أفادت مصادر طبية أن مؤشر معدل الإصابات بالزكام هذه الأيام عرف وتيرة تصاعدية بالرغم من لجوء مجموعة كبيرة من المواطنين إلى التلقيح السنوي، خاصة مع توقف التساقطات المطرية وانتشار موجة الصقيع في مجموعة من المدن . مصادر صيدلية أفادتنا بأن الإقبال على المضادات الحيوية وأدوية نزلات البرد ارتفع بنسبة 80 % في هذه الفترة من السنة ، مضيفة أن أزيد من 90 % من المواطنين الذين يصابون بالزكام لا يزورون الطبيب على الأقل في الأيام الثلاثة الأولى من التعرض لنزلة البرد، بل يكتفون بمراجعة الصيدلية واقتناء أدوية تعودوا على تناولها عند كل إصابة برد، ولا تتم استشارة الطبيب إلا في حالات نزلات البرد المزمنة، خاصة وأن الإصابة بنزلات البرد في الغالب لا تتجاوز مدتها ثلاثة أيام في حالات الأشخاص ذوي المناعة القوية، وهذه المدة تزيد في حالات الضعف الجسماني ونقص التغذية . إلا أن صعوبة الاصابات بهذا الفيروس تكمن بالنسبة للمسنين والرضع، وكذا المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة كداء السكري مثلا ،اضافة الى الأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة. ويشكل عامل العدوى العنصر الرئيسي في انتشار الإصابات بنزلة البرد، مما يستلزم عدم الاحتكاك بمن لهم الأعراض خاصة في الأيام الأولى. وبحسب المصادر الطبية، فإن الفيروس المسبب لنزلات البرد القاسية، ليس خطيرا، غير أن له بعض الخاصيات، كتحوله بشكل مفاجئ، مما يجعل التلقيح المسبق ضد الإصابة به غير ناجع في بعض الأحيان خاصة وأن التلقيحات التي قد تستعمل في شتنبر، تركز على خواص الفيروس والتي عرفت عنه السنة الماضية، وبالتالي لا تتعدى نجاعة اللقاح ثلاثة أشهر. وبعكس ماهو متعارف بشأنه، فإن الأدوية المستعملة لعلاج الزكام والتي تعرف ب «مزيلات الاحتقان» تقوم فقط بالتخفيف من حدته وتستعمل كمسكنات يختفي معها فيروس الزكام لمدة معينة ثم يعاود الظهور مرة أخر ، وقد يكون بدرجة أكبر وهذا مايفسر توالي الإصابات بنزلات البرد مرات عديدة خلال مدة محددة، حيث يتطلب الأمر مراجعة الطبيب المختص والدخول في فترة نقاهة لتفادي نقل العدوى خاصة خلال الأيام الثلاثة الأولى للإصابة.