صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب «العراق تحت الاحتلال: تدمير الدولة وتكريس الفوضى» ضمن سلسلة كتب المستقبل العربي (60). وحسبما نقرأ في الغلاف الأخير للكتاب، فقد أضحى الوضع بأسره في العراق اليوم كارثة بحد ذاتها، بكل ما تحمله هذه الكلمة من أبعاد ودلالات، كارثة يدفع ثمنها العراق وشعبه ومستقبله، وكارثة يدفع ثمنها المحيط الإقليمي للعراق والوضع العربي وأمريكا في أبنائها ومالها ونفوذها الذي أصابه الوهن والتراجع. ولذا فإن كل ما يكتب اليوم في إطار حالة العراق لا يخرج من توصيف تداعيات الاحتلال ونتائجه، والدروس المستنبطة من ذلك هو حزمة الحقائق التي لا يمكن إغفالها، وفي المقدمة من ذلك أن المشروع الاستعماري، أي مشروع، وفي كل زمان ومكان محكوم بنهاية واحدة، فلم يشهد التاريخ أن حقق الاستعمار، مهما كانت صيغه وأشكاله نجاحا دائما، بل إن نهايته، وإن تباينت أشكالها وتفاوتت مواقيتها، محكومة بالزوال، ولا يبقى إلا حقيقة واحدة ثابتة، هي قدرة الشعوب على تجديد تاريخها بفواصل زمنية محكومة بالتضحيات الكبيرة وموسومة بالانتصار والظفر الحاسم. ومركز دراسات الوحدة العربية، وفي إطار اهتماماته الفكرية بقضايا النضال القومي، قد وضع قضية العراق في صلب اهتماماته ومحور نشاطاته، ليس لأن العراق بلد عربي تعرض للاحتلال والتدمير فحسب، بل لأن قضية العراق ترتبط بالنضال القومي التحرري ضد الهيمنة والعدوان، كما هو الحال في قضية فلسطين، وكل قضايا النضال القومي التحرري من المحيط إلى الخليج. ودراسات هذا الكتاب تعرض جوانب عديدة من قضية العراق في مواجهة الاحتلال وتداعياته، كتبت بأقلام أجنبية، وعربية ومنها عراقية، وهي شهادات توثق قدرة الأمة العربية على المقاومة والمجابهة، وتؤكد حتمية انتصار شعب العراق والأمة العربية إزاء كل محاولات الاحتواء والمصادرة والهيمنة. إنها شهادات عن مرحلة حاسمة في نضال الأمة العربية، والعراق بشكل خاص، من أجل الحرية والكرامة». يقع الكتاب في 430 صفحة.