المبعوث الأممي اصطدم بحقيقة مرة وخطيرة تتمثل في أن من التقى بهم لا يملكون معلومات كافية عن ملف الصحراء في سياق اللقاءات التي جمعته بالعديد من الفاعلين السياسيين ومع النخب الصحراوية على الخصوص،التقى الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة المكلف بملف الصحراء السيد كريستوفر روس مع السيد محمد عالي العظمي،المعروف بعمر الحضرمي،أحد مؤسسي جبهة البوليساريو وقادتها التاريخيين. اللقاء حسب مصادر حضرته، كان مفتوحا ولم يرتبط بتحديد مدته الزمنية أو المواضيع التي ستطرح فيه، حيث دار على مدى ليلة كاملة تداول فيها الطرفان ملف الصحراء من مختلف الزوايا والنواحي، وتطرقا فيه للوضع الراهن والحلول الممكنة للقضية. وقد أبدى كريستوفر روس اهتماما بحديث عمر الحضرمي الذي أبان عن فهم واسع للقضية ومعرفة بخباياها وتتبع للأوضاع داخل منطقة النزاع وبمخيمات اللاجئين الصحراويين التي تحكمها البوليساريو، ما اضطر المبعوث الأممي مرات عديدة إلى التأكيد على مساعديه لتدوين كم الملاحظات والمعطيات الهامة التي قدمها الحضرمي، وهي المعطيات التي قادت كريستوفر روس خلال توديعه لضيفه للتصريح أنه تلقى دروسا جديدة في ملف الصحراء. يذكر أن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس قد وضع لائحة من الأشخاص اجتمع بهم في إطار الاستماع لأطراف جديدة والتواصل مع الساكنة الصحراوية بصفة مباشرة، مع مراعاة اختلاف وجهات النظر بين المدافعين عن الطرح المغربي وطرح البوليساريو. إلا أن ملاحظين لم يخفوا تخوفهم من أن يكون المبعوث الأممي قد اصطدم بحقيقة مرة وخطيرة تتمثل في أن من التقى بهم لا يملكون معلومات وافية وكافية عن ملف الصحراء، ولا يمتلكون أدنى ثقافة عن النزاع ومساره التاريخي والأحداث التاريخية التي صاحبته، ولا يتوفرون على قاعدة معلومات تخولهم النقاش في حيثيات القضية أو تقديم تصورات لحل واقعي، بقدر ما يمكن تسميتهم بأشخاص معزولين عن السياق العام للقضية أو مدافعين عن ملفات معزولة لا ترتبط بقضية الصحراء ارتباطا مباشرا، بل يمكن اعتبارهم أصحاب قضايا إنسانية وحقوقية يمكن الاهتمام بها من طرف جمعيات تهتم بتلك المجالات، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ترقى إلى مستوى التأثير في حلحلة النزاع ، وهو ما يجعل اللقاء بهم غير ذي جدوى أو تأثير في المخطط الأممي الداعي إلى إشراك الصحراويين في إيجاد حل لقضية الصحراء. كما يعاب على أصحاب طرح البوليساريو داخل منطقة النزاع تمثيلهم من طرف أشخاص لا علاقة لهم بمنطقة النزاع، وغالبيتهم لم يكن لهم ارتباط بأي نشاط سياسي يذكر إلا بعد اعتقالهم أو سجنهم لأسباب مختلفة، وهو ما يفقدهم المصداقية ويضعهم في صف المنتقمين من السلطات المغربية وليسوا أصحاب مبادئ سياسية يمكن أخذها بعين الاعتبار.