سحب الجيش إلى خلف المجال السياسي واستعادة المكانة التي فقدها الجيش خلال الفترة الإنتقالية المضطربة في "مصر" والذي وصفته الصحيفة بأنه "تراجع تكتيكي" كان الجنرال "السيسي" يراقب مرتاحا تراجع قوة "جماعة الإخوان المسلمين" الجامحة. ويقول الكاتب ساخرا إن الجنرال لم ينتظر طويلا ليبدأ مشاهدته، ففي نونبر الماضي انزلقت البلاد إلى العنق بعد الإعلان الدستوري للرئيس "مرسي" وغرقت البلاد في اضطرابات لمدة شهر بدأ الشق يتسع بين الجنرال "السيسي" و"جماعة الإخوان"، وتمثل في رفض الجيش إرسال قوات لحماية مقرات "جماعة الإخوان المسلمين" ثم في رفض الرئيس توسط الجيش بين الرئيس والمعارضة. وعلى الرغم من "دوار الهبوط" الذي يعاني منه الإقتصاد المصري إلا أن "السيسي" رفض مبادرة الرئيس بالسماح ل"قطر" أن تشتري أراض في شبه جزيرة "سيناء" لبناء منتجعات سياحية، ومنطق "السيسي" في ذلك أنه لن يتخلى عن أراض مات في سبيلها أبناؤها للأجانب، واعتبر الكاتب هذا الموقف تحديا علنيا لسلطة "مرسي" على الرغم من سعيه إلى إعادة ضبط التوازن بين الجيش والجماعة وهو ما برهن عليه، وفقا للصحيفة. من جهته ذكر الموقع الرقمي لصحيفة "WORLD TRIBUNE" الأمريكية، أن جنرالات الجيش المصري يراقبون النظام الإسلامي للرئيس "مرسي". وقال الجيش إنه يتابع عن كثب هجوم الرئيس على المتظاهرين على مستوى الجمهورية لمنع اغتصاب المدنيين. وقال رئيس أركان القوات المسلحة "صدقي صبحي" أعيننا تتابع ما يجري على الأرض بدقة، وإذا ما احتاج الشعب المصري الجيش للنزول، فسيكون هذا في غضون أقل من ثانية. وقالت الصحيفة، إن قادة القوات المسلحة قد ضاق بهم ذرعا بسياسات "مرسي" والإخوان". وهذا ما يحدد التحذير الثاني للرئيس تجاه العنف المتصاعد بين الرئيس والمتظاهرين. وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن الجنرال "السيسي" قد حذر من انهيار "مصر" وعرض قيامه بتلطيف الجو بين النظام الحاكم والمعارضة. وقال "السيسي" إنه لن يسمح ل"الإخوان" بالهيمنة على الجيش. وعلقت الصحيفة الأمريكية على عصيان الجيش بالإنضمام للشرطة لردع المتظاهرين فى مدن القناة، ما دعا بعض عناصر "الإخوان" للمطالبة بتغيير "السيسي". غير أن الصحيفة لفتت الإنتباه إلى دعم "الولاياتالمتحدةالأمريكية" ل"السيسي" وقيامها بدعم الجيش المصري ب 1300 بليون دولار. وقال دبلوماسي غربي على حد قول الصحيفة، أن أمريكا ستواصل دعمها للرئيس المصري إذا إلتزم بضبط النفس. يذكر أنه حدثت إضطرابات في عدة مدن بداية من ذكرى ثورة يناير وكذلك العلاقة بين "الإخوان" والجيش تسير من سيء إلى أسوأ، وفي مدن القناة لم ينفذ الجيش أمر الرئيس بحظر التجول، وإنما كسروا الحظر جنبا إلى جنب مع المواطنين.