بعض فنانينا يصابون بالهستيريا حينما لاترسو عليهم الصفقات، بعض منهم، وأنا هنا أحرص على التعميم لأن الغالبية الساحقة من فنانينا، فنانون حقيقيون مهنة وفطرة وإبداعا بل وسلوكا إذا ما حدث مرة واحدة لم يبادر أحد بوضع الملعقة في فمه سارع إلى الصياح والعياط بل وإلى السب والقذف والمس بأعراض الناس. نتذكر بعضهم وقد لازموا القناتين الأولى والثانية طيلة رمضانات السنين الفارطة. وأصابوا الجمهور المغربي ماعدا الأطفال ربما بالغثيان بسبب تدني مضامين الأعمال التي كانت تمطرنا بها القناتان كل يوم وبصفة متوازية، وتحمل المغاربة ذاك العذاب الفني إذا صح التعبير بمبرر الصبر والمعاندة والتحمل من أجل دعم الإنتاج الوطني الفني لكي نضمن له شروط التقدم والتطور، وهو المبرر الذي تمسك به كثير من المغاربة طيلة عقود من الزمان، لكن الفن لدى هؤلاء، لم يتطور ولاهم يحزنون، بل تأكد بالواضح أن الجمهور إنما ساهم بصبره وتحمله في تشجيع الإنتاج الوضيع المنحط. هذا البعض يتفطن الى أهمية ممارسة الضغط والابتزاز، فإذا ما رست عليه الصفقات وجدته منوها بدعم السلطات العمومية للانتاج الوطني وللفنانين المغاربة ومنوهين بحرص كل من فيصل العرايشي وسليم الشيخ على الشفافية والنزاهة، لكن حينما لاترسو عليهم الصفقات تراهم طلقاء الألسنة الطويلة ينالون من أعراض الناس، والهدف طبعا ممارسة الضغط والابتزاز لينالوا حصتهم من كعكة الإنتاج الرمضاني الموالي. عيب وحرام أن نصف فنانا كبيرا وحقيقيا في حجم السيكتور الذي أتحفنا رفقة الفنان المغربي الكبير حسن الفذ بسلسلة رائعة خلال شهر رمضان اكتظت بالرسائل السياسية في موضوع يحظى براهنية كبيرة بأرذل النعوت من طرف زميل له في المهنة النبيلة، الفن أخلاق أولا وأخيرا، والفن قيمة من قيم السمو بهذه الأخلاق، وليس مجرد مهنة تدر دخلا على ممتهنها، حتى إذا لم يكن هذا الدخل في مستوى الطمع هاجت هائجة الطامعين. والمصيبة - وهذا رأي شخصي لا ألزم به أحدا - أن السيكتور فنان حقيقي عكس الذي انتقده.