وجه النائب الاستقلالي عادل بن حمزة سؤالا كتابيا لرئيس الحكومة حول صحة ما تعتزم هذه الأخيرة القيام به بمنطقة تيداس بإقليم الخميسات ، حيث تروج أنباء عن عزم حكومة عبد الإله بنكيران تحويل جماعة تيداس وبالضبط منطقة “اكطوان" المجاورة لجماعات أخرى (ايت ايكو وايت ايشو) ، إلى مطرح وطني للنفايات الطبية السامة ، علما أن الحكومة لم تجري أية استشارات مع السكان المحليين والمنتخبين والمجتمع المدني لاستطلاع أرائهم فيما تعتزم القيام به . بن حمزة أكد على أن مشروعا كهذا إذا تم فإنه يعتبر جريمة كاملة ، سواء من الناحية البيئية أو السياسية أو الأخلاقية ، فمنطقة تيداس تعتبر منطقة جبلية معروفة بفرشتها المائية التي تمتد للفرشة المائية بأولماس حيث أشهر المياه المعدنية المغربية ، وتتوفر على غطاء غابوي وتنوع في الغطاء النباتي حيث تعتبر جبال تيداس وهضابها مصدرا مهما لعدد من الصناعات الطبية والتجميلية التي تعتمد على نباتاتها ، كما أن المنطقة معروفة بتنوع الوحيش فيها ووجود كثيف للخنزير البري مما يجعل المنطقة قبلة للممارسين لرياضة القنص ، الغريب في الأمر أنه رغم كل هذه المؤهلات عاشت تيداس التي كانت أول مركز قضائي وإداري بإقليم الخميسات وزارها الملك مولاي الحسن الأول فيما يذكر الناصري في كتاب – الاستقصاء – في ظل تهميش قاتل استمر لسنوات طويلة حيث اجتمعت كل سياسات التفقير والتي جعلت من تيداس الجماعة القروية التي يتناقص عدد سكانها بصفة مستمرة وتعرف هجرة مكثفة ، وهذا التهميش الذي كان في سنوات الرصاص كان عقابا جماعيا للمنطقة وهو ما كنا نعتقد أنه قد تم تداركه عندما أدرجت المنطقة ضمن مناطق جبر الضرر الجماعي في سياق التحولات الديمقراطية التي عرفتها بلادنا في إطار مسلسل الإنصاف والمصالحة ، إن جبر الضرر الجماعي كنا نفهم منه ( يقول بن حمزة ) العناية بهذه المنطقة والمناطق المجاورة والإقليم برمته وذلك لتدارك الخصاص المروع الذي تعرفه المنطقة في كل جوانب الحياة اليومية ، وهو ما يكرس اللاعدالة على المستوى المجالي وارتباك الرؤية المركزية للمحيط الذي لا يتم وصفه سوى كهامش على دورة التنمية ، حيث بمقارنة بسيطة بين ما يتحقق في أقاليم أخرى على مستوى التهيئة الحضرية والاستثمار ، يقدم إجابات واضحة ، لهذا لا يمكن للحكومة أن تقتل مستقبل هذه المنطقة مرة أخرى من خلال مقبرة للنفايات الطبية السامة ، هنا نتساءل سياسيا وأخلاقيا هل هذا هو جبر الضرر الجماعي ؟ يتساءل بن حمزة الذي يعتزم تأسيس جبهة وطنية لمواجهة مثل هاته المشاريع الملوثة .