افتتحت أخيرا الجمعية المغربية للغويين والمبدعين بتنسيق مع مجلس دار الشباب بوشنتوف وبدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، موسمها الثقافي بحفل توقيع كتاب «تحولات الأشياء والشخوص والأماكن» للكاتب عبد الحميد الحميد الغرباوي ، بدار الشباب بوشنتوف بالدار البيضاء . بحضور مجموعة من المبدعين وعشاق السرد المغربي . بعد ترحيب مسير الاحتفاء بتحولات عبد الحميد الغرباوي الذي اعتبره بصمة ورمزا من رموز القصة والرواية والتشكيل والتذكير بسيرته ،أعطيت الكلمة للشاعر محمد عرش الذي أشار إلى أن المقبل على كتابة التحولات يباغَت بالتحديد الجنسي للعمل حيث اكتفى الكاتب بكلمة نص ، بعدها اعتبر التحولات نصا مشاغبا يترك حزمة من التساؤلات، ثم ينصرف الكاتب ،لتبقى أسئلة معلقة من قبيل؛ ماهي هذه التحولات ؟ وبأي شكل تأتي هذه التحولات ؟ بعدها تناول الكلمة الشاعر والناقد «عمر العسري» الذي وصف النص بانفتاحه على أجناس أدبية مختلفة (القصة القصيرة والقصيرة جدا وقصيدة النثر..) كما يعكس رؤية الكاتب للعالم والأشياء كوسائط اجتماعية عبر اختزال عناصرها، وبذلك يشكل نصه الجامع رؤيا وموقفا، ثم أزمة بين مكونات الوجود ، لينهي مداخلته بتجريبية تحولات الغرباوي المؤسسة للخلق والخرق والارتطام، متوسلة بمفاتيح جديدة تروم الفوضى المنظمة . أما القاص إبراهيم أبويه فقد لامس عتبات الكتاب، ليعتبره بعد ذلك متواليات موزعة لكنها لا تنفصل جوهر النص باعتباره ثلاثية للأشياء والشخوص والأماكن ، كما اعتبر الكتابة،(نصوصا تمزج بين الشعر والسرد والهايكو)، بل هي تحولات في النص وفي لغته على حد سواء ، أما الأماكن فشكلت خليطا من الثقافات والأديان والمدن وعناصر الطبيعة . أما صديق المحتفى به الناقد السينمائي والإعلامي محمد لعروصي، فكانت شهادته «لله» حيث اعتبر عبد الحميد الغرباوي كاتبا غزيرا وماطرا ومحاربا قديما ، بل طفلا بشاربيه ومشاغبا جميلا .. وقبل اختتام هذا العرس، وقع الأديب نسخا من كتابه للحضوربعد قراءته لمجموعة من المتواليات: الأشجار قرفت من المدينة فغادرت إلى الغابات.. إلهي . أهي النهاية ؟... أهي النهاية ؟ (...وتستمر التحولات).