احتضنت قاعة الندوات بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلا يوم الجمعة 15/06/2012 أمسية ثقافية نظمتها جمعية الإشعاع الأدبي والثقافي بتنسيق مع جمعية أجيال المبادرة، وبدعم من المطعم الثقافي الأندلسي ودار الوطن للصحافة والطباعة والنشر. وقد خصصت هذه الأمسية للاحتفاء بآخر إصدارات الكاتب عبد الحميد الغرباوي "عزف منفرد على إيقاع البتر" بحضور مؤلفه ، ومشاركة الأساتذة: عبد الرحيم مودن، وعبد السلام الجباري، وعبد الرحيم هيري، ومحمد المسعودي. بعد كلمة افتتاحية للأستاذ أبو الخير الناصري (الكاتب العام لجمعية الإشعاع الأدبي..) انطلق اللقاء الذي سيره الأستاذ صخر المهيف (رئيس جمعية الإشعاع) بمداخلة أولى للناقد عبد الرحيم مودن تحت عنوان "موسيقى السرد أو سرد الموسيقى" ذكر في بدايتها بمرحلة السبعينيات في الأدب العربي بالمغرب، معتبرا عبد الحميد الغرباوي "من الورثة الشرعيين لتلك المرحلة". وتوقف مودن عند عنوان الكتاب قائلا إنه يتكون من شقين: شق له علاقة بالموسيقى (عزف منفرد)، وشق لا صلة له بها (إيقاع البتر)، ثم أشار إلى إصرار المؤلف على عدم تجنيس نصوصه، ليعرج بعد ذلك على محاور وسمات متعددة داخل نصوص المجموعة (محور المغامرة/ ظاهرة الحرمان..)، ومبرزا انشداد النصوص إلى عالم الموسيقى من خلال قرائن متعددة من أبرزها المعجم (jazz/ كونشرتو/ عزف منفرد...).. في المداخلة الثانية قدم القاص عبد السلام الجباري ورقة / شهادة بعنوان "الكاتب عبد الحميد" زاوج فيها بين الحديث عن مناقب عبد الحميد الغرباوي وإصداره الأخير، قائلا "دقائق مع عبد الحميد الغرباوي تجعلك تؤمن أن الدارالبيضاء مدينة الحكاية والقصة بعدما كنت تتصور من قبل أنها المدينة / الغول"، وركز الجباري على سمة التطابق بين الغرباوي وإبداعه مؤكد أن " عبد الحميد هو نصوصه، إنه يكتب بدمه كما يكتب بشعوره"... أما الأستاذ عبد الرحيم هيري فسمى مداخلته "سؤال الذات في عزف منفرد على إيقاع البتر"، وانطلق في بدايتها من الحديث عن حضور الذات في الأدب العربي الحديث، لينتقل بعده للحديث عن المجموعة المحتفى بها، مدرجا إياها في صنف "النصوص الأدبية"، ومتوقفا في مقاربتها عند العنوان، والقوى الفاعلة، والزمان، والمكان، والمعجم، والصور البلاغية.. مستنتجا في النهاية أن "هذا العمل إضافة نوعية للأدب العربي بالمغرب". وفي مداخلة رابعة تناول د.محمد المسعودي "إيقاع الحياة وبلاغة السرد القصصي في عزف منفرد على إيقاع البتر". وكان الناقد المسعودي حاسما في مسألة إدراج نصوص العمل ضمن جنس القصة استنادا إلى مفهوم السمة المهيمنة. وفي مقاربته لإيقاع الحياة وبلاغة السرد القصصي في الكتاب لاحظ الناقد أن انشغال المجموعة بوقائع المعيش اليومي يقع عبر تشكيل قصصي يستثمر عناصر فنية متنوعة تسهم في تحقيق بلاغة السرد القصصي، وضرب أمثلة لتلك العناصر الفنية باعتماد لغة مجازية، واستثمار بلاغة التكثيف والإيحاء والترميز.. بعد ذلك قدم القاص إبراهيم أبويه شهادة في حق المحتفى به أشاد فيها بجملة من مناقب الرجل، وأشار لتحوله في هذه المرحلة من عمره من كتابة القصة إلى نظم الشعر.. أما المبدع عبد الحميد الغرباوي فقرأ من عمله الأخير نص "jazz" وتحدث معقبا على المداخلات، ومجيبا عن أسئلة الحاضرين، عن علاقته بمدينة أصيلا، وعلاقته بالنقد، والشعر، والتشكيل، وطقوسه الإبداعية... وفي ختام هذا اللقاء قدم الأستاذ جمال بوليفة (أمين جمعية الإشعاع) ورقة ختامية نوه من خلالها بهذا النشاط، وضرب للجمهور موعدا يوم السبت 07 من يوليوز للاحتفاء بالديوان الشعري الجديد للشاعر أحمد هاشم الريسوني بقاعة دار الشباب بأصيلا.