تفيد الإحصائيات الرسمية بأن 30 % من المرضى الوافدين على المستشفيات خلال هذه الفترة من السنة هم مصابون بأمراض في الجهاز التنفسي، بما فيها التعفنات، الأورام، الحساسيات وأمراض الربو والتهاب القصبات الهوائية المزمنة. كما تفيد بأن الأدوية الخاصة بنزلات البرد زاد الإقبال عليها في الصيدليات من دون وصفة الطبيب، خاصة بعد التغيرات الجوية التي عرفتها مختلف مناطق المغرب. وبحسب مصادر طبية ، فإن انخفاض درجة الحرارة خلال الأسبوعين القادمين سيؤدي إلى ارتفاع في حالات الإصابة بالزكام وأمراض الجهاز التنفسي الظاهرة والتي تنتشر كل سنة بشكل طبيعي مع بداية شهر دجنبر إلى منتصف شهر مارس القادم. إلا أن هذه السنة زادت من حدتها التساقطات المطرية الأخيرة والتغيرات الجوية الطارئة . وهكذا فمع عودة التقلبات الجوية، عادت نزلات البرد للانتشار وكذلك الأنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي والتهاب اللوزتين، خاصة بين الأطفال لكثرة تحركاتهم وانتقالهم من داخل المنازل إلى خارجها. الأطباء اعتبروا أنه من الطبيعي أن تسود أمراض الجهاز التنفسي والحساسية في مثل هذه الأجواء المتقلبة ما بين البرودة والدفء والغبار أحيانا ، وكذلك بسبب الاختلاف الكبير بين درجات الحرارة داخل المنازل وخارجها، وعدم أخذ الاحتياطات في حالة الخروج من المنازل. ولا يقتصر الأمر على الأطفال فقط. ومن جهة أخرى فإلى جانب أمراض الجهاز التنفسي، تنتشر - وإن بشكل أقل حدة- حالات النزلات المعوية المصحوبة بالقيء والإسهال، ومعظم هذه الحالات تبدأ بالتهابات فيروسية، ثم تتطور إلى التهابات بكتيرية . وبخصوص أمراض الربو أو حساسية الأنف أو التهاب القصبات الحاد أو غيرها والتي تتفاقم خلال هذه الفترة من السنة، فإن نسبة المصابين بها تتراوح بحسب الإحصائيات المتوفرة بين 10 و14% حسب المدن، وتتمركز خاصة في مدينة الدارالبيضاء حيث يبتدئ مرض الحساسية والربو طبعا من الأنف، وتصل نسبة التهاب الأنف الناتج عن الحساسية نسبة مهمة جدا في المغرب، حيث إن ما يناهز 40 % يعانون من زكام يلازمهم بسبب حساسية الأنف.