يصادف انخفاض درجات الحرارة وهطول الأمطار انتشار أمراض مرتبطة بهذا الموسم، وتتعلق بنزلات البرد والحمى والزكام، وكثير من المواطنين يستصغرون آثار وتداعيات هذه الأمراض خصوصا لدى الأطفال والمصابين بأمراض أخرى، ويكتفي الغالبية من المصابين بالالتجاء إلى أقرب صيدلية وقد ينوب شخص معافى عن المريض ويقدم أعراض المرض للصيدلي الذي يبيعه أدوية ليست مصنفة في اللائحة الأولى، أي يقدم له أدوية لاتستوجب وجود وصفة طبية صادرة عن طبيب معترف به. هذا السلوك ترتبت عنه عواقب وخيمة في دول أخرى، لذلك سارعت بعض الدول إلى التقليص ما أمكن من لائحة الأدوية التي يمكن بيعها بدون اشتراط وجود وصفة طبية خاصة، وفي هذا السياق قررت مؤخرا اللجنة الوطنية الفرنسية لليقظة الدوائية منع البيع المباشر لبعض الأدوية ودون وجود وصفة طبية، وبررت ذلك بأن هذه الأدوية لها أعراض غير مرغوب فيها قد تصل حد الجلطة الدماغية أو السكتة القلبية، وحددت لائحة هذه الأدوية في (ActiFed - Rhinadvil - Humex - Dolirhune) وهي جميعها أدوية يكثر تناولها خلال هذا الفصل. هذا القرار يطرح إشكاليات بالنسبة لاستهلاك هذه الأدوية في بلادنا دون اشتراط وجود وصفة طبية صادرة عن طبيب معترف به، وإذا كان دواء actifed أصدرت في شأنه السلطات الصحية في بلادنا قرارا، فإن باقي أنواع الأدوية التي أدخلتها السلطات الفرنسية الطبية المختصة للائحة (A) يصبح بيعها متوقفا على وجود وصفة طبية لم تنل حظها من اهتمام المصالح الطبية المختصة في بلادنا، وهو أمر في حاجة ملحة إلى توضيح.